في استئناف محاكمة الياسمين // المهندسة مهى سروجي
⚘في استئناف محاكمة الياسمين⚘
***********************
و بعد أن نطق القاضي بحكمه ضج التصفيق بالمكان
لكنما صاح فيهم مزمجراً يرفع راية العصيان
هو ذا ممثل الإدعاء يقول : هيا إلى الإستئناف
أريدها عودة لمحاكمة عادلة الإنصاف
لست أبغي جوراً برمي تهم مع الإجحاف
لكني أرومها بالعدل ترفرف راية بالإرضاء
فران على المكان صمت مشوب بالأحزان
و أعاد الحراس الياسمين وراء القضبان
و هنا وقف ممثل الإدعاء يتلو التهم ببيان
ثم استدار إلى الياسمين يقول : هات دفاعك بأمان
يقف الياسمين وقفة الشجعان
يجيب بصراحة الواثق بإيمان :
سيدي سأروي لك قصة بالحال
بجلاء ذاكرتي و هدوئي بلا انفعال
أتتني إحداهن تشكو ظلم بني الإنسان
قلت : هات أسمعيني القصة دون إفتراء
قد تملكني قلب كأنه ملك من السماء
أخاف به أن ادعو على الظلم و الظلماء
ما كنت يوماً ظالمة بكل جفاء
و لا كنت أحسب الكذب قد نما بهذا النماء
قلبي هذا قد أوردني موارد الأتراح
كان الصدق يمحو كل شك بارتياح
و بلمح البصر تأتيني الطعنات من الوراء
و أكتشف زيف النفوس فيقبع قلبي بالإنزواء
مليئة زواياه بالحزن يحياه بالإنطواء
يا أيها الياسمين ياصديقي أبدلْ قلبي بالأوراق
لأسطر عليها من نبع حزني الدفاق
أجبتها : هوني عليك يارقيقة الإحساس
يا أجمل زهرة ندية تحيا بين الناس
أنت تنثرين عطراً و رائحة غدرهم تعبق بالأنفاس
خذي زهراتي و أعطني قلبك المصوغ بالماس
أخفيه عن الأنظار فتستريحي
لكنك بعدها سيكون الشك بلا سماح
و تغدو نظرتك فيها السواد بلا مصباح
المسكينة وافقت أتعبها القلب بالحنان
فاستبدلته بالقسوة بعيداً عن الإطمئنان
و مع كل هذا بقيت راسخة الإيمان
ثابتة الجأش رافعة الهام و الكيان
و سارت مثقلة الخطى تتلقى طعنات الزمان
و انحدرت دمعة من عيون الياسمين
و توقف عن الحديث لما ضج بالأنين
فتناهى إلى سمعه حشرجة بكاء الحاضرين
من القاضي إلى الحراس و الجالسين
هنا وقف ممثل الإدعاء يغالب دمع العيون
يا أيها الياسمين عذراً فأنت مبعداً من الظنون
قد منحتك البراءة بعدل كل تحكيم
فانطلق مع وسام شرف بتسميتك بالحكيم
فأنت الجدير بكل الحب مع عذوبة ترنيم
أيها القاضي أعد تلاوة الحكم مع نزاهة التحكيم
و هنا يقف القاضي بادئاً باسم الرحمن الرحيم
هنيئاً للياسمين الحكيم
بالعدل من كل تحكيم
#مهى سروجي
***********************
و بعد أن نطق القاضي بحكمه ضج التصفيق بالمكان
لكنما صاح فيهم مزمجراً يرفع راية العصيان
هو ذا ممثل الإدعاء يقول : هيا إلى الإستئناف
أريدها عودة لمحاكمة عادلة الإنصاف
لست أبغي جوراً برمي تهم مع الإجحاف
لكني أرومها بالعدل ترفرف راية بالإرضاء
فران على المكان صمت مشوب بالأحزان
و أعاد الحراس الياسمين وراء القضبان
و هنا وقف ممثل الإدعاء يتلو التهم ببيان
ثم استدار إلى الياسمين يقول : هات دفاعك بأمان
يقف الياسمين وقفة الشجعان
يجيب بصراحة الواثق بإيمان :
سيدي سأروي لك قصة بالحال
بجلاء ذاكرتي و هدوئي بلا انفعال
أتتني إحداهن تشكو ظلم بني الإنسان
قلت : هات أسمعيني القصة دون إفتراء
قد تملكني قلب كأنه ملك من السماء
أخاف به أن ادعو على الظلم و الظلماء
ما كنت يوماً ظالمة بكل جفاء
و لا كنت أحسب الكذب قد نما بهذا النماء
قلبي هذا قد أوردني موارد الأتراح
كان الصدق يمحو كل شك بارتياح
و بلمح البصر تأتيني الطعنات من الوراء
و أكتشف زيف النفوس فيقبع قلبي بالإنزواء
مليئة زواياه بالحزن يحياه بالإنطواء
يا أيها الياسمين ياصديقي أبدلْ قلبي بالأوراق
لأسطر عليها من نبع حزني الدفاق
أجبتها : هوني عليك يارقيقة الإحساس
يا أجمل زهرة ندية تحيا بين الناس
أنت تنثرين عطراً و رائحة غدرهم تعبق بالأنفاس
خذي زهراتي و أعطني قلبك المصوغ بالماس
أخفيه عن الأنظار فتستريحي
لكنك بعدها سيكون الشك بلا سماح
و تغدو نظرتك فيها السواد بلا مصباح
المسكينة وافقت أتعبها القلب بالحنان
فاستبدلته بالقسوة بعيداً عن الإطمئنان
و مع كل هذا بقيت راسخة الإيمان
ثابتة الجأش رافعة الهام و الكيان
و سارت مثقلة الخطى تتلقى طعنات الزمان
و انحدرت دمعة من عيون الياسمين
و توقف عن الحديث لما ضج بالأنين
فتناهى إلى سمعه حشرجة بكاء الحاضرين
من القاضي إلى الحراس و الجالسين
هنا وقف ممثل الإدعاء يغالب دمع العيون
يا أيها الياسمين عذراً فأنت مبعداً من الظنون
قد منحتك البراءة بعدل كل تحكيم
فانطلق مع وسام شرف بتسميتك بالحكيم
فأنت الجدير بكل الحب مع عذوبة ترنيم
أيها القاضي أعد تلاوة الحكم مع نزاهة التحكيم
و هنا يقف القاضي بادئاً باسم الرحمن الرحيم
هنيئاً للياسمين الحكيم
بالعدل من كل تحكيم
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق