أم بائسة // بقلم المهندسة مهى سروجي
أم بائسة
*******
من قصص الواقع سمعت بها و قد وقعت فعلاً قبيل الأحداث التي عصفت بمدينة حلب تقول القصة :
أم لها ثلاثة من الأبناء الذكور الأول طبيب و الثاني تاجر و الثالث مدرس و الثلاثة أحوالهم جيدة جدا بل هم من الطبقة الغنية و لما ترملت والدتهم و كانت قد تقدمت بالعمر أقنعوها أن يبيعوا بيت والدهم و يوزعوه على أن تزور عند كل واحد منهم عشرة ايام بالشهر عندها صار الثلاثة يتأففون منها و كل واحد يرميها للآخر و ذات مرة كانت عند ابنها الطبيب فراح يهاتف أخويه أن يأتي أحدهما ليأخذها فما كان منها إلا أن فتحت الباب و خرجت و حملتها قدماها إلى شوارع فما عادت تعرف طريق العودة و تاهت بها الطرق و كان أن مر بها واحد من جيرانها القدامى فتوجه نحوها ليسألها عن وجهتها و علم أنها تائهة فذهب بها إلى مخفر الشرطة لأنه يجهل عنوان و ارقام أبنائها و في المخفر احضروا أرقام أبنائها و اتصل بهم الضابط طالبا منهم الحضور الفوري و حضر المدرس و لما رآها اندهش كان يجب أن تكون عند أخي الطبيب و لا يمكنني أخذها فهذا دوره
و حضر الطبيب و هو منزعج لضياع وقته بسبب والدته و صار يصرخ قائلا لأخيه : خذها أنت فأنا تسبب لي الحرج مع زوجتي و أولادي
فما كان من الضابط ألا أن يأمر الشرطي برفعهم الفلقة ( بتعليق القدمين و رفعها ثم ضربهم عليها عددا لا بأس به )
و قال لهم : أنتم صخور لا تملك أي احساس
حزن الجار على هذه المرأة الطيبة فنصحهم أن يودعوها بمركز رعاية المسنين لأنهم أولاد عاقون لا يجيدون بر أمهم .
من ملفات #مهى سروجي
كم استمتعت بهذه القصه الرائعه...دمت لنا يا استاذة الجميع.
ردحذفشكرا جزيلا
حذف