ندم التسرع // بقلم المهندسة مهى سروجي

 ⚘ندم التسرع⚘

**************

إنها قصة وقعت على أرض الواقع مع أخ لصديقة لي تقول الصديقة :

حينما تخرج أخي من جامعته و استلم عمله فكر في الاستقرار و الزواج و صرنا نبحث له عن عروس تناسبه وفق الشروط التي قام بوضعها كأساس لشريكة حياته و التي كانت تدل على الحزم الشديد و حب السيطرة التام خصوصا في طريقة ارتداء الملابس و اسلوب الاختيار و كانت لنا عمة عرفته على الكثيرات ممن يتناسبن معه وفق ما وضع من مواصفات و شروط و تم رفض الجميع منه هو شخصياً ، و ذات يوم حدثته أختي عن صديقتها فرأته يوافق الغريب أن طريقة لباسها و حتى كيفية ظهورها خارج منزلها لم يكن راضياً عنها مع أنها وعدت بقبولها التغيير و قبولها الحجاب و فعلاً تمت مراسم الزواج حتى قبل تخرجها من الكلية التي تدرس بها ، حملت و فرحت لحملها لكنها كلما طلب منها التغيير كما وعدت قبل الزواج كانت تجيبه حتى تلد هي لم تكن متحمسة لتغير طريقتها  أو نوعية ملابسها بل كانت تراوغ حتى يمل و يلزم الصمت لكنه استمر بمطالبتها و أيضاً حدث تصادم شديد بينهما في وقت ولادتها زاد الأمر سوءاً و مرض بسببه والده الذي كان غير مرحب لأمر زواجهما لعدم التوافق بين العائلتين ، و صار الخلاف في أوجه مما دعاهما في آخر الأمر أن يفترقا مما سبب له أزمة نفسية قرر بعدها ألا يتزوج بأية فتاة على الإطلاق  و ندم أشد الندم لأن اختياره لم يقع على من تماثله و تتوافق مع أسرته لكنه خسر ابنه الذي بقي معها حتى بعد أن تزوجت للمرة الثانية و سافرت مع زوجها لبلد أجنبي ، كان ندمه بلا فائدة كان ندماً لتسرعه في قبوله رغم عدم رضوخها و تنفيذها ما اتفق به معها .

#مهى سروجي