قلب كبير // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘قلب كبير ⚘
*************
كانت امرأة صالحة في وجهها مسحة من الطيبة تشعر بها مجرد أن تنظر إليها ، و كانت متزوجة من رجل يحبها كثيراً إلا أن و الكمال المطلق لله عز و جل و لأن الله قضى و لا راد لقضائه كتب لها أن تكون امرأة عقيمة و لا مجال لبرئها من العقم هي مؤمنة بقضاء الله و قدره و أيضاً زوجها ، لكنها الحياة و يجب أن تستمر و استمراريتها تتماشى مع استمرارية الجنس البشري لذلك فكرت تلك الإنسانة التقية فما رأت من جدوى إلا حلاً واحداً لا بد منه فصارحت زوجها طالبة منه أن يتزوج بغيرها حتى لا ينقطع نسله و تبقى لذكراه امتداد بالبداية عارض برفض مطلق لئلا يسبب لها أي ألم لكنها أصرت و بحثت له ثم اختارت فتاة بسيطة طيبة القلب و الطيور على اشكالها تقع و تم الزواج على أن تبقى الزوجة الأولى مع زوجها معززة مكرمة و فعلاً رزق الزوج من الثانية عدداً من الأولاد بينهم ابنة وحيدة و راحت الزوجة الأولى تساعد الثانية في تربية الأبناء ثم قامت بتزويج الإبنة لإبن أخيها وكان طبيباً مشهوراً
و هي لم تكن قد نالت شهادة الإعدادية حيث تملكها التصميم فأكملت دراستها و تخرجت من كلية الأدب الإنكليزي ، و نعود للأبناء فكانوا يحبون زوجة أبيهم إن لم يكن أكثر من أمهم فليس بأقل من حبهم لأمهم حتى الزوجة الثانية كانت تحب ضرتها عاشتا ليس كأختين بل كروح واحدة في جسدين حتى بعد وفاة الزوج و لما وافت المنية الزوجة الأولى بكتها ضرتها و بكاها الأبناء إنها نعم المرأة الصالحة ، نعم الزوجة ، نعم المربية
رحمها الله تلك الإنسانة التي جسدت معنى الإنسانية ببساطتها و طيبة قلبها الذي كان قلباً كبيراً .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق