دروس اللغة العربية // بقلم المهندسة مهى سروجي


الدرس الأول :
************
الإعراب و البناء
**************
الإعراب لغة هو الإفصاح و الإبانة يقال : أعرب عن رأيه أفصح عنه و أظهره
و في النحو : هو أثر ظاهر أو مقدر يقع في آخر الكلمات المعربة مثال :
جاء الطالبُ ( الضمة على حرف الباء )
و جاء الفتى ( الضمة مقدرة على الألف في كلمة الفتى )
و المعرب بلغتنا نوعان :
الاسم و الفعل المضارع إن لم يتصل بنون النسوة أو إحدى نوني التوكيد
و المبني بلغتنا ثلاثة أنواع :
١ - الحرف
٢ - الفعل الماضي و الفعل الأمر و الفعل المضارع إذا اتصل بنون النسوة أو إحدى نوني التوكيد .
٣ - بعض الأسماء التي وردت عن العرب مبنية كأسماء الشرط او الاستفهام أو ما 《 للتعجب 》 أو كم 《 الخبرية 》.
الدرس الثاني
************
علامات الإعراب الأصلية و الفرعية
**********************
أنواع الإعراب أربعة : الرفع و النصب و الجر و الجزم
فالرفع علامته الضمة
النصب علامته الفتحة
الجر علامته الكسرة
و الجزم علامته السكون
و لهذه الحركات علامات تقوم مقامها و تنوب عنها في الحالات السبعة التالية :
١ - جمع المؤنث السالم : ينصب بالكسرة عوضاً عن الفتحة كقوله تعالى :
《 ليدخل المؤمنين و المؤمناتِ جناتٍ تجري من تحتها الأنهار 》
( الآية ٥ سورة الفتح )
المؤمنات جاءت مكسورة عوضاً عن الفتح لأنها جمع مؤنث سالم يجمع بالألف و التاء .
٢ - الأسماء الممنوعة من الصرف تجر بالفتحة عوضاً عن الكسرة
كما في قوله :
《 لقد نصركم الله في مواطنَ كثيرة 》( الآية ٢٥ سورة التوبة )
و قوله :
《 يا أيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياءَ إن تبد لكم تسؤكم
( الآية ٥ سورة المائدة )
كلمتي مواطن و أشياء جاءتا مكسورتان بالفتحة عوضاً عن الكسرة لأنهما ممنوعتان من الصرف
و سنتكلم عن الممنوع من الصرف لاحقاً .
الدرس الثالث :
*************
تكملة الحالات
*************
٣ - الأسماء الخمسة : وهي
أبوك - أخوك - حموك - فوك بمعنى فمك - ذو بمعنى صاحب
هذه الأسماء ترفع بالواو و تنصب بالألف و تجر بالياء
قال تعالى :
《 كان أبوهما صالحاً 》
( الآية ٨٣ سورة الكهف )
ابوهما : اسم كان مرفوع و علامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة
و الهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
فإن أضيفت الأسماء الخمسة إلى ياء المتكلم قدرت الحركات الإعرابية الثلاث على ما قبل الياء
نقول :
جاء أبي : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة على الباء لأنه مضاف
و الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
رأيت أبي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الباء
مررت بأبي : اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الباء
و إعراب الياء نفسه فهو ضمير في محل جر بالإضافة .
أما إن جاءت مفردة غير مضافة فتعرب بالحركات الظاهرة على آخرها كقوله تعالى :
《 إن له أباً شيخاً كبيراً 》
أباً : اسم إن منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
الدرس الرابع :
*************
تكملة الحالات
*************
٤ - المثنى و ما يلحق به :
يرفع بالألف و ينصب و يجر بالياء
قال أبو فراس :
يا أيها الراكبان هل لكما
في حمل نجوى يخف محملها
**الراكبان : صفة لأي مرفوعة و علامة رفعها الألف لأنها مثنى
وقال المعري :
فاسأل الفرقدين عمن أحسا
من قليل وآنسا من بلاد
**الفرقدين : مفعول به منصوب و علامة نصبه الياء والنون عوض عن التنوين بالإسم المفرد
و الملحق بالمثنى هو : اثنان و اثنتان و ثنتان و كلا و كلتا إذا أضيفتا إلى الضمائر
قال تعالى :
《 إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً 》
**اثنا : خبر إن مرفوع و علامة رفعه الألف لأنه من ملحق بالمثنى
عشر : جزء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
وقال عنترة :
فيها اثنتان و أربعون حلوبة
سوداً كخافية الغراب الأسخم
** اثنتان : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى و النون عوض عن التنوين بالإسم المفرد
وقال تعالى :
《 إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما 》
**اثنين : مفعول به منصوب و علامة النصب الياء
و قال أيضاً :
《 فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان 》
**اثنتين : خبر كان منصوب و علامة نصبه الياء
**الثلثان : مبتدا و علامة رفعه الألف
و قال تعالى :
《 ثاني اثنين إذ هما في الغار 》
** اثنين : مضاف إليه مجرور و علامة جره الياء
و قال أيضاً :
《 فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك 》
وقال أحمد أمين : إن قيمة الوقت كقيمة المال كلاهما قيمته في جودة إنفاقه و حسن استعماله
** كلاهما : مبتدأ مرفوع و علامة رفعه الألف .
الدرس الخامس :
***************
تكملة الحالات
*************
٥ - جمع المذكر السالم و ما يلحق به :
يرفع بالواو و ينصب و يجر بالياء
قال الشاعر بشامة بن حزن :
إنا لمن معشر أفنى أوائلهم
قيل الكماة ألا أين المحامونا
**المحامونا : مبتدا مؤخر مرفوع و علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم و النون عوض عن التنوين بالاسم المفرد و الألف لإطلاق الشعر
و قال أيضاً :
إن تبتدر غاية لمكرمة
تلق السوابق منا و المصلينا
**المصلينا : معطوف على المفعول به السوابق منصوب و علامة نصبه الياء
و يقول أبو فراس :
تمر الليالي ليس للنفع موضع
لدي و لا للمعتفين جناب
**المعتفين : اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم
و قال الشاعر :
ثم انقضت تلك السنون و أهلها
فكأنها و كأنهم أحلام
**السنون : بدل من الفاعل تلك مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
و قال الله عز و جل :
《 و لا يأتل أولو الفضل منكم و السعة أن يؤتوا أولي القربى و المساكين و المهاجرين في سبيل الله 》
( الآية ٢٤ سورة النور )
**أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
**أولي : مفعول به منصوب بالياء
و قال مصطفى كامل في خطبة له :
إن ذكرتم الأعداء فاذكروا المنافقين فهم ذوو وجهين و ذوو لسانين.
**ذوو : خبر للمبتدا هم مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
*** الملحق بجمع المذكر السالم :
هو ما عومل بمعاملته بالإعراب و ليس منه فالسنون - أرضون مفردها سنة - أرض
و هي مؤنث غير عاقل
و أيضاً : عالمون - أهلون - بنون - ذوو
أولو : بمعنى أصحاب و ليس لها مفرد مفردها ذو
و أيضاً يعامل معاملة جمع المذكر السالم
الفاظ العقود : عشرون - ثلاثون وهكذا
و لا مفرد لها
تعامل معاملة جمع المذكر السالم
الدرس السادس :
***************
آخر الحالات
*************
٦ - الأفعال الخمسة :
هي كل فعل مضارع اتصلت به :
ألف الإثنين : تكتبان - يكتبان
واو الجماعة : تكتبون - يكتبون
ياء المؤنثة المخاطبة : تكتبين
هذه الأفعال الخمسة تكون علامة الرفع فيها ثبوت النون و علامة نصبها و جزمها حذف النون
قال الفرزدق :
تعش فإن واثقتني لاتخونني
نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
** يصطحبان : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة لارتباطه بألف التثنية
و الألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل لفعل يصطحب
و قال أبو سلمى عبد الكريم الكرمي :
هل تسألين النجم عن داري
و أين أحبابي و سماري
** تسألين : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة لارتباطه بياء المؤنثة المخاطبة
و الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل لفعل
تسأل
وقال ابن زيدون :
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إذ طالما غير النأي المحبينا
** لا تحسبوا :
لا : ناهية جازمة
تحسبوا : فعل مضارع مجزوم و علامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة لارتباطه بواو الجماعة
و الواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
و قد ورد في القرآن الكريم حالات كثيرة مثل : لا تقتلوا - لا تقربوا - لا تكونوا
٧ - الفعل المضارع المعتل الآخر بالألف : يسعى
بالواو : يفزو
بالياء : يقضي
تجزم بحذف حرف العلة
قال الشاعر :
و من يقترب منا و يخضع نؤوه
و لا يخش ظلماً ما أقام و لا هضما
**نؤوه : فعل مضارع مجزوم بمن لأنه جواب الشرط علامة جزمه حذف حرف العلة وهو حرف الياء
و الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن و الهاء ضمير متصل مبني على الكسرة في محل نصب مفعول به
**يخش : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف حرف العلة و هو الألف
و جاء بالقرآن الكريم : و لا يأتل
**يأتل : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف حرف العلة و هو الياء
وقال ابو تمام بمدح المعتصم :
لم يغز قوماً و لم ينهد إلى بلد
إلا تقدمه جيش من الرعب
**يغز : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه حذف حرف العلة و هو الواو .
الدرس السابع :
***************
علامات البناء
**************
المبني بلغتنا هو :
١ - الحرف
٢ - الفعل الماضي و فعل الأمر و فعل المضارع إذا اتصلت به نون النسوة أو إحدى نوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة
٣ - بعض الأسماء التي وردت عن العرب مبنية كأسماء الشرط و الاستفهام
أنواع البناء :
أربعة الفتح و الضم و الكسر و السكون و تتلخص حالات البناء كما يلي :
١ - الحروف كلها مبنية بلا استثناء
٢ - الفعل الماضي :
أ - يبنى على السكون إن اتصلت به ضمائر الرفع المتحركة و هي : التاء المتحركة - نون النسوة - نا الدالة على الفاعلين
قال المتنبي :
غدونا تنفض الأغضان فيها **
** على أعرافها مثل الجمان
فسرتُ وقد حجبن الشمس عني**
** و جئن من الضياء بما كفاني
**غدونا : فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بنا الدالة علىء الفاعلين و النا ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
** فسرت : الفاء حرف عطف سرت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم المتحركة و التاء في محل رفع فاعل
** حجبن - و جئن لاتصالهما بنون النسوة
ب - يبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة كقول دريد بن الصمة :
تنادوا فقالوا : أردت الخيل فارساً **
** فقلت : أعبدالله ذلكم الردي
**تنادوا : فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لإلتقاء الساكنين و الواو : ضمير متصل مبني على على السكون في محل رفع فاعل
**قالوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة و واو الجماعة في محل رفع فاعل
و يبنى على الفتح في سائر الأحوال الأخرى .
الدرس الثامن :
***************
تكملة علامات البناء
*****************
٣ - فعل الأمر : يبنى على السكون إلا في الأحوال التالية :
- إذا اتصل بإحدى نوني التوكيد بدون فاصل بينهما بني على الفتح مثال : افعلَنَّ الخير
- إن اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة يبنى على حذف النون
قال تعالى :
《 اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى 》صدق الله العظيم
( الآية ٤٢ - ٤٣ سورة طه )
و قال : 《 كونوا حجارة أو حديدا 》
( الآية ٥٠ سورة الإسراء )
و قال أيضاً :
《 فقولي إني نذرت للرحمن صوماً 》
( الآية ٢٧ سورة مريم )
** كل من اذهبا - فقولا - كونوا - فقولي : أفعال أمر مبنية على حذف النون
- إن كان معتل الآخر بني على حذف حرف العلة كقولنا :
اِسعَ إلى المعالي - القِ التهاون و الكسل وراء ظهرك - اسمُ دائماً إلى العلياء بالعلم
و في قول أحمد شوقي :
قم ناج جلق و انشد رسم من بانوا
مشت على الدهر أحداث و أزمان
**ناجِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة و هو الياء و إشغال المكان بالحركة المناسبة ألا و هي الكسرة التي جاءت على حرف الجيم
٤ - الفعل المضارع : يبنى على السكون إن اتصلت به نون النسوة
كقول الأخطل :
بكر العواذل يبتدرْنَ ملامتي
و العالمون و كلهم يلحاني
**يبتدرن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصالهما بنون النسوة
و نون النسوة في محل رفع فاعل
و إن اتصلت به إحدى نوني التوكيد دون فاصل بينهما بني على الفتح
كقوله تعالى :
《 ليسجنَنَّ أو ليكونَنْ من الصاغرين 》صدق الله العظيم
( الآية ٣٢ سورة يوسف )
و قول حافظ إبراهيم :
لا تحسبنَّ العلم ينفع وحده
مالم يتوج ربه بخلاق
**لا تحسبن : لا الناهية الجازمة
تحسبن : فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بلا الناهية
٥ - أسماء وردت عن العرب مبنية لضروب من المشابهة بينها و بين الحروف و من ذلك الضمائر كلها المتصلة منها و المنفصلة - أسماء الشرط - اسماء الاستفهام - و الإشارة - و أسماء الموصول
و اسماء الأفعال نحو :
هيهات : بمعنى بعُدَ
شتان : بمعنى افترق
أف : بمعنى أتضجر
صه : بمعنى اسكت
مه : بمعنى اكفف
هاك و إليك و دونك : بمعنى خذ
هلم : بمعنى أسرع
حي : بمعنى أقبل
و بعض الظروف نحو مذ و منذ
و قبل و بعد إذا حذف بعدهما المضاف إليه و كان معناه باقياً
كقوله تعالى :
《 لله الأمر من قبلُ و من بعدُ 》
( الآية ٤ سورة الروم )
أي من قبل الغلب و من بعده
و غير ذلك مما يأتي في مواضعه .
الدرس التاسع :
***************
الممنوع من الصرف
*****************
تعريف :
الاسم الممنوع من الصرف هو الذي لا ينون و يجر بالقتحة نيابة عن الكسرة و يسمى أيضاً الممنوع عن التنوين قال ميخائيل نعيمة بخطاب له :
في العالم اليوم ما لا يحصيه ذكر من الإختراعات و ملايين يطلبون عملاً فلا يجدون الحرب لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع بل في قلوب الناس و أفكارهم أيضاً فهم لو دمروا كل أساطيلهم و سكوا سيوفهم محاريثَ و حولوا ثكناتهم إلى معابدَ و مدارسَ لا ينجون .
**الألفاظ : ملايين - محاريث - معابد - مدارس كلها ممنوعة من الصرف لذلك لا تنون و جاء لفظي معابد و مدارس مجرورتان بالفتح نيابة عن الكسر
الممنوع من الصرف قسمان :
الأول :
ما منع من الصرف لعلة واحدة وله نوعان :
١ - ما كان من الأسماء مختوماً بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة
كقول الشاعر :
أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا
إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
** سلمى : ممنوع من الصرف لانتهائه بألف التأنيث المقصورة
و قوله تعالى :
《 لا تسألوا عن أشياءَ إن تبد لكم تسؤكم 》
( الآية ١٠٥ سورة المائدة )
** أشياء : ممنوعة من الصرف مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسر
و قال زهير بن أبي سلمى :
رايت المنايا خبط عشواءَ من تصب
تمته و من تخطئ يعمر فيهرم
**عشواء : ممنوعة من الصرف مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة بسبب وجود ألف التأنيث الممدودة
ملاحظة : أصل الهمزة ألف ممدودة جاءت للتأنيث بعد ألف زائدة فقلبت همزة لئلا يجتمع ألفان ساكتتان فنضطر لحذف إحداهما و العشواء ناقة لا تبصر فتسير على غير هدى
٢ - ما كان على صيغة منتهى الجموع أي ما كان على وزن مفاعل أو مفاعيل او ما يماثلهما في الوزن نحو : مدارس - دراهم - مصابيح - قناديل - محاريب
و هذا الجمع : هو كل جمع تكسير جاء بعد ألف التكسير فيه حرفان أو ثلاثة أحرف أوسطهما ساكن مثال :
محاريب : جاء بعد الألف ثلاثة أحرف الراء و الياء الساكنة و الباء
قال النابغة الذبياني يمدح ملك الغساسنة :
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم
عصائبُ طير تهتدي بعصائب
جوانحَ قد أيقن أن قبيله
إذا ما التقى الجمعان أول غائب
**عصائب : على وزن فعائل جاء بعد ألف التكسير حرفان
** جوانح : على وزن فواعل جاء بعد ألف التكسير حرفان
و قال الحطيئة مادحاً :
مطاعينُ في الهيجا مكاشيف للدجى
بنى لهم آباؤهم و بنى الجد
**مطاعين - مكاشيف : على وزن مفاعيل جاء بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف اوسطها ساكن
و قال الأستاذ شفيق جبري في مقالة له :
الوطن هو جملة تقاليدَ و أفكارٍ و عواطفَ تجعل أهل البلد الواحد يشعرون أنهم أخوة .
**تقاليد - عواطف : مجروران و علامة جرهما الفتحة نيابة عن الكسرة لأنهما ممنوعان من الصرف جاءتا على صيغة منتهى الجموع .
الدرس العاشر :
***************
القسم الثاني من
الممنوع من الصرف
*****************
ما منع من الصرف لعلتين اثنتين
و له نوعان اسم علم - صفة
اسم علم : يمنع من التنوين و يجر بالفتحة عوضاً عن الكسرة إذا كان :
١ - مؤنثاً زائداً على ثلاثة أحرف كقولنا : تغزل الشعراء بزينبَ و سعادَ
و تحدث التاريخ عن دهاء معاويةَ و فصاحة عائشةَ
**بزينب : اسم مجرور بالباء و علامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لمنعه من الصرف
**سعاد : اسم معطوف على زينب مجرور و علامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لمنعه من الصرف
**معاوية ، عائشة : أسماء مضاف إلى دهاء ، فصاحة مجرورة و علامة جرها الفتحة عوضاً عن الكسرة لمنعها من الصرف
قال كثير عزة :
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر
لعزةَ من أعراضنا ما استحلت
**لعزة : اسم مجرور ممنوع من الصرف .
٢ - أعجمياً زائداً على ثلاثة أحرف كقوله تعالى :
《 و ما كان استغفار ابراهيمَ لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه 》
( الآية ١١٦ سورة التوبة )
فإن كان المؤنث ثلاثة أحرف نحو هند - دعد
او كان العلم الأعجمي ثلاثة أحرف
كقوله تعالى :
《 قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ 》
( الآية ٣٢ سورة العنكبوت )
و قولنا : قص القرآن قصة لوطٍ عليه السلام
**لوطٍ : أسم مضاف إلى قصة مجرور و علامة جره التنوين الكسر الظاهر على آخره
٣ - أن يزاد في آخره الألف و النون كقولنا : تنتهي أنساب العرب إلى قحطانَ و عدنانَ
**قحطانَ و عدنانَ : أسماء علم ممنوعان من الصرف
٤ - أن يكون العلم مركباً مزجياً غير مختوم ب ويه كقولنا :
جاب أبناء حضرموتَ الدنيا بتجارتهم ، و أعجبت الإنسانية بآثار بعلبكَ
**حضرموت ، بعلبك : علمان ممنوعان من الصرف مركبان من مزج كلمتين .
أما إذا جاء المزج مختوماً ب (ويه)
فالأرجح بناؤه على الكسر في كل المواضع كقولنا :
وضع سيبويهِ كتابه الشهير في النحو فأكب العلماء على دراسة كتاب سيبويهِ .
** سيبويه ( الأولى ) : اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل
**سيبويه ( الثانية ) : اسم مبني علر الجر لأنه مضاف إليه .
٥ - أن يكون العلم على وزن الفعل نحو : أحمد - أكثم - يزيد - تغلب
قال الشاعر عبد الصمد بن المعذل :
تكلفني إذلال نفسي لعزها
وهان عليها أن أهان لتكرما

تقول : سل المعروف يحيى بن أكثمٍ
فقلت : سليه ربَّ يحيى بن أكثما
**أكثما : مضاف إليه مجرور
و علامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لمنعه من الصرف والألف لإطلاق الشعر
وقد نونه الشاعر بالشطر الأول للوزن الشعري
٦ - أن يأتي العلم على وزن فُعَل كعمر و زفر و مضر و قزح و زحل
**تنويه : مصر : اسم علم للبلد العربي المعروف كما الأعلام يمنع من الصرف كقول حافظ ابراهيم :
لمصرَ أم لربوع الشام تنتسب
هنا العلا و هناك المجد و الحسب
** لمصر : اسم مجرور باللام و علامة جره الفتحة عوضاً عن الكسرة لمنعه من الصرف
أما ان كنا نقصد بكلمة المصر البلد ( بقعة من الأرض أياً كان مكانها ) فهي ككلمة مدينة أو قرية هنا ليست ممنوعة من الصرف كقوله تعالى :
《..... اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم ... 》
( الآية ٦١ سورة البقرة )
الدرس الحادي عشر :
******************
الصفات الممنوعة من الصرف
*************************
أما الصفات فتمنع من التنوين و تجر بالفتحة نيابة عن الكسرة إن كانت :
١ - على وزن أفعل كأحمر و أبيض و أحسن
قال ابن خفاجة في وصف الجبل :
و أرعن طماح الذؤابة باذخ
يطاول أعنان السماء بغارب
وقال الفرزدق في ذئب لقيه :
و أطلس عسال و ما كان صاحبا
دعوت بناري موهناً فأتاني
**ارعن و أطلس : اسم مجرور برب المحذوفة لفظاً مرفوع تقديراً على أنه مبتدأ و علامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لأنها صفات على وزن أفعل
٢ - أن يزاد في آخرها الألف و النون
كقول إحداهن تصف هجران زوجها لأنها تلد البنات :
ما لأبي حمزة لا يأتينا
يظل في الدار التي تلينا
غضبان ألا نلد البنينا
تالله ماذلك في أيدينا
٣ - أن تأتي الصفة على وزن فعل
كقوله تعالى :
《 فعدة من أيام أخرَ 》
( الآية ١٨٤ سورة البقرة )
*أخر : صفة لأيام مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة للمنع من الصرف
٤ - أن تصاغ الصفة من الأعداد على وزن مفعل أو فعال
كقوله تعالى :
《 الحمد لله فاطر السموات و الأرض جاعل الملائكة أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع 》
( الآية ١ سورة فاطر )
**أولي : مفعول به لجاعل منصوب و علامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
**مثنى و ثلاث و رباع : صفات للمضاف إليه أجنحة مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعها من الصرف .
و قد توسع المترجمون باستعمال هذه الصيغ بالعلوم الحديثة كعلم طبقات الأرض الجيولوجيا
و وصفوا الأشكال الهندسية و تقسيمات وجوهها قالوا : سداسي الوجوه و رباعي الأضلاع نسبة إلى سداس و رباع .
و جميع الأسماء و الصفات التي سبق ذكرها تكون ممنوعة من الصرف إلا في حالتين تجر فيهما بالكسرة على الأصل و هما
١ - إذا اقترنت ب ( ال ) :
كقول الشاعر :
و إذا افترقت إلى الذخائر لم تعد
ذخراً يكون كصالح الأعمال
و قول عنترة :
فشككت بالرمح الأصم ثيابه
ليس الكريم على القنا بمحرم
** الذخائر : على صيغة منتهى الجموع
الأصم : صفة على وزن أفعل
جرتا لاقترانهما ب ال
٢ - إذا جاءت مضافة إلى اسم
بعدها كقوله تعالى :
《 لقد خلقنا الإنسان في أحسنِ تقويم 》
**أحسن : اسم مجرور بحرف الجر في و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
و قد ينون الممنوع من الصرف لضرورة الشعر .
و هكذا انتهت حالات المنع من الصرف و شكراً جزيلاً لحسن إصغائكم .
⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘
لكم أجمل تحياتي
محدثتكم مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي