شرف العودة // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘ شرف العودة ⚘
*****************
اعتادت أن تجلس على المقعد الذي بجانب حوض الياسمين في الحديقة كل يوم  بنفس الموعد  أثارت فضولي و صرت أراقبها
سيدة في منتصف عقدها السادس واضح على ملامح وجهها الطيبة و قسوة معاناتها خفت أن أقتحم عليها ساعة إنفرادها فأسبب لها حرجاً ، و ذات يوم جاءت و في مشيتها تثاقل غريب حتى أنها اعتمدت على عصا تستند إليها و في طريقها تعثرت خطوتها و ترنحت في طريقها إلى السقوط فأسرعت و ساندتها و رافقتها إلى مقعدها و دار بيننا حديث : أماه ناشدتك الله حدثيني عن قصتك
و هنا افتر ثغرها على إبتسامة صادقة لكنها حزينة قالت : ياولدي قصتي تتلخص بكلمتين سافر ولدي و أكلته أيام الغربة و نسي قلبي الذي انفطر اشتياقاً أضناني  صرت أحضر إلى هذا المقعد الذي حمل أجمل ذكرياتي مع ابني لعله إن عاد يلقاني هنا في الساعة التي كنا نقضيها معاً بهذه الحديقة قد طال انتظاري و ذاب قلبي حنيناً لرؤياه كان الفراق مؤلماً قال : سأذهب يا أمي سأكمل دراستي و أعود إليك وسام شرف تفخرين به كما كنت أجمل وسام بتربيتك لي ، لكن تيار الحياة جرفته و لم يعد يراسلني كثيراً فأرسلت له : عد و ستراني بمكاننا المفضل و ساعتنا التي أحببناها معاً .
و ما إن أتمت حديثها إلا و رجل في الثلاثين من عمره يقترب منا و يجثو على ركبتيه أمامها آخذاً بيديها يقبلهما معاً و يقول : أماه ها أنا قد عدت أحمل شهادتي و علمي و قلبي لأضعهما بين يديك الطاهرتين و على صدرك وسام شرف تفخرين به و على رأسك تاج عز يليق بعطائك ، ثم يأخذ يدها و يمضيا معاً بصورة تجسد الجمال والروعة بأسمى معاني .....
.................. شرف العودة
#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي