قصة أمل // بقلم المهندسة مهى سروجي
قصة أمل
*********
صبية في عمر الزهور لم تتجاوز الثلاثين من عمرها حين نال الموت من زوجها الحبيب تاركاً لها طفلين مع مبلغ قليل من مال ادخره لأيام الحاجة
حزنت لفقده و بكته و قررت أن تقوم مقامه في تربية طفليها و بدأت معاناتها بالبحث عن عمل تستطيع ان تقوم به إلى جانب تربية الطفلين و لما خرجت إلى معترك الحياة رآها عدد من رجال الشارع فطمعوا بها و كان أكثرهم طمعاً صاحب البيت فبدأ يطالب بدفع الآجار و يلح عليها إن هي قبلت بالزواج منه سراً دون علم من زوجته يتركها تعيش في البيت معززة مكرمة مع طفليها مع أنه لن يفعل هذا لكنه طامع في الحصول عليها ارضاء لملذاته و كذلك الحال مع البقال و حتى الفوال و كل واحد عرض عليها الزواج و أنهم سيرعون أبناءها
زاد حزنها فالتجأت إلى ربها تسأله العون و خاصة أن المبلغ قد قارب على النفاد و صاحب البيت يريد اجرة البيت و لديها حساب عند البقال و الفوال و في ليلة عندما اشتد كربها توضأت و قامت تصلي قيام الليل و تبتهل في سرها و علنها إنها عزيزة النفس لا تريد أن تطلب من أحد مالاً او تمد يدها لأقرب الناس لها و راحت تبتهل لربها حتى طلع الصباح فصلت الفجر و ذهبت إلى فراشها طالبة قسطاً من الراحة و ما إن صارت الساعة الثامنة حتى قامت على صوت جرس الباب خافت من جاءها بهذا الوقت المبكر راحت لتنظر من خلال نافذة الباب لترى أمامها قريبة لها لم ترها من مدة طويلة فتحت الباب رحبت بها و هي تظن انها جاءت للتعزية في زوجها رغم ان وقتاً طويلاً مر على موته و بعد أن أضافتها سألتها : ماذا تشرب ؟ قالت لها : اجلسي لا اريد شيئاً سمعت من أهلك أن زوجك وافته المنية حديثاً و انك رغم أنك في عز صباك إلا أنك رفضتِ الزواج و قررتِ أن تربي طفليك هذا وفاء منك و قد قال لي والدك أنك لا تقبلين صدقة و تبحثين عن عمل لكني جئتك راجية أن تقبلي بما أعرضه عليك
قالت : تفضلي يا خالتي
قالت : انا في عمر والدتك و لي ابن يكبرك بسنوات تزوج لكن الله كتب له ان يكون عاقراً لا ينجب و لذلك طلبت زوجته الطلاق آخذة كل حقوقها و حتى البيت بعد أن أقنعته أن يكتبه لها لأنها رضيت بعقمه و استغنت عن الإنجاب صدقها لطيبة قلبه و بعد أن صار البيت باسمها رفعت قضية الطلاق ساعدها أحد أقاربها في سلك المحاماة بعد أن اتفق معها و رتب لها كل شيء ليتزوجا و يصير البيت لهما مع مؤخر الصداق و بعد فترة جاءتنا الأخبار أنه استولى بدوره على البيت و طلقها دون شفقة ابني الآن ليس حزيناً عليها لأنها غير جديرة بحبه و ثقته جاءت و رجته لكنه طردها لما سمعت ما جرى لك قررت أن أختارك زوجة لولدي يساعدك في تربية طفليك معتبرا اياهما ابنين له فما تقولين ؟
أطرقت رأسها إنها تعرف قريبتها إنها من أخيار الناس و كذلك تسمع عن عائلتها بأنهم من اطيب و اكرم الناس تابعت القريبة كلامها :
ان وافقت سنذهب و نكلم والدك و ستعيشين مع طفليك معززة مكرمة و سيكون لهما نعم الأب صدقيني
رفعت رأسها و بدا الخجل على محياه و قالت و البسمة الخجولة على محياها :
الخير فيما اختاره الله على بركة الله
فرحت القريبة و تمت الخطوبة و صار لها حفل زفاف رائع لتعيش بعده بأمان مع زوج كريم لطيف المعشر كان نعم الأب لطفليها هذه هي قصة أمل صاحبة النفس العزيزة .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق