إكرام الجيران .... جبران للخاطر // بقلم المهندسة مهى سروجي

إكرام الجيران .... جبران للخاطر

**************************
إنها امرأة في عقدها الخامس ميسورة الحال تمتلك أرضاً زراعية تمنحها كل عام قدراً يكفيها من ثمار العنب و التين و التفاح و الفائض يقوم العاملون عندها بوضعه في سلال لتسويقه عن طريق تجار يشترون المحصول لطرحه في الأسواق و طبعاً تحت إشراف أبنائها إذ لديها ثلاثة أبناء أكبرهم في الثلاثين و أصغرهم في الخامس و العشرين من عمره و الثلاثة مع أمهم يجسدون حالة من النبل و العطاء فبعد وفاة والدهم زادت عطاياهم بصورة صدقة جارية يهبون أجرها لوالدهم لتكون الضياء له في قبره فهو مع زوجته قد زرعوا في نفس أبنائهم السخاء و طيب العطاء و كلما تصدقوا مع شكرهم لربهم زادهم و أعطاهم من جميل عطائه 
و كانت تطل كل فترة لتراقب مسيرة العمل فإذا حان وقت انصرافها سارع أحد أبنائها و ملأ لها سلة فيها مالذ و طاب من كل أنواع الفواكه و هنا يسارع ابنها الأصغر ليملأ لها سلة مماثلة لجارتها الفقيرة لأنه يذكر حين كان والده كان يقوم هو بهذا العمل و مرة طلب منه أبوه أن يقوم بهذا لأنه كان متعباً فاختار لها فاكهة ليست بنفس النوعية الممتازة التي يرسلونها الى بيتهم و يرسلون منها إلى الأسواق لبيعها بسعر جيد و لم ينتبه الأب لما قام به الإبن الأصغر و لما وصلوا جميعهم للبيت اكتشف الأب هذا الأمر فأرشد ابنه أنه أخطأ و أن عليه أن يتصدق بأفضل ما لديه لذلك ارسل للجارة الفقيرة السلة التي كانت معدة لهم و ترك لهم السلة التي أعدها الإبن الأصغر و من ذلك الوقت و الثلاثة يرسلون لجارتهم ما يكفيها من أجود أنواع الفاكهة التي تطرحها أراضيهم
تمثلاً لقول الحق تبارك و تعالى :
《 لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ . 》 الآية (92) سورة آل عمران
صدق الله العظيم
#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي