ذكاء أب // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘ذكاء أب⚘
************
غضبت من زوجها لسبب بسيط يمكن أن تتجاوزه فلجأت إلى بيت أبيها فهناك ستجد الملاذ الآمن كما توعدت دائما لم يمنعها زوجها من الذهاب ولما وصلت سألها والدها عن أسباب غضبها فصارت تحكي بعصبية واضحة و تشير أنه لا يتفهمها أبدا ،
والدها لم يلق لها بالاً إنما اتصل بصهره و طلب مقابلته و لكن خارج المنزل تكلما سوياً و علم الأب أن ابنته تريد دائماً أن يدللها و أحياناً يرجع إلى بيته متعباً همه الأكبر أن يأكل و يرتاح فينسى أن يدللها و يحكي معها بطريقة فيها الرومانسية مع أنه يشكرها و يثني على طبخها هي تريد دلالاً مميزاً ( هدايا ، مديحاً ، مساعدة بأعمال البيت ، و ما إلى ذلك )
فهم الأب أن ابنته لم تكن على حق في تصرفها و أن عليها إحترام زوجها و توفير أسباب الراحة له بالبيت ليكون المكان الذي يفرغ فيه تعبه و همومه على أن تكون الزوجة نعم الونيس لزوجها عاد الأب لبيته و لم يكلم ابنته إنما تحدث مع أمها و اتفق معها على طريقة مميزة في تعاملها مع ابنتها ،
في اليوم الثاني قامت الأم مبكرا و نادت على ابنتها لتستيقظ قالت لها :
قومي فلدينا عمل كثير و أنت هنا معي لتساعديني يلزمنا تنظيف البيت بالكامل لا أريد كسلاً و لا مضيعة للوقت ،
و فعلاً بدأت سلسلة التنظيفات ( جدران ، أسقف ، أرضيات ، مستلزمات الأسرة ، غسيل ، كي الملابس ، وكل أعمال التنظيف التي تخطر على البال )
استمرت المسكينة تعمل و أمها تشرف على أعمالها من الصباح إلى قبيل وقت عودة والدها من عمله صاحت بها الأم :
هلمي حضري الغداء شارف والدك على العودة ،
حضر والدها صاح بها أن تحضر إناء و فيه الماء الساخن لتدلك له قدميه فهو متعب جدا من العمل ثم قاموا إلى الغداء أكلوا بعدها طبعا يأتي تنظيف الأطباق و جليها ،
بهذا اليوم الأول لها بعد عودتها إلى بيت أبيها هدها التعب من كثرة ما قامت به من أعمال التنظيف تحملت لأنها لا تريد أن تظهر أمامهم أنها تراجعت عن موقفها و قبل أن تنام ذكرتها أمها بما سوف تعمله غداً فكان أن أصابتها الدهشة ماذا ستعمل في بيت أبيها أضعاف ما كانت تعمل في بيت زوجها و لكنها في بيت أبيها تعمل دون ثناء لأن عليها أن تبر بأمها و أبيها أما في بيت زوجها فهو دائماً يدللها و يمدحها و يثني عليها بأنها حولت بيته إلى جنة بوجودها فيه فحزمت أمرها و باليوم التالي حزمت أشياءها و قالت لوالدها :
اسمح لي يا أبي أن أعود لبيتي فأنا قد ظلمت زوجي سأكون له نعم الزوجة و نعم الأم لأولاده ،
فعلاً عادت إلى بيت زوجها فاستقبلها بوجه مبتسم لأنه علم من والدها أنه سيجعلها تعود مسرعة بعد يوم واحد فقط و تم هذا فعلاً .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق