الزوجة المنانة // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘الزوجة المنانة ⚘
*******************
كتب لصديقه يقول :
عزيزي أنصحك ألا تقبل بتلك الفتاة التي ارسلت لي عنها تريد رأياً مني أن تتقدم لخطبتها أقدم نصيحتي هذه ثم أشرح لك الأمر ، و إليك ماحدث معي أنا :
قبل خمس سنوات و بعد انتهائي من دراستي و من فترة خدمة العلم كنت قد استلمت وظيفتي بإحدى مؤسسات الدولة و صارت والدتي تلح علي أن أتزوج كي ترى أحفادها و ذات مرة قالت لي والدتي :
لدي عروساً لك فيها كل مواصفات الزوجة المثالية من حيث الدراسة و الذكاء و العمر المناسب ناهيك عن وضع عائلتها الإجتماعي
إنها من العائلة الفلانية التي طبقت شهرتها الآفاق في ثرائها
و تتابع الوالدة :
والدها رجل مضياف و كريم و هو موافق على أن تتقدم لابنته كونها وحيدته و هو كثير الترحال و يخشى أن يتركها بمفردها هنا لذلك قرر أن يعطيها لشاب ضمن إطار العائلة يكفيه أن يكون كما نقول كلنا ابن حلال
سألتها : هل رأيتها و تعرفينها
أجابت : نعم شكلها مقبول لا أقول أنها جميلة و ليست قبيحة أيضاً لكنه سيمنحها بيتا مع كامل فرشه إن كنت أنت المتقدم للزواج منها لأنه يعرف رجولتك و شهامتك
قلت لها : حسنا
نذهب نراها و بعدها نقرر
و فعلا تم التعارف وجدتها كما قالت أمي لكني تخوفت من أمر واحد طريقتها بالكلام دائماً أبي يشتري لي كذا و كذا بأغلى سعر و لدي كذا وكذا
قلت في نفسي :
تتباهى بوالدها لا ضير
و تمت الخطوبة ولظروف والدها تم الزواج و رحنا إلى بيتنا آسف بيتها الذي اشتراه لها والدها و ماهي إلا أيام و بدأت المشاكل و كما قلت إنها إنسانة منانة و كل لحظة تقول : أبي أعطاك ، أبي اشترى لك ، أبي أهداك
و هذا طقم الشاي بالشيء الفلاني
تحملتها فترة طويلة أنجبت منها طفلا و طفلة و بعد زواجنا بخمس سنوات ظلت تحكي ليس أمامي فقط إنما أمام الأهل و الجيران و حتى لزوجات أصدقائي
تحدثت معها كثيرا أن هذه التصرفات غير لائقة و أني و الحمد لله أعمل و عملي جيد بالمؤسسة تسخر مني ضاحكة و لا تأبه بي إلى أن حدث موقف و أنا راجع من عملي يوماً و أمام مدخل مبنى عمارتنا وجدت إثنان من الجيران لم ينتبها لوجودي كانا يتحدثان عني و كيف يسمح لنفسه أن يكون زوج الست
و آلمني حديثهما صحيح أن والدها كان يغدق علينا بالهدايا بسبب سفره المتواصل إلا أني لا أتهاون
و أمام إهانتي و هدر كرامتي يومها صارت بيني و بينها مشادة عنيفة تبادلت معها كل عبارات التقريع و التوبيخ و أن كل ما يقدمه والدها لا أشتريه بقشرة بصل أنا رجل و رجولتي لا تسمح أن تتحدثي دائما بهذا الموضوع
فأجابتني :
و أين رجولتك و أنا أعطيك كذا و كذا
و تحول الكلام إلى ضرب فقدت أعصابي و رحت أضربها و أنا أصرخ : إذا أبوكِ كان يحضر لنا على سبيل المساعدة أو الهدية و أنت أيضاً تساعديني فلم تضيعين أجرك و أجر والدك بالمن عليَّ
و إزاء صراخي و بكائها اندفعت تجمع أغراضي و تقول : اخرج من بيتي فأنا أكرهك طلقني
و قامت بطردي أنا و أطفالي مع أني كنت أعاملها أحسن معاملة طلقتها و ذهبت مع أولادي لبيت والدتي و بعد شهر تعرفت على إنسانة و كانت مثال الزوجة الصالحة و نحن الآن نعيش في بيت الوالدة و هي ترعى أمي و أولادي
لذلك لا أنصحك بالزواج من فتاتك التي أيضاً تمن على الدوام أستودعك الله يا صديقي العزيز
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق