نهاية حب قدسي// بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘نهاية حب قدسي ⚘
********************
#مهى سروجي
جمعت أوراقي و رتبتها ثم وضعتها في ملف أنيق كي أذهب إلى مكتبة لأصنع منها كراساً أو كتاباً
كنت قد اخترت صورة مناسبة لتكون غلافاً لقصتي التي قد ألفتها و أخذت مني الكثير من الوقت و التفكير و جهده حتى إذا اختتمتها و أعدت قراءتها للتنقيح و التصحيح و راقت لذاتي جمعت أوراقها مرتبة .
كانت سطور قصتي تحكي خيباتي المتكررة التي جعلتني أؤمن بلا حب بلا ثقة كنت بطل قصتي الذي أنهكته جراحات الهوى
وصفته بالمتهور مرة و الجبان مرة والمستهتر أحياناً و القاسي دائماً و العاطفي لأن بطلي كان شفافاً لكنه ارتكب أكبر أخطائه عندما تخلى عن الحب الصادق الذي استوطنه يوماً و استملكه لكنه وضع كبرياء شموخه عائقاً أمام هذا الحب مما أفقده ذاك الحب إنها تلك البطلة التي لم يكن ظهورها لاوقات طويلة في حياته لما رأت تعنته و قسوة تعامله اختفت تماماً و آثرت عدم الإقتراب بل اتخذت الإغتراب موقفها فقد رأته أنجع المواقف مع بطلنا بكبريائه المزيف ذاك
كانت أفكارها تنبثق من خلال
كرامتها فهي تخشى دوماً من إهدارها حتى أمام حبيب ملك قلبها و أمام قسوته انهارت صروح حبها بعد أن أشادتها لتجعلها مسكناً لقصة حبها لكنها أسفاً رأتها تحولت إلى صروح من غبار تطايرت ذراته و تلاشى مع أول انتفاضة في قصة حبها و زاد الأمر تعقيداً موقف بطلنا المتعنت إذ جعل المخاوف تملؤها و انعدمت ثقتها بمقدرتها على استكمال مسيرة حبها معه تحت سقف واحد لكنها منحته فرصة ثانية و ثالثة و تتالت الفرص حتى غطى الخوف حبها و جاء قرارها الانسحاب الكامل من قصتها أما بطلي فكان كبرياؤه جارفاً أفقده حباً صادقاً و قلباً يصعب العثور على شبيه له و راح يمضي بعلاقات حب تنتهي الواحدة إثر الأخرى إلى فشل ذريع يكتشف معه عدم الجدوى بأن ينسى تلك الحبيبة التي جمعت فيها كل صفات الحسن من الرقة إلى القوة من الأدب و الحشمة إلى الثقافة و العلم من التربية الجيدة إلى العطف
و أهم خسارة أنه افتقد ذلك القلب الكبير و صارت حسرات الفقد ناراً في رحبات صدره و انصرف يكتب قصته لعله بين سطورها يعثر على أمل يعيد له ذاك القلب الكبير كانت تنتابه حالات بكاء هسترية أحياناً و هو يكتب و تارة تتعالى ضحكاته و مرات يستولي عليه الوجوم و تابع سرد أحداث قصته و مع كل سطر يزيد تلاشي أمله باللقاء و مع آخر خيوط قصته بعد تشابكها سمع أن صاحبة القلب الكبير أهدت قلبها لمن رأت أنه يستحقه تماماً و هنا انهمر سيل حزنه و أنهى قصته بالإنطواء التام فقد ضاعت كل أمانيه
هذا هو أنا البطل الذي افتقد قلباً لا وجود لشبيه له و بقيت غارقاً بأحزان قلبي و مع آخر رشفة من فنجان قهوتي كانت تنحدر دمعتي ثم ينسكب الدمع مدراراً بيني و بين ذاتي ليتوقف سيل دموعي
عندما أكون بين أصحابي و زملاء عملي ناسياً أنهم يرون جمر عيوني متقداً لكن بلا فائدة مع هذه النهاية المؤلمة نهاية حب قدسي .
****************
تعليقات
إرسال تعليق