قصة كفاح // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘قصة كفاح ⚘
⚘ " بائعة الورد " ⚘
وحاملة سلة فيها باقات من الورود
تراها مثقلة الخطى تمشي ببرود
مشى بها العمر بردود و صدود
تبكي ولداً تركها مغترباً بكل جحود
أم تبكي زوجاً أقعده المرض بالشرود
بنياتها غادرنها إلى بيوتهن بلا وعود
تركنها مع والد لهن ابتلي بالقعود
ماعاد عندها سند إنها قلعة الصمود
خرجت لمعترك الحياة بوجهها الودود
🌸🌸🌸🌸🌸
في اتفاق رائع مع بائع ورد بالجوار
يمنحها مساعدة من جميل الأزهار
تدور بها على دروب عشاق باختيار
فتبيع زهورها بوجه باسم كالأخيار
يمر بها العشاق يشعرون بالإستبشار
تبيع زهورها تسعد قلوب كل الأعمار
تعود أدراجها تشتري مستلزمات الدار
طعامها من مطعم لكريم بلا افتخار
تأخذه لتراعي زوجها بحنان و اقتدار
🌸🌸🌸🌸🌸
مر على الحالة عدد من السنوات
ترسل دعاءها كل يوم عقب الصلوات
وأخيراً كتبت له بوصية الصديقات
عبر مواقع تواصل خلال الإتصالات
لكن لم تر أي إتصال أو أية إجابات 
قد وهن العظم مع أقل التحركات
مع هموم تجمعت بالصدر و الخفقات
همس بها لسان يلهج حمداً بالثناءات 
🌸🌸🌸🌸🌸
ويوماً نهضت صباحاً تقاوم ألم البعاد
تكابر تطوي أحزانها والأسى بإنفراد
تجر قدميها و تسحبهما بغير اعتياد 
لما رأى الجار الطيب حالها رق بوداد
قال لها : أمي اعتبريني أحد الأولاد
أحضر ما تطلبين بكل أمانة و رشاد
أجابته : زبائني يتصفون بطيب فؤاد
يا ولدي تفاؤلهم برؤيتي لا بالبعاد
🌸🌸🌸🌸🌸
و مشت متثاقلة نحو طريق الإنتهاء
قد أسعدت زبائنها وانثنت آيبة برضاء
تتقدم خطوة ثم ترتاح من الإعياء
تستند إلى جدار أو عمود للكهرباء
أحاطت بيدها ذاك العمود مع الرجاء
شعرت بدوار فقعدت متكتلة بانطواء
قد فارقت الدماء وجهها باستحياء
و غادرتها الحياة شهيدة بلا استثناء
🌸🌸🌸🌸🌸
ظن بها المارة أنها ترتاح بضع ثواني
توجه بسرعة مغادراً السيارة للمكان 
جثا قربها أماه عدت إلى الأحضان
فتيقظي و ضميني لصدرك بحنان
لما رآها بكى وضم إليه ذاك الجثمان
أمي قد تجاهلت نداءك بلا وجدان
و ظننت أنك قوية كسالف الأزمان
لكني بعد أن تيقظ ضميري فلامني
🌸🌸🌸🌸🌸
عدت إليك مسرعاً مع فوات الأوان
سأبكيك لعل دموعي تخفف أحزاني
و أقوم بعمل يخلد ذكراك و أشجاني
و ابتعادي بحكم قهر أيامي و زماني
ما كان بعدي عنك رغبتي و رضائي
لتأمين عيش لنا بكل عزة و إباء
ألا قاتل الله حاجة إلى وطن و إنتماء
بعد روحك فقدت روحي و كل إنتماء

🌸🌸🌸🌸🌸

#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي