الأنس و الايناس // المهندسة مهى سروجي
⚘الأنس و الايناس⚘
*******************
و جلست قرب سيدة الوادي
كانت تجلس تفرد العجين بالأيادي
تحوله إلى أرغفة تحمل خيرات بلادي
تخبزه على التنور فنشتهيه بالمراد
تعبق الرائحة بطيبها في جنبات الوادي
و جاءت الصبايا يضحكن باعتياد
قلن : أماه أنجلب البيض و العسل مع الزبادي
و الحليب مع القشطة و الجبن
و زعتر الوادي
و الزيتون الأخضر لنتناول الإفطار مع البلبل الشادي
قالت : هيا بنيياتي أحضرن ما ذكرتن مع الشاي بازدياد
فضيفتنا جائعة و زاد جوعها بالعِداد
فسارعن و فرشن على الطاولة بحمد رب العباد
و تحملقن و قامت الأم تدعوني بكل حنان
بنيتي اجلسي بقربي بأمن و أمان
فقمت إليها أقبل جبينها و تناولت يدها باطمئنان
قلت : خالتي أترضين أن أناديك أمي
و انحدرت دمعة من عيني لما ذكرت أمي
قد رحل الغالون عني في حسرة الغم
قالت : بنيتي انا أمك مع الحنان
و ضمتني إلى صدرها بكل تأني
قلت : أماه تذكرت رائحة أمي هي كالمسك و الريحان
تحنو علي بلهفة بصوتها العذب تطربني
تمسح على رأسي بنعومة مع طيب التمني
ناولتني خبز الصاج و أعطت كل الفتيات
و قالت : لا تبكي يا فتاتي بل ترحمي بثبات
فوالديك ينعمان بجنان الخلد في عالي السموات
أخذت الرغيف و صرن نأكل بانفتاح كل الشهيات
و تداولن أحاديث مرح كأننا أجمل اليمامات
و لما شبعن شكرن و حمدنا رب السموات
و بعدها أزف موعد رحيلي فضممتها إلى صدري
ودعت الصبايا و في الروح لهن ذكريات بالعطر
و في قلبي فرح بلقائهن و حزن للفراق المر
هي ذي بلادي بخيراتها و طيبة الناس
من أجمل عواطف مع أنقى إحساس
تزدهي بالزهر ينعشنا بأريجه مع الأنس و الايناس
تعليقات
إرسال تعليق