القناعة كنز // بقلم المهندسة مهى سروجي


⚘القناعة كنز ⚘

*****************

إنها إمرأة جميلة في عقدها الرابع رايتها و على ملامحها حزن دفين كأن الأسى ملأ فؤادها تعرفت إليها قلت لها : بالله عليك حدثيني عن قصتك لماذا يرتسم كل هذا الحزن في محياك ؟

قالت : قصتي فيها كل العبرة و سأرويها لك كي تنشريها على مسامع الناس 

في أيامي السابقة عندما كنت في ميعة الصبا تلك الفتاة الجميلة التي تأخذ بعقول الشباب و عقول أهل الشباب و كل من يراها يتمناها إما زوجة له أو لإبنه و بدأت أسعد لهذه الأوضاع و تملكني الغرور و عندما وضعت قدمي في أعتاب دراستي الجامعية و قد انتسبت إلى كلية الأدب العربي ظناً مني أنها سهلة و سأتمكن من نيلها لكنه الغرور قد تملكني و لأني كنت من عائلة متوسطة الحال كان والدي لا يمكنه أن يشتري لي كل ما أشتهيه من الملابس الفخمة التي توحي لمن يراها أني غنية جدا كان لي قريبة غنية جدا فكنت استعير من ملابسها ما أريد و أذهب بها إلى الجامعة فصار كل من يراني يظن أني من الطبقة الأرستقراطية فكان الشباب يولعون بي و الفتيات يغارين مني

و ذات يوم تعرفت إلى شاب ثري جدا من عائلة معروفة بالغنى الفاحش فرحت أحاول لفت نظره بأية وسيلة و بعد العديد من المحاولات تعرف علي و صار يحادثني إلا أنه لم يظهر عليه انه معجب بي و بعد عدة أيام تجرأت و سألته عن وضعه الإجتماعي إن كان مرتبطا أم لا فضحك طويلا و سألني : 

هل تريدين التقدم لخطبتي ؟

أجبته : من باب العلم بالشيء

أجاب : نحن في العائلة ابن العائلة لا يحق أن يتزوج إلا بفتاة من الأقارب على مبدأ الأقربون أولى بالمعروف

سألته : حتى لو كان يحب فتاة من خارج نطاق العائلة 

أجاب : لا علاقة للحب بالزواج علما أن فتيات العائلة كلهن جميلات فأين المشكلة ؟

سادت فترة صمت و بعدها ذهب كل منا في سبيله و قد ساءت حالتي و أنا دائمة التفكير به أني لو ارتبطت به لتحققت كل أمنياتي

و ما عاد عندي رغبة في الدراسة و رحت أتصنع الغنى حتى يقع في حبي و أخيرا فعلا وقع في حبي و صار يوهمني أنه يقوم بإقناع عائلته و لما تم إقناعهم طلب مني أن أرتب له موعدا مع أهلي فذهبت إلى البيت و أنا أتطاير من فرحي و قمت بإعلام أمي و ابي رحب ابي لأن اسم عائلته فعلا من مشاهير العوائل لذلك طلبت من أبي أن يستأذن قريبتي ليتم استقبالهم عندها فلديها بيتاً فخماً بمنطقة شهيرة وافقت قريبتي و تم اللقاء و الإتفاق على كل شيء و تم أيضا الزواج و انتقلت للعيش في بيته لأراه بيتا صغيرا في منطقة سكن شعبي سألته : كان الأفضل لو سكنا بقصر أهلك و إذ به يعترف لي أنه من الفرع الفقير جدا من هذه العائلة و كان طموحه أن يرتبط بي لكوني غنية و خلال هذه الفترة كنت قد هجرت دراستي كليا و خوفا من أن يقع الطلاق كي لا يشمت بي كل من كان يعرفني و يعرف غروري قبلت أن ابقى معه لكنه مع الأسف لما علم أني أيضا فقيرة مثله طلقني ليفتش عن فتاة غنية فعلا فتهواه و عدت أدراجي إلى بيت أبي المتواضع بعد أن ضيعت ايامي و دراستي و عدت أدرجي لأعيش مع أهلي و عيونهم مليئة بالقسوة علي لأني ما كنت صادقة بالبداية و لأني لبست ثوباً ليس لي من شدة غروري و أخيرا تقدم لخطبتي أحد أقاربي و تزوجني و هو يعاملني بقسوة بسبب هذه القصة رغم أني أنجبت له ولدين و بنتا مثل القمر 

هذه هي قصتي لعل الفتيات يتعلمن منها و يأخذن منها العبر ليست العبرة أن نكون أغنياء لكن العبرة أن نقنع بما قسمه الله لنا فالقناعة كنز لايفنى .

#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي