تساؤلات من أعماق الفؤاد // بقلم المهندسة مهى سروجي

تساؤلات من أعماق الفؤاد
*******************
راحت إلى طبيبها تخبره :
أتساءل فهل من مجيب ؟
ألون سؤالي بلون غريب
أعطر الحروف بأجود طيب
أحرام على لساني لفظ حبيب
أتحريمه من الفكر أم النصيب
من العقل أم القلب أم الطبيب
يجيبها الطبيب :
أطلب منك أن تستريحي
كوني كنسمة رقت في التصابيح
عانقي الدعاء بلهفة مع التسابيح
ستقابلين حباً صادقاً مع التفاريح
ترمقه بنظرة حزن و تقول :
سمعت عن مدرسة الحب و الأحباب
زرتها لعلني أتعلم بلا ارتياب
فرأيت في صفوفها كل عجب عجاب
هات يا فتاتي حدثيني بكل إسهاب
باحد الفصول رأيتهم بالقلوب يعزفون
على أوتارها لكلماتهم يلحنون
لكنهم كانوا بحديثهم مخادعون
يطربون آذان السامعين و بالعيون يرمقون
كالغصون تتمايل قلوبهم و يتأوهون
تتوه القلوب و عند الملتقى يودعون
بقسوة الجلمود بلا سماحة يرحلون
أيدرون كم من الأكباد يحرقون
أي مذهب بالعشق يعتنقون
كلمات عشقهم بالشفاه ينطقون
منبعها لسان ناطق به يكذبون
لقلب ينبض صدقاً يفتقرون
يتلونون يأتون ثم يرحلون
و تتوه الكلمات على شفتيها
تقاطعها دمعة العيون تذرفها
يحادثها الطبيب يقول لها :
يا فتاتي ما كل ما يقال حب
كلمة و باقي الكلام كله كذب
اسأليني أجيبك ما يقوله الطب
هيا تابعي بصدق ما يخفيه القلب
تجيبه بالأسى تقول :
أجول بأحد الصفوف أرى طالباً
يحكي لي كنت يوماً غائباً
سألني معلمي ممتحناً للإجابة طالباً
صرت أجول بنظري عاتباً
لزمت الصمت أنتظر عقاباً
لكن معلمي صاح مهللاً أصابا
سألته : ما يعني ذاك الجوابا
قال : صمت مطبق هو الصوابا
بالكبرياء مع الحب تبلغ السحابا
خاطبته : هذا تجبر يغلق الأبوابا
الحب تواضع مع الود مذابا
ترشفه مع رحيق الصفاء شرابا
بمدرستكم الحب يغدو سرابا
طبيبي هام فؤادي تغرباٌ و عذابا
أرشدني ماذا أفعل مشى بي الزمان
أشتهي أن ألتقي إنساناً يقال إنه إنسان
يا فتاتي سأخبرك خير المقال
الحب اليوم صار بالأقوال
بعيداً عن الشهامة و الأفعال
غدا الكرم عند معاشر الرجال
يظهر جلياً على الهاتف النقال
هنا تأججت نيران غيرة بالحال
في الواقع و بين ثنايا النقال
اختفت كل الحقائق وراء الانتحال
ناهيك عن الغدر و سوء الخصال
يافتاتي دعي عنك كل المقال
ليس لك إلا قلباً صادق الخلال
تكون أيامك موصوفة بالجمال
أحلامك خميلة أنت بها أميرة الدلال
يزهر نبض قلبك بأسعد الأحوال
#مهى سروجي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي