قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘قصة كورونا⚘( الفصل الأول ) : اللقاء
**********************************
كان هناك شاب يفتش عن شريكة لحياته و راح يسافر من بلد إلى بلد و تعرف على العديد من الفتيات لم تعجبه أية واحدة كان اسمه كورو و راح هذا الكورو من بلاد الصين إلى بلاد السند و الهند مروراً بإيران و العراق و عرج إلى تركيا و روسيا و أخيراً وصل إلى أفغانستان و كان قد هده التعب و أعياه السفر و ما إن وصل حتى اقتادوه إلى مختبر لإجراء الاختبارات عليه و أخذوا منه العينات و هناك تعرف كورو هذا إلى فتاة مخبرية و كانت تدعى رونا أحبها بل عشقها و بادلته الحب بالحب و تعاهدا على الإتحاد فيما بينهما و التصقا معاً و صار الكل يدعوهما كورونا و انتهت تحاليل كورو هذا على يدي طبيب أجرم أيما إجرام فما إن قام بمعالجته أعطاه عقاراً جعله يلتحم مع رونا و لا يفترق عنها بالمطلق و صارا إن لمسا أحداً قتلاه و راقت لهما اللعبة فجرباها على الطبيب فمات
و انطلقا معاً بخطى شيطانية و راحا يقتلان كل من يصادفاه
و تحولا لوحش مرعب تحت اسم كورونا شعاره
و من الحب ماقتل 😭😭
⚘قصة كورونا⚘( الفصل الثاني ) : الخطوبة
لكن رونا ما استطاعت إنهاء تلك الخلافات
و أخيراً قرر كورو أمراً همس لها أن تقترب ففعلت وجرت ثاني عملية التحام بينهما بعد أولى تجربة لهما لما أنهى الطبيب علاجه و أخطأ تقديراته و حدث بينهما الالتحام الكامل فتحولا لكيان غير مرئي صعدا لمنخر الطبيب و دخلا دون استئذان و فعلا كل أفعال التخريب بجسم الطبيب إلى أن مات ميتة غريية ، و الآن قاما بنفس العمل قبلت أن تلتحم معه للقضاء على والدها دون اية ذرة من رحمة ،
جنون الحب كان يسيطر عليها و تلاشا ثم تحولا إلى ذلك الكيان اللامرئي و انقذفا داخل أحد منخري والدها و صارا بالحنجرة و هما يتضاحكان و يقبلان بعضهما بصورة وحشية و الأب يستغيث و يصيح : رونا أين أنت تعالي أنقذيني أشعر بنار في حلقي فما ألقت لندائه بالاً و أخيراً نهض ليمشي فسقط مفارقاً الحياة ، هنا انفصلا و لما رأت وجه أبيها أزرقاً شاحباً و جسمه ذاب كما يذوب الشمع و رأت كيف تمزقت أحشاؤه و كم عانى و مع ذلك تعالت ضحكتها المجنونة هي و حبيبها كورو ليمضيا معاً نحو إعلان الزفاف و تحديد موعده و سنرى معاً ماذا جرى في ذلك الحفل المشؤوم .
******************
قصة كورونا ( الفصل الثالث ) : تحضيرات حفل الزفاف
**********************
بعد موت والد رونا ما عاد هناك من يقف بوجه زفافها أو يعرقله و يضع له شروطاً قاسية ،
بعد يوم جلست مع خطيبها يتحادثان عن ترتيبات حفل الزفاف ، كانا في اشد حالات الإشتياق و بعد العناق راح يحدثها :
أتعرفين الذي جرى مع أبيك قد أثار بي شهوة لأمور قد تستغربيها
تجيبه : و ماهي ؟
رأيت أننا لو تم التحامنا سيؤدي هذا الأمر إلى الوفاة الفورية ما رايك لو قمت بدراسات حول الكائن الذي ينشأ عند التحامنا و إمكانية جمع ما يفرزه و من ثم طرحها و توزيعها على العالم بأسره فيهلك من يهلك تحت شعار الحب القاتل
أتدرين أنا أريد أن أنتقم من الجنس البشري بأكمله
نظرت رونا إلى حبيبها نظرة إشفاق ممزوجة بالحب فهي العاشقة التي لا ترد له طلباً و ما استغرقت موافقتها سوى لحظات لتفرغ هي الأخرى أحقادها على الإنسانية جمعاء
( كلمات للكاتبة : أحقاد و أطماع دول تعتبر نفسها صاحبة الصولجان )
و هنا تم الإلتحام و إنتاج عدد من هذا الكيانات اللامرئية ثم انفصلا ليتركها في مخبرها تكمل دراساتها .
*******************
قصة كورونا ( الفصل الرابع ) : المختبر
**********************
و في مختبرها راحت رونا بفحص دقيق لتلك الكائنات اللا مرئية تحت أكبر عدسات المجاهر تطوراً سهرت الليالي و واصلت ليلها بنهارها في دراسة تفصيلية لمكونات خلايا هذه الكائنات و توصلت بعد جهد جهيد للوصول بها إلى تغيير هيكلة هذه الكائنات لتنتج منها كائنات تبقى فعاليتها لمدة زمنية قد تصل إلى تسعة أيام و أجرت أبحاثها على مجموعة من حيواناتها المخبرية على قطة و خفافيش على بعض أنواع الطيور كالغراب و غادرت مخبرها منتظرة نتيجة ما سيحدث و راحت تراقب كل يوم و بعد مرور عشرة أيام بدأت قطتها المخبرية بالتأثر و ظهرت عليها أعراض مرض رهيب و كان الخفاش قد نفق أيضاً و لم تر تغيراً طرأ على غرابها كيف ستحسم الأمر و تخبر كورو بنتائج بحوثها ؟
لا بد أولاً أن تجربها على جسم بشري حي و فوراً خطر على بالها متسول فقير يفترش الرصيف بالقرب من دارها
فسارعت لإحضاره بعد أن أعدت له طعاماً دسماً و مكاناً موبوءاً بكائناتها بعد التعديل
إنه فقير جائع أغراه منظر الطعام فهرول إليه مسرعاً و بعد أن وصل إلى حد التخمة نهض لينصرف أعطته منديلاً معطراً برائحة الورد طرزته بتلك الكائنات حملت له الموت بعد هذه الأكلة الدسمة
لكنها لتراقب الحالة قالت له :
انتظرني سأوصلك إلى بيتك و فعلاً أوصلته لتعرف أين يسكن و اتصلت بخطيبها تنقل إليه الأخبار و مرت بهما أيامٌ لم يكن هناك أية نتيجة وصلت إلى ثلاثين يوماً قررت أن تستدعيه لتعطيه جرعة أكبر من سابقتها و في طريقها لتغادر المنزل و إذ بجرس الباب مع طرقٍ قويٍ فتحت الباب و إذ .....
***********
قصة كورونا ( الفصل الخامس ) : المفاجأة الكبرى
**********************
فتحت الباب و إذ بحبيبها كورو واقفاً و الفرحة تكاد تففز من عينيه جذبها إليه و راح يمطرها بالعشرات بل المئات من القبلات دفعته بكثير من الحرص قائلة :
ما هذا يا كورو أراك تتصرف كالمراهقين
يجيبها : بل كالعاشقين المعترفين بذكاء من يعشقون
رونا : أنا في عجلة من أمري و قد كنت أتحضر للذهاب لزيارة تهم أبحاثي
كورو : أعرف إلى أين ستذهبين
رونا : كيف و هل قرأت الطالع في أبراج اليوم ؟
و تنفجر ضاحكة
كورو : بل لأني أحضرت لك مفاجأة سوف تدهشك
رونا : هات ارني مفاجأتك !!!
كورو : قبلها أعدي لنا شيئاً نأكله و لكن حذار أن يكون فيه من سمومك أتدرين !
ساطلق عليك رونا اللئيمة
رونا : هذا مديح أم ذم أيها الوغد ؟
فيضحك كورو بخبث يجيبها :
بل بكل المحبة و العرفان بذكائك الرهيب
رونا : إذا هلم بنا إلى المطبخ لنعد معاً غداء و تخبرني عن مفاجأتك
كورو : لا لا أيتها الجميلة
سيكون موعد اعلامك بمفاجأتي بعد الطعام و احتساء القهوة و بعد عدد من القبل ها ها ها
رونا : و تقول عني لئيمة هو من بعض ما عندكم أيها الحبيب الغادر .
و قاما نحو المطبخ أعدا وجبة فاخرة و جلسا يأكلان تطعمه و يطعمها
( كلمات للكاتبة : و يعرفان كيف يعيشان الرومانسية هذا حال كل متكبر متجبر يريد كل شيء لنفسه و يمنع أبسط الحقوق عن غيره )
و بعد الإنتهاء من الطعام تناولا القهوة بالشرفة ثم ذهبا بناء على طلب كورو للصالة و هنا
أخرج كورو قرصاً مضغوطاً
( compact disc )
قائلاً لها : ضعيه بالحاسوب لأحكي لك عن مفاجأتي
أخذته وضعته بالسواقة و يالهول ما رأته ....
***********
قصة كورونا ( الفصل السادس ) : تتمة المفاجأة الكبرى
**********************
بدأت بتشغيل القرص المضغوط و جلست ملتصقة بكورو على الأريكة
و إذ تشاهد امامها على شاشة الحاسوب ذلك المتسول فذعرت : كدت أنسى كنت سأذهب إليه لأنظر ماذا جرى معه ظننت أنه قد شفي قلت لنفسي أعطيه جرعة ثانية
كورو : ألم أقل لك لئيمة ها ها
رونا : و كيف استطعت أن تزرع آلة تصوير في بيته
كورو : لما أخبرتيني عن كل ما أنجزتيه و أنك تنتظرين النتائج على ذلك الإنسان و ذكرتِ لي عنوان بيته لأنك قمت بإيصاله إلى بيته
قمت بعمل زيارة له باليوم الثاني و أعطيته مبلغاً من المال كي لا يذهب إلى مكان تسوله بالقرب من بيتك و هذا بناء على طلبكِ قلت له بالحرف الواحد : إنها رقيقة جداً لا تقوى على رؤيتك و أنت تشحذ لذلك قررت منحك راتباً يكفيك و عائلتك و قد أعطيتك المبلغ و لكن هل لي بفنجان من الشاي تحضروه لي بعد ربع ساعة سألتقط لأثاث بيتك بعض الصور لأن الدكتورة تريد تقديم مساعدة مميزة لك بحسب ما تراه من أثاث لديكم فلو سمحتم اتركوني هذا لو كنتم تريدون أن تنالوا شرف مساعدتها و إلا سأخرج و لن تنالوا شيئاً .
خرج ليطلب من زوجته إعداد الشاي و يخبرها - و هو في قمة السعادة - ألا يزعجني أحد سمعته كيف حكى مع زوجته ، مجرد خروجه قمت بزرع آلة التصوير في غرفة نومه ، و في الغرفة المجاورة ، و البيت كله غرفتان كانت الزوجة قد أحضرت الشاي قدمته لي شكرتها قائلاً لها أنا على عجلة من أمري و عدت من موقعي اراقب الحالة في ذلك اليوم كم كان سعيداً مع زوجته و هي تتضاحك أمامه و تقول : هل فعلاً سيجددون لنا أثاث البيت .
و مرت عدة أيام و الحال على ما هو عليه إلى أن جاء اليوم العاشر استيقظ المسكين على المتاعب و المآسي و آلامٍ و احتراقٍ في الحلق
قد سجلت لك يا حبيبتي اللئيمة ( يقولها و هو يكتم ضحكه ) تفاصيل أيامه ثم اختصرتها و جلبت لك كيف التقط أنفاسه الأخيرة بعد معاناة رهيبة و اختناق خطير
و لتشهدي أنه قد نقل العدوى لزوجته و سكان المبنى كله بل سكان الشارع حينما حضروا لعيادته و الإطمئنان عنه .
الآن بإمكان حبيبتي أن نباشر بنقل بعض المرضى و هم سيحملون شرف النقل إلى أماكن مختلفة من العالم بأسره
و مفاجأتي الكبرى لك :
أني قد قمت بإعداد رحلة لعدد من الشبان ممن زار ذلك المتسول المأفون و زوجته من سكان الشارع بعد أن جلبت لهم عقود عمل وهمية في بلدي الأول الصين و صاروا فعلاً هناك و كنت قد راسلت بعض عملائي ممن تركتهم قائمين على أعمالي التي خلفتها قبل بدء رحلتي للبحث عنك لئيمتي الجميلة .
و من هناك أعطيت تعليماتي لعملائي أن يتوخوا الدقة و الحذر و أن يقوموا بحماية منافذ التنفس لديهم و أرسلت لهم الكمامات و القفازات المطلوبة لذلك و حذرتهم أن لا يقتربوا من اي شاب تم ارساله بحيث يكون التعامل بينهم عن بعد لا يقل عن مترين تحسباً و أن يتم ترحيل قسمٍ منهم في أول طائرة إلى بلد أوربي بحجة العمل لدى مندوبينا هناك و حددتُ لهم روما عند صديق لي من هناك رغم قذارته كان يسخر مني مع أنه يعلم أني أملك عقلاً جباراً يعاملني و هو متأفف مني .
و قد تم كل هذا خلال خمسة عشر يوماً تلك التي انقطعتها عنك و الآن جئتك لأطلعك على نتائجي الرهيبة
قد تفشى خطرنا بالصين و تغلغل و حير الأطباء في علاجه و هم الآن يتكتمون عن هذا الخطر ظناً أن مقدرتهم ستساعدهم في السيطرة عليه
خمسة عشر يوماً امتد على بلدة واسعة النطاق إنها بلدتي الصينية و عدد المرضى بالمئات و قبل حضوري إلى هنا وصلني نبأ إعلان هذا الخطر الداهم عبر محطة صينية و تم عزل تلك المنطقة لأنه تم انتشار هذا الخطر على الأراضي الصينية كلها بسبب العدوى و انتقالها مع انتقال الأشخاص الحاملين لهذا الداء
و أنهم قد بحثوا و علموا أنه من عائلة السارس لكنه قد طور نفسه فأوعز أحدهم بتسميته كوفيد 19 و اختصاراً له تم تسميته بكورونا هاقد سيذيع صيتنا بالعالم كله حبيبتي اللئيمة .
و مال عليها يقبلها بنهم وحشي ( كلمات للكاتبة حب وحشي مدمر يبدو و الله أعلم قد بدأ بأصحابه من الظلمة و أبادهم )
و أسدلت ستارة قصتنا لتنفتح من جديد على وحش قاتل مدمر لا تراه العيون يجوب أرجاء العالم بأسره بانطلاقة رهيبة لننتقل سوياً و نشهد طريقة تعامل البلاد معه من خلال فصولنا المقبلة .
***********
قصة كورونا ( الفصل السابع ) : العالم و الكورونا
**********************
و انفتح ستار قصتنا من جديد على وحش مرعب لا تراه العيون و راح يفتك هنا و هناك امتلأت المشافي في بلدان أوربية بالمصابين و العالم مابين مندهش و بين محتار بين مصدق للأخبار و مكذب لها و ضحايا كثيرة قضت نحبها امتد الرقم ليصل إلى مليوني مصاب و أكثر من مئتي ألفٍ انزوت أجسامهم و قضوا نحبهم
و بدأت سلسلة الحظر تحت شعار الزموا منازلكم
هنا جاءنا إحساس بالعزلة بالاكتئاب صارت الدنيا سجن و السجان غير مرئي
لننتقل سوياً إلى مشهد في قصتنا
مشهد التقاء كورو برونا بعد ترحيل الشبان إلى الصين
جاء و كله أمل أن يلقى ترحيباً كانت باهتة تماماً قال لها :
ما بك حبيبتي الغالية
تجيبه بصوت خافت :
لا شيء .....
يقول لها : رورو حياتي أما أسعدتك الأخبار و هذا العدد الهائل من المصابين و خلال فترة وجيزة قضى عدد كبير نحبه و ليس هذا فحسب فقد كنا مصدر الرعب للعالم بأسره و العجيب أن عددا من كبار الشخصيات أصيبت ألاتستمعين لنشرات الأخبار
و فجأة ....
حدث ما لم يكن بالحسبان ...
**********
قصة كورونا ( الفصل الثامن ) : الصراع الكبير
**********************
و بينما كان يكلمها و فجأة انقلب حال رونا و بدت عليها حالة من التعب و كأن حرارتها ارتفعت و تهالكت على أقرب المقاعد إليها و هي تتألم بشدة مدت إليه يدها طالبة مساندتها فهب واقفاً استبشرت خيراً لكنه بدل أن يتقدم نحوها سارع بمغادرة المكان كله تبدو عليه علائم الخوف مع الرهبة الشديدة غادر و أغلق الباب وراءه
كان يضمر أمراً ،
بينما رونا في تألمها الشديد كادت تفقد وعيها تماماً صارت الدنيا سوداء في نظرها إلا أنها جلست و ألقت برأسها و راحت في سبات من شدة الإرهاق نامت وقتاً ليس بقليل وصل إلى يوم كامل بعدها استيقظت ليس بها أي شيء
( عمر الشقي بقي ) قامت حضرت فنجان قهوتها و جلست تفتش في هاتفها إن كان قد خابرها كورو أو حتى أرسل رسالة قصيرة ما رأت شيئاً و الغيظ بدأ يأكلها ،
أعدت إفطارها و جلست تتناوله بصمت و حزن
بعد تناولها الطعام فتحت هاتفها و اتصلت بخطيبها كورو فما كان منه إلا فصل الخط تسارعت نبضات قلبها من الخوف و بيد مرتجفة راحت تخط رسالة له :
أيها الوغد أما كفاك أنك تركتني و أنا في أمس الحاجة لك هل خامرك شك أني مصابة بما أنتجته أجسامنا يا حبيبي الوغد أنا من شدة الإرهاق بالفترة الأخيرة مع سهري المتواصل و أنا أجري تجاربي في المختبر مع قلة الطعام شيء طبيعي ان أتهالك من التعب هكذا تخليت عني بسهولة .....
و ما هي إلا لحظات و جاءها رده : حبيبتي الغالية تركتك فقط لترتاحي
أمر مستحيل أن أتخلى عنك فأنت بمثابة الروح مني .
و هو يكتب لها كان يتمتم : لتذهبي إلى الجحيم لم يعد يشغلني حبك و أضمر في نفسه أمراً .
و بدأت بينهما سلسلة من الرسائل آخرها اتفقا على إتمام مراسم الزواج و وعدها ان يحضر لأجل هذا في ساعة مبكرة .
فانفجرت بضحكتها الشيطانية المجلجلة و انصرفت لإتمام بعض أعمال و قسمات وجهها كانت تنم عن شراسة الحقد .
و هنا لا ندري نوايا كل منهما
********************
قصة كورونا ( الفصل التاسع ) : تكملة الصراع الكبير
************************
و لما كان الغد حضر كورو في ساعة مبكرة إلى منزل رونا كما وعدها لإتمام إعدادات مراسم زواجهما بعد أن أوقفاه بسبب أبحاثها و ما قاما به ليكونا السبب القوي بإثارة الرعب و الخوف بالعالم بأسره
حضر بكامل أناقته راسماً على وجهه الأصفر علائم ابتسامة غامضة لا يدري الناظر إليه هل تحمل القسوة أم الشفقة أم الرثاء أم التشفي و الحقد ؟
لتستقبله رونا أيضاً بكامل زينتها كأنها عروس أدخلوها محراب عابد لتقوم بإغوائه فجملوها و عطروها و أجبروها على أن تطبع على ملامح وجهها معالم الدلال و البهجة و قد فعلت ....
تستقبله بالأحضان و يبادرها بالقبلات هو يتحدث مع نفسه و هي أيضاً و لا أحد يعرف ما يقولان و تنتهي مراسم الاستقبال و يسيران باتجاه الصالة يعطيها هدية جلبها معه كانت قالباً من الحلوى تعشقه يتحدثان يبدؤها بالحديث :
رونا كيف لنا أن ندعو أصدقاءنا كلهم لحفلة الزفاف و أنت تعلمين أن أصدقائي و أهلي بالصين كلهم وفي أنحاء متفرفة من العالم و غير ممكن ان يغادروا أماكن تواجدهم
رونا : لا خيار لنا سوى أن نوجه الدعوة للمقربين منا هنا فقط و قد يحضرون أو لا يحضرون بسبب شدة التحذيرات
كورو : و ما العمل ؟
رونا : نوجه كما قلت للموجودين معنا هنا و مهما قل العدد او كثر فهذا نصيبنا
كورو : إذا تعالي نحصي عددهم .
و يباشران بكتابة أسماء المعارف و الأصدقاء
ثم تستأذنه لتحضر وجبة إفطار تقول له :
آسفة حبيبي سأذهب لأحضر فطوراً نتناوله سوياً فأنا
لم أتناول طعام إفطاري حتى الآن كنت أحضر بعض المعجنات و الفطائر لنا الآن أحضرها مع الشاي .
ذهبت و غابت ما يقارب ربع ساعة لتحضر معها الطاولة ذات العجلات و عليها الأطباق الشهية كل ما يشتهيه هو و تعرف أنه يحبه من أنواع المعجنات و كان من بينها نوع لا يستطيع أن يتناوله لاحتوائه على الفلفل الحار بينما كانت هي تحبه لنفس السبب كانت تداعبه بدس قطعة منه في طبقه دون أن يشعر فلما يأكل أول لقمة يصيح بها :
رونا أيتها الشقية أما حذرتك أكثر من مرة ان تفعلي هذا معي
فتضحك بطريقة شيطانية و هي تقول : هذه آخر مرة
و تتناول بقية الفطيرة و تأكلها و هي تضحك
اليوم الوضع مختلف بادرته بكلامها بعد أن وضعت الأطباق على طاولة الطعام بزاوية الصالة و بعد ان أشارت إليه كي يتفضل :
تفضل حبيبي اليوم أؤكد لك لن أتشاقى معك لذلك وضعت فطائر الفلفل الحار جداً لوحدها و تناولا الإفطار ثم استأذن للإنصراف آخذاً معه أسماء المدعوين حتى يقوم بإعداد بطاقات الدعوة على حاسوبه طبعاً هما اتفقا على تاريخ الحفلة و كان بعد عشرة أيام .
( كلمات للكاتبة و موعدنا في حفلة الزفاف كلنا مدعووين لحضورها )
*****************
قصة كورونا ( الفصل العاشر ) : الترتيبات النهائية لحفلة الزفاف
************************
بعد أن تركها جلست على الأريكة و كأنها في عالم آخر
ماذا يجب عليها فعله قامت إلى جهازها المحمول و أجرت
اتصالاتها و كان أولها أن اتصلت بإحدى متاجر بيع أثواب الزفاف و أعطتهم قياس جسمها و اختارت تنسيقاً خاصاً للثوب و اختارت اللون الأحمر الأرجواني و طلبت ان توضع الاكسسوارات باللون الأسود البراق
و كان اختيارها الأحمر لكون كورو من أصول صينية و هذا اللون هو المفضل لديهم لأثواب الزفاف و أتمت الإتفاق و كان الموعد أنهم سيرسلونه لها وفق ما أرادت بعد خمسة أيام لتراه إن كان لائقاً و متقناً
و بعدها قامت إلى معملها آخذة كمية من الحلوى التي جلبها معه و راحت تحللها و استغرق عملها هذا وقتاً طويلاً تتأكد بعده أن الحلوى سليمة و خالية من أي نوع من السموم فتنقض عليها و تأكلها بنهم فهي تحب هذا النوع جداً
كانت و هي تتناول الحلوى تضحك و تقول :
إنه غبي و لا يمكن أن يرتفع مستوى تفكيره إلى المستوى الشيطاني ...
و تطلق ضحكاتها الشيطانية في ارجاء الغرفة .
لينطلق بنا المشهد إلى حيث كورو و نتابع معه ترتيباته لحفلة الزفاف
غادرها متجهاً نحو غرفة عملياته حيث الأجهزة التقنية عالية المستوى فتح حاسوبه و اتصل هو الآخر بأحد ارقى بيوتات الأزياء بالمنطقة و طلب طقم زفافه اختاره باللون الأبيض و هو يقول لنفسه بعد الحفلة سينقلب سواد قلبي و نفسي إلى البياض سأنقي ذاتي من أحقادها سيكون قد شفي غليلي و سكبت جام غضبي على الإنسانية جمعاء أخذت بكامل ثأري ممن أوقعوني بضيق او حرج أو ظلموني و آخر الامر انتقامي ممن منحتها حبي و قلبي و مشاعري نحوها الآن تتجه أنها تخفي وراء صمتها انتقاماً رهيباً مني فعلاً أنا أخطأت لما تركتها تعاني و هربت كان ظني متجهاً أنها هي الأخرى قد أصابتها لعنة حبنا و مرضت كما مرض الآخرون مؤكد انها ستذكر لي هذا الموقف أبد الآبدين و ستنتقم أنا اعرفها جيداً و لابد أن أتخلص منها قبل ان تفطن لأمري عندها سيكون اللون الأبيض مناسباً لي تماماً .
و أيضاً يتبع هذا الكلام بضحك شيطاني
هاهو قد اتفق على طقم عرسه ثم أخذ كمية من ورق الكرتون الخاص و قام بطبع كرت الدعوة بعد أن صممه على شكل قلب طبع العدد الذي اتفق عليه مع الحبيبة اللدودة رونا .
كان قد أنهى نهاره كله في معمله و ها هو الليل في أولى ساعاته إنه جائع جداً قال لنفسه : أتصل بها و أذهب فأتناول طعامي معها هي سيزداد أمانها مني و لن ترتاب بالمطلق بي
أخذ جواله و ضرب الرقم :
... ألو حبيبتي
... أهلاً حبيبي
... هل تستقبليني و تحضري لي وجبة رائعة من يديك لنأكلها سوياً أنا جائع
... طبعاً و سأحضر لك كل ما تحب يا حبي
... سأكون عندك بعد ساعة و معي بطاقات الحفل نكتبها معاً بعد الطعام
... حسناً جداً سيكون بانتظارك مفاجأة ستسرك جداً
... ماهي ؟ قولي بربك
... لا بعد الطعام حبيبي
و تنتهي المكالمة
كلمات للكاتبة :
( ماهي مفاجأة رونا لنتابع معاً إلى فصل جديد من فصول كورونا )
************************
و راح يبذل قصارى جهده يفكر بتلك المفاجأة ما هي تحدث مع نفسه كاد أن يعاود الإتصال ليقدم اعتذاراً عن الحضور لكنه بهذه الحالة سيثير شكوكها فإن كانت مفاجأتها جميلة و ليس فيها ما يزعج هنا سيجعلها تنتبه و ربما تصل لأفكاره فتقرؤها فهي حادة الذكاء لا لا إنه سيذهب هكذا قرر ، غير ملابسه و غادر متجهاً إلى رونا
استقبلته و كانت قد حضرت الطعام جلسا سوياً أكلا و لم يسألها عن المفاجأة لا زال الخوف مسيطر عليه كان في سره يريد أن يطول وقت العشاء لكنه انتهى قاما و ذهبت هي لتحضير القهوة تناولاها و هو ساكت لا ينبس بكلمة واحدة
أخذت الفناجين لتضعها بالمطبخ و كان المفروض أن تعود لكنها تأخرت مرت ساعة
ماذا جرى ؟ أين هي ؟
ناداها لم يجب أحد راح يفتش عنها بكل أنحاء البيت
لا أثر لها ما رآها غادرت المنزل
أين هي ؟ و في ظل تساؤله
سمع جلجلة ضحكاتها الشيطانية التفت يمنة و يسرة استدار لا يرى أحدا فقط يسمع صوتها :
بالله عليك ما هذا المزاح الثقيل
تجيبه : بل قل ما هذه المفاجأة المثيرة
كنا بالسابق نلتحم ليتم اختفاؤنا و ننتج تلك الفيروسات أتذكر والدي كيف مات ؟
و ذاك الطبيب الذي عالجك
الآن صار بإمكاني أن أقوم بهذا بمفردي مع فارق بسيط
أننا اذا التحمنا صارت الفعالية أكبر و الموت يكون فورياً ساحقاً ، أما اذا قمت بهذا بمفردي فالوضع سيكون متعباً مزعجاً اختناقاً ضرباً لوظائف بالجسم و سيكون الموت محتماً لكنه سيأخذ وقتاً ربما عشرين يوماً تماماً كما حدث معنا لما جمعتُ تلك الكائنات و أرسلناها لكافة أنحاء العالم
و أنا الآن سأجرب بك
و تطلق ضحكاتها الشيطانية
... بربك ما هذا المزاح ثقيل جدا
... بل لطيف جدا
... أيتها المجنونة ابعدي عني
لا لا لاتفعلي
... ...
... أين أنت رونا ؟
آه و يختنق صوته يشعر باحتراق في حلقه تنهار قوته يمشي خطوات يقع يحاول الصراخ يتحول صوته الى حشرجة يصاب بازرقاق وجهه الأصفر
يتعب و يسقط مغشياً عليه
هنا تظهر الشيطانة لتسحبه الى سرير و تضع له سيروماً ملحياً تحقنه بعدة مضادات تضع كمادات على جبهته الملتهبة و يبقى على هذه الحالة يومين متواليين ليتماثل شيئاً فشيئاً للشفاء إلا أن جسده لا زال متعباً
دخلت الغرفة سألته :
كيف حال حبيبي الورقي ظننتك أقوى مناعة ها ها ها
يجيبها : سأغادر هذا المنزل الآن
كان يقولها و الخوف يسيطر على كل ذراته
و قام متحاملاً على نفسه ليرتدي ملابسه
و إذ به يرى طقم العرس الذي تم الإتفاق عليه بغلافه النايلوني موضوعاً على طرف الأريكة
... لا تنظر إلي هكذا قمت بالإتصال بهم ليحضروه إلى هنا بدل أن يحضروه إلى بيتك حتى أدفع لهم ثمنه
... حسناً أنا ذاهب
... رافقتك الشياطين حبيبي
... لتأكلك اللعنة و تلعقك خفافيش الليل
... ها ها ها
قصة كورونا ( الفصل الثاني عشر ) : حفلة الزفاف
************************
و مشت الأيام المتبقية ليوم الزفاف و ها نحن في صبيحة يوم الزفاف .
ها هي رونا قد أحضرت مصفف الشعر حتى يقوم بتصفيف شعرها و عمل الماكياج لها قد اختارت تسريحة تظهر قوة جمالها مع بياض بشرتها و ثوب زفافها الأحمر و انتهى وقت الماكياج و بدت كملكة متوجة على العرش ،
في عينيها بريق قوي يوحي للناظر إليها أنه أمام ملكة خرجت من عمق كتب التاريخ شامخة القد حادة النظرات إنها تخفي وراء نظراتها أسراراً لا يعلمها إلا الله
ها هو الموعد يقترب
لنراه قد اعتنى بشكله و ارتدى طقم عرسه الأبيض
و حضر بسيارته الفاخرة ليحضر عروسه الى قاعة الاحتفال مشت و بجانبها كورو واضعة يدها بيده تمشي بتصميم و ثقة في خطاها أما هو فيمشي بجانبها وكأن الهم يعتصره و سارا و من حولهما العديد من الأصدقاء ممن حضروا رغم الحظر ،
إنها قامت بحجز الفندق الذي تتبع له قاعة الإحتفال ليتمكن المدعوون من المبيت الى صباح اليوم الثاني و يصبح مسموحاً لهم ان يذهبوا إلى بيوتهم .
وصلا أمام الكاهن توقفا و راح الكاهن يردد تلك التمائم التي يقولها في هذه المناسبات
و تمت الإجراءات
و انتهى الحفل و غادر العرسان إلى الجناح المحجوز لهما ثم غادر المدعوون كل إلى غرفته و أيضاً الكاهن
و سار كورو مع عروسه رونا و هاهما على أعتاب جناحهما
فتح النادل باب الجناح قائلا لهما : تفضلا
و الآن هما داخل مخدعهما الخاص و
كلمات للكاتبة :
( و لكن لن ازيد لأقول لكم موعدنا مع فصل جديد لنرصد باكورة حياة العروسين فكونوا معنا نكون لكم من الشاكرين)
**********************************
كان هناك شاب يفتش عن شريكة لحياته و راح يسافر من بلد إلى بلد و تعرف على العديد من الفتيات لم تعجبه أية واحدة كان اسمه كورو و راح هذا الكورو من بلاد الصين إلى بلاد السند و الهند مروراً بإيران و العراق و عرج إلى تركيا و روسيا و أخيراً وصل إلى أفغانستان و كان قد هده التعب و أعياه السفر و ما إن وصل حتى اقتادوه إلى مختبر لإجراء الاختبارات عليه و أخذوا منه العينات و هناك تعرف كورو هذا إلى فتاة مخبرية و كانت تدعى رونا أحبها بل عشقها و بادلته الحب بالحب و تعاهدا على الإتحاد فيما بينهما و التصقا معاً و صار الكل يدعوهما كورونا و انتهت تحاليل كورو هذا على يدي طبيب أجرم أيما إجرام فما إن قام بمعالجته أعطاه عقاراً جعله يلتحم مع رونا و لا يفترق عنها بالمطلق و صارا إن لمسا أحداً قتلاه و راقت لهما اللعبة فجرباها على الطبيب فمات
و انطلقا معاً بخطى شيطانية و راحا يقتلان كل من يصادفاه
و تحولا لوحش مرعب تحت اسم كورونا شعاره
و من الحب ماقتل 😭😭
⚘قصة كورونا⚘( الفصل الثاني ) : الخطوبة
**************************************
لما تقدم الشاب كورو لخطبة رونا بعد قصة حب طويلة دامت طيلة فترة مكوثه في العلاج و كان أول عمل يقوم به بعد خروجه من المشفى و بعد شدة ارتباطه الوثيق و تعلقه برونا و بعد أن تعاهدا على عدم الإنفصال عن بعضهما توجه و كان وحيداً في أفغانستان إلى بيت عائلة رونا استقبله والدها الذي راح يمطره بالعشرات من الأسئلة كان في حالة استياء قوية بوقتها كره العجائز و ما يفعلون و نادى محبوبته لتحل بينه و بين أبيها جملة الخلافات عن أمور يعتقد أنها تافهة يقول لنفسه : يا له من عجوز غريب الأطوار لكن رونا ما استطاعت إنهاء تلك الخلافات
و أخيراً قرر كورو أمراً همس لها أن تقترب ففعلت وجرت ثاني عملية التحام بينهما بعد أولى تجربة لهما لما أنهى الطبيب علاجه و أخطأ تقديراته و حدث بينهما الالتحام الكامل فتحولا لكيان غير مرئي صعدا لمنخر الطبيب و دخلا دون استئذان و فعلا كل أفعال التخريب بجسم الطبيب إلى أن مات ميتة غريية ، و الآن قاما بنفس العمل قبلت أن تلتحم معه للقضاء على والدها دون اية ذرة من رحمة ،
جنون الحب كان يسيطر عليها و تلاشا ثم تحولا إلى ذلك الكيان اللامرئي و انقذفا داخل أحد منخري والدها و صارا بالحنجرة و هما يتضاحكان و يقبلان بعضهما بصورة وحشية و الأب يستغيث و يصيح : رونا أين أنت تعالي أنقذيني أشعر بنار في حلقي فما ألقت لندائه بالاً و أخيراً نهض ليمشي فسقط مفارقاً الحياة ، هنا انفصلا و لما رأت وجه أبيها أزرقاً شاحباً و جسمه ذاب كما يذوب الشمع و رأت كيف تمزقت أحشاؤه و كم عانى و مع ذلك تعالت ضحكتها المجنونة هي و حبيبها كورو ليمضيا معاً نحو إعلان الزفاف و تحديد موعده و سنرى معاً ماذا جرى في ذلك الحفل المشؤوم .
******************
قصة كورونا ( الفصل الثالث ) : تحضيرات حفل الزفاف
**********************
بعد موت والد رونا ما عاد هناك من يقف بوجه زفافها أو يعرقله و يضع له شروطاً قاسية ،
بعد يوم جلست مع خطيبها يتحادثان عن ترتيبات حفل الزفاف ، كانا في اشد حالات الإشتياق و بعد العناق راح يحدثها :
أتعرفين الذي جرى مع أبيك قد أثار بي شهوة لأمور قد تستغربيها
تجيبه : و ماهي ؟
رأيت أننا لو تم التحامنا سيؤدي هذا الأمر إلى الوفاة الفورية ما رايك لو قمت بدراسات حول الكائن الذي ينشأ عند التحامنا و إمكانية جمع ما يفرزه و من ثم طرحها و توزيعها على العالم بأسره فيهلك من يهلك تحت شعار الحب القاتل
أتدرين أنا أريد أن أنتقم من الجنس البشري بأكمله
نظرت رونا إلى حبيبها نظرة إشفاق ممزوجة بالحب فهي العاشقة التي لا ترد له طلباً و ما استغرقت موافقتها سوى لحظات لتفرغ هي الأخرى أحقادها على الإنسانية جمعاء
( كلمات للكاتبة : أحقاد و أطماع دول تعتبر نفسها صاحبة الصولجان )
و هنا تم الإلتحام و إنتاج عدد من هذا الكيانات اللامرئية ثم انفصلا ليتركها في مخبرها تكمل دراساتها .
*******************
قصة كورونا ( الفصل الرابع ) : المختبر
**********************
و في مختبرها راحت رونا بفحص دقيق لتلك الكائنات اللا مرئية تحت أكبر عدسات المجاهر تطوراً سهرت الليالي و واصلت ليلها بنهارها في دراسة تفصيلية لمكونات خلايا هذه الكائنات و توصلت بعد جهد جهيد للوصول بها إلى تغيير هيكلة هذه الكائنات لتنتج منها كائنات تبقى فعاليتها لمدة زمنية قد تصل إلى تسعة أيام و أجرت أبحاثها على مجموعة من حيواناتها المخبرية على قطة و خفافيش على بعض أنواع الطيور كالغراب و غادرت مخبرها منتظرة نتيجة ما سيحدث و راحت تراقب كل يوم و بعد مرور عشرة أيام بدأت قطتها المخبرية بالتأثر و ظهرت عليها أعراض مرض رهيب و كان الخفاش قد نفق أيضاً و لم تر تغيراً طرأ على غرابها كيف ستحسم الأمر و تخبر كورو بنتائج بحوثها ؟
لا بد أولاً أن تجربها على جسم بشري حي و فوراً خطر على بالها متسول فقير يفترش الرصيف بالقرب من دارها
فسارعت لإحضاره بعد أن أعدت له طعاماً دسماً و مكاناً موبوءاً بكائناتها بعد التعديل
إنه فقير جائع أغراه منظر الطعام فهرول إليه مسرعاً و بعد أن وصل إلى حد التخمة نهض لينصرف أعطته منديلاً معطراً برائحة الورد طرزته بتلك الكائنات حملت له الموت بعد هذه الأكلة الدسمة
لكنها لتراقب الحالة قالت له :
انتظرني سأوصلك إلى بيتك و فعلاً أوصلته لتعرف أين يسكن و اتصلت بخطيبها تنقل إليه الأخبار و مرت بهما أيامٌ لم يكن هناك أية نتيجة وصلت إلى ثلاثين يوماً قررت أن تستدعيه لتعطيه جرعة أكبر من سابقتها و في طريقها لتغادر المنزل و إذ بجرس الباب مع طرقٍ قويٍ فتحت الباب و إذ .....
***********
قصة كورونا ( الفصل الخامس ) : المفاجأة الكبرى
**********************
فتحت الباب و إذ بحبيبها كورو واقفاً و الفرحة تكاد تففز من عينيه جذبها إليه و راح يمطرها بالعشرات بل المئات من القبلات دفعته بكثير من الحرص قائلة :
ما هذا يا كورو أراك تتصرف كالمراهقين
يجيبها : بل كالعاشقين المعترفين بذكاء من يعشقون
رونا : أنا في عجلة من أمري و قد كنت أتحضر للذهاب لزيارة تهم أبحاثي
كورو : أعرف إلى أين ستذهبين
رونا : كيف و هل قرأت الطالع في أبراج اليوم ؟
و تنفجر ضاحكة
كورو : بل لأني أحضرت لك مفاجأة سوف تدهشك
رونا : هات ارني مفاجأتك !!!
كورو : قبلها أعدي لنا شيئاً نأكله و لكن حذار أن يكون فيه من سمومك أتدرين !
ساطلق عليك رونا اللئيمة
رونا : هذا مديح أم ذم أيها الوغد ؟
فيضحك كورو بخبث يجيبها :
بل بكل المحبة و العرفان بذكائك الرهيب
رونا : إذا هلم بنا إلى المطبخ لنعد معاً غداء و تخبرني عن مفاجأتك
كورو : لا لا أيتها الجميلة
سيكون موعد اعلامك بمفاجأتي بعد الطعام و احتساء القهوة و بعد عدد من القبل ها ها ها
رونا : و تقول عني لئيمة هو من بعض ما عندكم أيها الحبيب الغادر .
و قاما نحو المطبخ أعدا وجبة فاخرة و جلسا يأكلان تطعمه و يطعمها
( كلمات للكاتبة : و يعرفان كيف يعيشان الرومانسية هذا حال كل متكبر متجبر يريد كل شيء لنفسه و يمنع أبسط الحقوق عن غيره )
و بعد الإنتهاء من الطعام تناولا القهوة بالشرفة ثم ذهبا بناء على طلب كورو للصالة و هنا
أخرج كورو قرصاً مضغوطاً
( compact disc )
قائلاً لها : ضعيه بالحاسوب لأحكي لك عن مفاجأتي
أخذته وضعته بالسواقة و يالهول ما رأته ....
***********
قصة كورونا ( الفصل السادس ) : تتمة المفاجأة الكبرى
**********************
بدأت بتشغيل القرص المضغوط و جلست ملتصقة بكورو على الأريكة
و إذ تشاهد امامها على شاشة الحاسوب ذلك المتسول فذعرت : كدت أنسى كنت سأذهب إليه لأنظر ماذا جرى معه ظننت أنه قد شفي قلت لنفسي أعطيه جرعة ثانية
كورو : ألم أقل لك لئيمة ها ها
رونا : و كيف استطعت أن تزرع آلة تصوير في بيته
كورو : لما أخبرتيني عن كل ما أنجزتيه و أنك تنتظرين النتائج على ذلك الإنسان و ذكرتِ لي عنوان بيته لأنك قمت بإيصاله إلى بيته
قمت بعمل زيارة له باليوم الثاني و أعطيته مبلغاً من المال كي لا يذهب إلى مكان تسوله بالقرب من بيتك و هذا بناء على طلبكِ قلت له بالحرف الواحد : إنها رقيقة جداً لا تقوى على رؤيتك و أنت تشحذ لذلك قررت منحك راتباً يكفيك و عائلتك و قد أعطيتك المبلغ و لكن هل لي بفنجان من الشاي تحضروه لي بعد ربع ساعة سألتقط لأثاث بيتك بعض الصور لأن الدكتورة تريد تقديم مساعدة مميزة لك بحسب ما تراه من أثاث لديكم فلو سمحتم اتركوني هذا لو كنتم تريدون أن تنالوا شرف مساعدتها و إلا سأخرج و لن تنالوا شيئاً .
خرج ليطلب من زوجته إعداد الشاي و يخبرها - و هو في قمة السعادة - ألا يزعجني أحد سمعته كيف حكى مع زوجته ، مجرد خروجه قمت بزرع آلة التصوير في غرفة نومه ، و في الغرفة المجاورة ، و البيت كله غرفتان كانت الزوجة قد أحضرت الشاي قدمته لي شكرتها قائلاً لها أنا على عجلة من أمري و عدت من موقعي اراقب الحالة في ذلك اليوم كم كان سعيداً مع زوجته و هي تتضاحك أمامه و تقول : هل فعلاً سيجددون لنا أثاث البيت .
و مرت عدة أيام و الحال على ما هو عليه إلى أن جاء اليوم العاشر استيقظ المسكين على المتاعب و المآسي و آلامٍ و احتراقٍ في الحلق
قد سجلت لك يا حبيبتي اللئيمة ( يقولها و هو يكتم ضحكه ) تفاصيل أيامه ثم اختصرتها و جلبت لك كيف التقط أنفاسه الأخيرة بعد معاناة رهيبة و اختناق خطير
و لتشهدي أنه قد نقل العدوى لزوجته و سكان المبنى كله بل سكان الشارع حينما حضروا لعيادته و الإطمئنان عنه .
الآن بإمكان حبيبتي أن نباشر بنقل بعض المرضى و هم سيحملون شرف النقل إلى أماكن مختلفة من العالم بأسره
و مفاجأتي الكبرى لك :
أني قد قمت بإعداد رحلة لعدد من الشبان ممن زار ذلك المتسول المأفون و زوجته من سكان الشارع بعد أن جلبت لهم عقود عمل وهمية في بلدي الأول الصين و صاروا فعلاً هناك و كنت قد راسلت بعض عملائي ممن تركتهم قائمين على أعمالي التي خلفتها قبل بدء رحلتي للبحث عنك لئيمتي الجميلة .
و من هناك أعطيت تعليماتي لعملائي أن يتوخوا الدقة و الحذر و أن يقوموا بحماية منافذ التنفس لديهم و أرسلت لهم الكمامات و القفازات المطلوبة لذلك و حذرتهم أن لا يقتربوا من اي شاب تم ارساله بحيث يكون التعامل بينهم عن بعد لا يقل عن مترين تحسباً و أن يتم ترحيل قسمٍ منهم في أول طائرة إلى بلد أوربي بحجة العمل لدى مندوبينا هناك و حددتُ لهم روما عند صديق لي من هناك رغم قذارته كان يسخر مني مع أنه يعلم أني أملك عقلاً جباراً يعاملني و هو متأفف مني .
و قد تم كل هذا خلال خمسة عشر يوماً تلك التي انقطعتها عنك و الآن جئتك لأطلعك على نتائجي الرهيبة
قد تفشى خطرنا بالصين و تغلغل و حير الأطباء في علاجه و هم الآن يتكتمون عن هذا الخطر ظناً أن مقدرتهم ستساعدهم في السيطرة عليه
خمسة عشر يوماً امتد على بلدة واسعة النطاق إنها بلدتي الصينية و عدد المرضى بالمئات و قبل حضوري إلى هنا وصلني نبأ إعلان هذا الخطر الداهم عبر محطة صينية و تم عزل تلك المنطقة لأنه تم انتشار هذا الخطر على الأراضي الصينية كلها بسبب العدوى و انتقالها مع انتقال الأشخاص الحاملين لهذا الداء
و أنهم قد بحثوا و علموا أنه من عائلة السارس لكنه قد طور نفسه فأوعز أحدهم بتسميته كوفيد 19 و اختصاراً له تم تسميته بكورونا هاقد سيذيع صيتنا بالعالم كله حبيبتي اللئيمة .
و مال عليها يقبلها بنهم وحشي ( كلمات للكاتبة حب وحشي مدمر يبدو و الله أعلم قد بدأ بأصحابه من الظلمة و أبادهم )
و أسدلت ستارة قصتنا لتنفتح من جديد على وحش قاتل مدمر لا تراه العيون يجوب أرجاء العالم بأسره بانطلاقة رهيبة لننتقل سوياً و نشهد طريقة تعامل البلاد معه من خلال فصولنا المقبلة .
***********
قصة كورونا ( الفصل السابع ) : العالم و الكورونا
**********************
و انفتح ستار قصتنا من جديد على وحش مرعب لا تراه العيون و راح يفتك هنا و هناك امتلأت المشافي في بلدان أوربية بالمصابين و العالم مابين مندهش و بين محتار بين مصدق للأخبار و مكذب لها و ضحايا كثيرة قضت نحبها امتد الرقم ليصل إلى مليوني مصاب و أكثر من مئتي ألفٍ انزوت أجسامهم و قضوا نحبهم
و بدأت سلسلة الحظر تحت شعار الزموا منازلكم
هنا جاءنا إحساس بالعزلة بالاكتئاب صارت الدنيا سجن و السجان غير مرئي
لننتقل سوياً إلى مشهد في قصتنا
مشهد التقاء كورو برونا بعد ترحيل الشبان إلى الصين
جاء و كله أمل أن يلقى ترحيباً كانت باهتة تماماً قال لها :
ما بك حبيبتي الغالية
تجيبه بصوت خافت :
لا شيء .....
يقول لها : رورو حياتي أما أسعدتك الأخبار و هذا العدد الهائل من المصابين و خلال فترة وجيزة قضى عدد كبير نحبه و ليس هذا فحسب فقد كنا مصدر الرعب للعالم بأسره و العجيب أن عددا من كبار الشخصيات أصيبت ألاتستمعين لنشرات الأخبار
و فجأة ....
حدث ما لم يكن بالحسبان ...
**********
قصة كورونا ( الفصل الثامن ) : الصراع الكبير
**********************
و بينما كان يكلمها و فجأة انقلب حال رونا و بدت عليها حالة من التعب و كأن حرارتها ارتفعت و تهالكت على أقرب المقاعد إليها و هي تتألم بشدة مدت إليه يدها طالبة مساندتها فهب واقفاً استبشرت خيراً لكنه بدل أن يتقدم نحوها سارع بمغادرة المكان كله تبدو عليه علائم الخوف مع الرهبة الشديدة غادر و أغلق الباب وراءه
كان يضمر أمراً ،
بينما رونا في تألمها الشديد كادت تفقد وعيها تماماً صارت الدنيا سوداء في نظرها إلا أنها جلست و ألقت برأسها و راحت في سبات من شدة الإرهاق نامت وقتاً ليس بقليل وصل إلى يوم كامل بعدها استيقظت ليس بها أي شيء
( عمر الشقي بقي ) قامت حضرت فنجان قهوتها و جلست تفتش في هاتفها إن كان قد خابرها كورو أو حتى أرسل رسالة قصيرة ما رأت شيئاً و الغيظ بدأ يأكلها ،
أعدت إفطارها و جلست تتناوله بصمت و حزن
بعد تناولها الطعام فتحت هاتفها و اتصلت بخطيبها كورو فما كان منه إلا فصل الخط تسارعت نبضات قلبها من الخوف و بيد مرتجفة راحت تخط رسالة له :
أيها الوغد أما كفاك أنك تركتني و أنا في أمس الحاجة لك هل خامرك شك أني مصابة بما أنتجته أجسامنا يا حبيبي الوغد أنا من شدة الإرهاق بالفترة الأخيرة مع سهري المتواصل و أنا أجري تجاربي في المختبر مع قلة الطعام شيء طبيعي ان أتهالك من التعب هكذا تخليت عني بسهولة .....
و ما هي إلا لحظات و جاءها رده : حبيبتي الغالية تركتك فقط لترتاحي
أمر مستحيل أن أتخلى عنك فأنت بمثابة الروح مني .
و هو يكتب لها كان يتمتم : لتذهبي إلى الجحيم لم يعد يشغلني حبك و أضمر في نفسه أمراً .
و بدأت بينهما سلسلة من الرسائل آخرها اتفقا على إتمام مراسم الزواج و وعدها ان يحضر لأجل هذا في ساعة مبكرة .
فانفجرت بضحكتها الشيطانية المجلجلة و انصرفت لإتمام بعض أعمال و قسمات وجهها كانت تنم عن شراسة الحقد .
و هنا لا ندري نوايا كل منهما
********************
قصة كورونا ( الفصل التاسع ) : تكملة الصراع الكبير
************************
و لما كان الغد حضر كورو في ساعة مبكرة إلى منزل رونا كما وعدها لإتمام إعدادات مراسم زواجهما بعد أن أوقفاه بسبب أبحاثها و ما قاما به ليكونا السبب القوي بإثارة الرعب و الخوف بالعالم بأسره
حضر بكامل أناقته راسماً على وجهه الأصفر علائم ابتسامة غامضة لا يدري الناظر إليه هل تحمل القسوة أم الشفقة أم الرثاء أم التشفي و الحقد ؟
لتستقبله رونا أيضاً بكامل زينتها كأنها عروس أدخلوها محراب عابد لتقوم بإغوائه فجملوها و عطروها و أجبروها على أن تطبع على ملامح وجهها معالم الدلال و البهجة و قد فعلت ....
تستقبله بالأحضان و يبادرها بالقبلات هو يتحدث مع نفسه و هي أيضاً و لا أحد يعرف ما يقولان و تنتهي مراسم الاستقبال و يسيران باتجاه الصالة يعطيها هدية جلبها معه كانت قالباً من الحلوى تعشقه يتحدثان يبدؤها بالحديث :
رونا كيف لنا أن ندعو أصدقاءنا كلهم لحفلة الزفاف و أنت تعلمين أن أصدقائي و أهلي بالصين كلهم وفي أنحاء متفرفة من العالم و غير ممكن ان يغادروا أماكن تواجدهم
رونا : لا خيار لنا سوى أن نوجه الدعوة للمقربين منا هنا فقط و قد يحضرون أو لا يحضرون بسبب شدة التحذيرات
كورو : و ما العمل ؟
رونا : نوجه كما قلت للموجودين معنا هنا و مهما قل العدد او كثر فهذا نصيبنا
كورو : إذا تعالي نحصي عددهم .
و يباشران بكتابة أسماء المعارف و الأصدقاء
ثم تستأذنه لتحضر وجبة إفطار تقول له :
آسفة حبيبي سأذهب لأحضر فطوراً نتناوله سوياً فأنا
لم أتناول طعام إفطاري حتى الآن كنت أحضر بعض المعجنات و الفطائر لنا الآن أحضرها مع الشاي .
ذهبت و غابت ما يقارب ربع ساعة لتحضر معها الطاولة ذات العجلات و عليها الأطباق الشهية كل ما يشتهيه هو و تعرف أنه يحبه من أنواع المعجنات و كان من بينها نوع لا يستطيع أن يتناوله لاحتوائه على الفلفل الحار بينما كانت هي تحبه لنفس السبب كانت تداعبه بدس قطعة منه في طبقه دون أن يشعر فلما يأكل أول لقمة يصيح بها :
رونا أيتها الشقية أما حذرتك أكثر من مرة ان تفعلي هذا معي
فتضحك بطريقة شيطانية و هي تقول : هذه آخر مرة
و تتناول بقية الفطيرة و تأكلها و هي تضحك
اليوم الوضع مختلف بادرته بكلامها بعد أن وضعت الأطباق على طاولة الطعام بزاوية الصالة و بعد ان أشارت إليه كي يتفضل :
تفضل حبيبي اليوم أؤكد لك لن أتشاقى معك لذلك وضعت فطائر الفلفل الحار جداً لوحدها و تناولا الإفطار ثم استأذن للإنصراف آخذاً معه أسماء المدعوين حتى يقوم بإعداد بطاقات الدعوة على حاسوبه طبعاً هما اتفقا على تاريخ الحفلة و كان بعد عشرة أيام .
( كلمات للكاتبة و موعدنا في حفلة الزفاف كلنا مدعووين لحضورها )
*****************
قصة كورونا ( الفصل العاشر ) : الترتيبات النهائية لحفلة الزفاف
************************
بعد أن تركها جلست على الأريكة و كأنها في عالم آخر
ماذا يجب عليها فعله قامت إلى جهازها المحمول و أجرت
اتصالاتها و كان أولها أن اتصلت بإحدى متاجر بيع أثواب الزفاف و أعطتهم قياس جسمها و اختارت تنسيقاً خاصاً للثوب و اختارت اللون الأحمر الأرجواني و طلبت ان توضع الاكسسوارات باللون الأسود البراق
و كان اختيارها الأحمر لكون كورو من أصول صينية و هذا اللون هو المفضل لديهم لأثواب الزفاف و أتمت الإتفاق و كان الموعد أنهم سيرسلونه لها وفق ما أرادت بعد خمسة أيام لتراه إن كان لائقاً و متقناً
و بعدها قامت إلى معملها آخذة كمية من الحلوى التي جلبها معه و راحت تحللها و استغرق عملها هذا وقتاً طويلاً تتأكد بعده أن الحلوى سليمة و خالية من أي نوع من السموم فتنقض عليها و تأكلها بنهم فهي تحب هذا النوع جداً
كانت و هي تتناول الحلوى تضحك و تقول :
إنه غبي و لا يمكن أن يرتفع مستوى تفكيره إلى المستوى الشيطاني ...
و تطلق ضحكاتها الشيطانية في ارجاء الغرفة .
لينطلق بنا المشهد إلى حيث كورو و نتابع معه ترتيباته لحفلة الزفاف
غادرها متجهاً نحو غرفة عملياته حيث الأجهزة التقنية عالية المستوى فتح حاسوبه و اتصل هو الآخر بأحد ارقى بيوتات الأزياء بالمنطقة و طلب طقم زفافه اختاره باللون الأبيض و هو يقول لنفسه بعد الحفلة سينقلب سواد قلبي و نفسي إلى البياض سأنقي ذاتي من أحقادها سيكون قد شفي غليلي و سكبت جام غضبي على الإنسانية جمعاء أخذت بكامل ثأري ممن أوقعوني بضيق او حرج أو ظلموني و آخر الامر انتقامي ممن منحتها حبي و قلبي و مشاعري نحوها الآن تتجه أنها تخفي وراء صمتها انتقاماً رهيباً مني فعلاً أنا أخطأت لما تركتها تعاني و هربت كان ظني متجهاً أنها هي الأخرى قد أصابتها لعنة حبنا و مرضت كما مرض الآخرون مؤكد انها ستذكر لي هذا الموقف أبد الآبدين و ستنتقم أنا اعرفها جيداً و لابد أن أتخلص منها قبل ان تفطن لأمري عندها سيكون اللون الأبيض مناسباً لي تماماً .
و أيضاً يتبع هذا الكلام بضحك شيطاني
هاهو قد اتفق على طقم عرسه ثم أخذ كمية من ورق الكرتون الخاص و قام بطبع كرت الدعوة بعد أن صممه على شكل قلب طبع العدد الذي اتفق عليه مع الحبيبة اللدودة رونا .
كان قد أنهى نهاره كله في معمله و ها هو الليل في أولى ساعاته إنه جائع جداً قال لنفسه : أتصل بها و أذهب فأتناول طعامي معها هي سيزداد أمانها مني و لن ترتاب بالمطلق بي
أخذ جواله و ضرب الرقم :
... ألو حبيبتي
... أهلاً حبيبي
... هل تستقبليني و تحضري لي وجبة رائعة من يديك لنأكلها سوياً أنا جائع
... طبعاً و سأحضر لك كل ما تحب يا حبي
... سأكون عندك بعد ساعة و معي بطاقات الحفل نكتبها معاً بعد الطعام
... حسناً جداً سيكون بانتظارك مفاجأة ستسرك جداً
... ماهي ؟ قولي بربك
... لا بعد الطعام حبيبي
و تنتهي المكالمة
كلمات للكاتبة :
( ماهي مفاجأة رونا لنتابع معاً إلى فصل جديد من فصول كورونا )
********************
قصة كورونا ( الفصل الحادي عشر ) : مفاجأة رونا************************
و راح يبذل قصارى جهده يفكر بتلك المفاجأة ما هي تحدث مع نفسه كاد أن يعاود الإتصال ليقدم اعتذاراً عن الحضور لكنه بهذه الحالة سيثير شكوكها فإن كانت مفاجأتها جميلة و ليس فيها ما يزعج هنا سيجعلها تنتبه و ربما تصل لأفكاره فتقرؤها فهي حادة الذكاء لا لا إنه سيذهب هكذا قرر ، غير ملابسه و غادر متجهاً إلى رونا
استقبلته و كانت قد حضرت الطعام جلسا سوياً أكلا و لم يسألها عن المفاجأة لا زال الخوف مسيطر عليه كان في سره يريد أن يطول وقت العشاء لكنه انتهى قاما و ذهبت هي لتحضير القهوة تناولاها و هو ساكت لا ينبس بكلمة واحدة
أخذت الفناجين لتضعها بالمطبخ و كان المفروض أن تعود لكنها تأخرت مرت ساعة
ماذا جرى ؟ أين هي ؟
ناداها لم يجب أحد راح يفتش عنها بكل أنحاء البيت
لا أثر لها ما رآها غادرت المنزل
أين هي ؟ و في ظل تساؤله
سمع جلجلة ضحكاتها الشيطانية التفت يمنة و يسرة استدار لا يرى أحدا فقط يسمع صوتها :
بالله عليك ما هذا المزاح الثقيل
تجيبه : بل قل ما هذه المفاجأة المثيرة
كنا بالسابق نلتحم ليتم اختفاؤنا و ننتج تلك الفيروسات أتذكر والدي كيف مات ؟
و ذاك الطبيب الذي عالجك
الآن صار بإمكاني أن أقوم بهذا بمفردي مع فارق بسيط
أننا اذا التحمنا صارت الفعالية أكبر و الموت يكون فورياً ساحقاً ، أما اذا قمت بهذا بمفردي فالوضع سيكون متعباً مزعجاً اختناقاً ضرباً لوظائف بالجسم و سيكون الموت محتماً لكنه سيأخذ وقتاً ربما عشرين يوماً تماماً كما حدث معنا لما جمعتُ تلك الكائنات و أرسلناها لكافة أنحاء العالم
و أنا الآن سأجرب بك
و تطلق ضحكاتها الشيطانية
... بربك ما هذا المزاح ثقيل جدا
... بل لطيف جدا
... أيتها المجنونة ابعدي عني
لا لا لاتفعلي
... ...
... أين أنت رونا ؟
آه و يختنق صوته يشعر باحتراق في حلقه تنهار قوته يمشي خطوات يقع يحاول الصراخ يتحول صوته الى حشرجة يصاب بازرقاق وجهه الأصفر
يتعب و يسقط مغشياً عليه
هنا تظهر الشيطانة لتسحبه الى سرير و تضع له سيروماً ملحياً تحقنه بعدة مضادات تضع كمادات على جبهته الملتهبة و يبقى على هذه الحالة يومين متواليين ليتماثل شيئاً فشيئاً للشفاء إلا أن جسده لا زال متعباً
دخلت الغرفة سألته :
كيف حال حبيبي الورقي ظننتك أقوى مناعة ها ها ها
يجيبها : سأغادر هذا المنزل الآن
كان يقولها و الخوف يسيطر على كل ذراته
و قام متحاملاً على نفسه ليرتدي ملابسه
و إذ به يرى طقم العرس الذي تم الإتفاق عليه بغلافه النايلوني موضوعاً على طرف الأريكة
... لا تنظر إلي هكذا قمت بالإتصال بهم ليحضروه إلى هنا بدل أن يحضروه إلى بيتك حتى أدفع لهم ثمنه
... حسناً أنا ذاهب
... رافقتك الشياطين حبيبي
... لتأكلك اللعنة و تلعقك خفافيش الليل
... ها ها ها
قصة كورونا ( الفصل الثاني عشر ) : حفلة الزفاف
************************
و مشت الأيام المتبقية ليوم الزفاف و ها نحن في صبيحة يوم الزفاف .
ها هي رونا قد أحضرت مصفف الشعر حتى يقوم بتصفيف شعرها و عمل الماكياج لها قد اختارت تسريحة تظهر قوة جمالها مع بياض بشرتها و ثوب زفافها الأحمر و انتهى وقت الماكياج و بدت كملكة متوجة على العرش ،
في عينيها بريق قوي يوحي للناظر إليها أنه أمام ملكة خرجت من عمق كتب التاريخ شامخة القد حادة النظرات إنها تخفي وراء نظراتها أسراراً لا يعلمها إلا الله
ها هو الموعد يقترب
لنراه قد اعتنى بشكله و ارتدى طقم عرسه الأبيض
و حضر بسيارته الفاخرة ليحضر عروسه الى قاعة الاحتفال مشت و بجانبها كورو واضعة يدها بيده تمشي بتصميم و ثقة في خطاها أما هو فيمشي بجانبها وكأن الهم يعتصره و سارا و من حولهما العديد من الأصدقاء ممن حضروا رغم الحظر ،
إنها قامت بحجز الفندق الذي تتبع له قاعة الإحتفال ليتمكن المدعوون من المبيت الى صباح اليوم الثاني و يصبح مسموحاً لهم ان يذهبوا إلى بيوتهم .
وصلا أمام الكاهن توقفا و راح الكاهن يردد تلك التمائم التي يقولها في هذه المناسبات
و تمت الإجراءات
و انتهى الحفل و غادر العرسان إلى الجناح المحجوز لهما ثم غادر المدعوون كل إلى غرفته و أيضاً الكاهن
و سار كورو مع عروسه رونا و هاهما على أعتاب جناحهما
فتح النادل باب الجناح قائلا لهما : تفضلا
و الآن هما داخل مخدعهما الخاص و
كلمات للكاتبة :
( و لكن لن ازيد لأقول لكم موعدنا مع فصل جديد لنرصد باكورة حياة العروسين فكونوا معنا نكون لكم من الشاكرين)
*************
قصة كورونا ( الفصل الثالث عشر ) : اللقاء الاسطوري
************************
و دخلا المخدع و أغلق النادل الباب و انصرف و هاهما يجمعهما سقف واحد في ظل زواج أتما مراسيمه بحفل جمع عدداً من الأصدقاء و المعارف اجتازا الممر و منه إلى غرفة فارهة فاخرة الأثاث تنطق بالجمال مع الفخامة و العظمة لنرى على الطاولة قد رصت صحون تحتوي كل ما لذ و طاب بناءً على طلب كورو لم يكن هذا ضمن مخططات رونا قالت له : أنت من رتب هذا ؟
أجابها : نعم ...
جلست إلى طاولة الطعام بعد أن أبعد لها الكرسي باحترام شديد ثم جلس هو ايضاً و راح يدللها و ينتقي لها و يطعمها لم يظهر على محياه اي نوع من اللؤم أو الكراهية
و هي ايضاً كانت تأكل من يده بمحبة و دلال .
كان كل شيء وفق ما طلب إلا وجود نوع غريب من السكاكين ، اثنتان الأولى بيضاء النصل و الثانية حمراء النصل استغرب لكنه لم يلق بالاً لهذا فالأمور على مايرام و هي تأكل من يده هذا ما يثبت أن الطعام سليم .
و لما اكتفت و أخذت منديلاً معطراً مسحت به فمها و كذلك هو .
كانت الشموع مرتبة ليسيرا من خلالها ليصلا إلى مكان الطعام ثم اذا فرغا منه قادتهما شموع أخرى لفسحة تصحبهما موسيقا ناعمة ليتما أولى رقصاتهما معاً بعد عقد القران
و راح يحوط بيده خصرها النحيل و طوقته بيديها و صارا يرقصان معاً رقصة رومانسية و الغريب أنهما كانا صامتين تماماً .
ثم تنحى عنها جانباً و امسك يدها ليقودها نحو آخر محطة
لكنه و فجأة صرخت به بوحشية الذئب ، و انتزعت يدها من يده و ابتعدت عنه مقدار خطوتين قائلة :
توقف أيها الوغد ( وانقلبت سحنتها و صارت كالوحش الكاسر )
أنسيت أن بيننا حساب علينا تصفيته لن أسألك لماذا تخليت عني في ذلك اليوم أتذكر كان واضحاً أنك ذُعرت للحالة التي كنت فيها و ظننتَ أنه أصابني ما أصاب مئات الألوف بأنحاء العالم أتذكر مفاجأتي لك كنت أريد ان أوصل لك أني أستطيع تطوير نفسي و الإنتقام منك ...
يحاول ان يقترب منها و يفتح فمه ليجيبها ، ترفع يدها محذرة بصوت امتلأ تصميماً و حدة : لا تقترب ...
و تمشي ناحية طاولة الطعام
و أمسكت بالسكين ذات النصل الأبيض قائلة له: لا تقترب إن اقتربت سأطعنك بلا شفقة .
يتسمر في مكانه و هو في حالة ذهول تسارع هي إلى الباب تلتقط محفظة لها معلقة على المشجب تخرج مفتاحاً و تقفل باب المخدع و هو وسط ذهول تتلعثم الكلمات على شفتيه : ماذا فعلتِ ؟ لم كل هذا ؟
.... انتظر سيأتي وقت العجب و تطلق ضحكتها الشيطانية ثم تذهب فترمي المفتاح من النافذة ليطير بالفضاء و لا أحد يعلم اين استقر .
تعاود الحديث الآن لن أعاتبك أو ألومك ،
الآن كما قلت لك وقت تنفيذ خلاصة الحساب ،
سأعطيك سكيني الأحمر و أمسك بسكينك الأبيض و لنتصارع بشرف إما أن تقتلني أو أقتلك صراعاً شريفاً كما في الروايات الانكليزية و الأميريكية و لكن بدل المسدسات استبدلتها بسلاح أبيض بالسكاكين
و تقذف السكين ذات النصل الأحمر بالهواء تجاهه ليلتقطها
و على وجهه علائم الذعر و الخوف .
.... أيتها الشيطانة ما دمت حكمتِ عليَّ بالموت كنت قتلتيني كما فعلنا انا و أنت بوالدك و الطبيب و و .
و راح يعدد عدداً من الضحايا
تقول : لا ... أريدها ميتة من نوع مميز يحضرون فيشاهدون كيف امتزج دمي بدمك كيف غادرنا و نحن معاً اما تعاهدنا على الارتباط الوثيق فيما بيننا سنغادر معاً ( تقولها و هي تصرخ ) بعد أن تركنا لنا أثراً لا يمحى بكل أرجاء العالم ، سنرحل دون أن يصلا لحل جذري في قتلنا و يعلنوا نهايتنا ليبقى البحث جارياً حتى يتمكنوا من كبح انتشارنا
و تطلق ضحكة شيطانية
.... هيا تقدم أيها الرعديد الجبان
و تقذف بحذائها جانباً ثم تفصل الجزء السفلي من ثوب زفافها كيلا يعيقها عن الحركة و هي تتابع حديثها بقساوة الجلاد :
اخلع عنك إذا أردت طقم عرسك لتبقى بملابسك الداخلية حتى يسهل عليك مبارزتي هيا افعل .
و يستجيب و هو مذهول لطلبها و تتقدم منه و تبدأ المبارزة .
إنه لا زال غير متمالك نفسه ها هي قد باغتته بضربة أصابت جبينه و بدأ الدم يسير على وجهه لتسقط قطراته على قميصه الأبيض
و يصحو و يبدأ بالهجوم ثم الدفاع يتفادى ضربة ثانية منها يلف حول نفسه بحركة بهلوانية ليباغتها رغم حرصها بضربة تأتي بكتفها و يبدأ دمها بالسيلان ليمتزج بالقسم العلوي من ثوبها الأحمر و تتتابع الطعنات تارة منها و تارة منه إلى أن تُستَنْفَزَ قواهما و تسقط السكاكين من كفيهما و يقعا على الارض في بحيرة من دمائهما تزحف نحوه وفي آخر رمق من أنفاسها المتقطعة تلفظ بكلمة حبيبي
و يجيبها مع آخر أنفاسه :
حبيبتي يتهالك على نفسه فيرفع ذراعه و يحتضنها معانقاً لها و راحا في قبلة لتنتهي قصتهما
قصة حب وحشية أهدت العالم وباءً نسأل الله أن ينجينا منه .
كلمات للكاتبة : ( هذه هي نهاية عنجهية المتسلطين ممن يزرعون الشر في كل مكان و رغم هلاكهم تبقى آثار جرائمهم )
و تبقى النهاية أن كل شيء بمقدار .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق