ثنائية خجل و نجاح // المهندسة مهى سروجي
ثنائية خجل و نجاح
*****************
في سعف الورد
حينما تلاشى حنيني
ارتمى كظلال على
أوراق زهر الياسمين
و راح في سبات
يطرح عنه تعب السنين
و غفا يحاكي سوسنة
غمرتها قطرات الأنين
فذابت خجلاً
و طار خجلها
ليحط في عمق الوتين
في بستان قلبها
تملكتها دهشة لما رأت
بين الزهور نبتة
راحت تسائل عنها
هل من مجيب ؟
قالوا لها : غريبة
حدثها العالم بسر القلوب
هي نبتة الخجل الجميل
وقفت على مشارف بستانها
تتأملها بصمت عميق
ترمقها بحزن دفين
دمعة من العيون انحدرت
مدت يدها لتلمسها
الخوف في الروح
و الخفق بفؤادها
و تعاظم الأنين
بجنبات الفؤاد
تصاخب نبض الجوى
تتالت رعشات الأنامل
و لا زال النظر يرنو
يتطلع لتلك النبتة
غريب يا منبت الخجل
يا صرخة الصمت و الوجل
يا رمز طهر مرتبطٍ بالأجل
اكتب لست عنك بمنفصل
وهاهي كفها تصل
يا غربة شعرت بها
لما صافحت يدها
نبات خجلها
هي على أعتاب نبضها
في عمق فؤادها
لما صارت النبتة بيدها
فتحت كفها
ما رأت فيه شيئا
تحيرت في أمرها
خفق الفؤاد همس لها
تيقني أني بحشاك
أبتلعت بذور الألم
زرعتها و سقيتها
من دموع عينك و المقل
و رويتها من صفاء القبل
و أرسلت إليها أشعة الأمل
أقتلاعها ضرب من المحال
ستظلين تبتلعين الصمت
تعشقين التأمل مع التلاشي
لكنك ستملكين الارتياح
ستنير نبتة خجلك كل صباح
تحميك من كل ذئب
من كل بلبل صداح
تنتشلك من كل غدر
ترفلين فوق زهور السماح
و يبقى نبض فؤادك
أسى في قلب أي اجتياح
و تشرق أيامك بالسعادة
أساساً لكل ازدهار و نجاح
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق