رائحة الموت // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘رائحة الموت⚘

= = = = = = = = = 

هل هو القدر أم أنها اللامبالاة ، غريبة هي الدنيا بل غريبة هي أحوال البشر هل هي الشجاعة الزائفة أم أنه الإستهتار ؟ 

هيا اسمعوا و احكموا :

كان في طريقه يسير بشارع عام اكتظ بالمارة و السيارات بحارتي الشارع ذهاباً و إياباً و مع كل ما يحيط به من أخطار إلا أنه كان يمسك جواله بيده و باليد الثانية يقوم بالضغط على أزرار الموبايل واضح أنه يقرأ و يرسل الرد تلو الرد و مع شدة اهتمامه لم يأبه لخطر عبور الشارع العريض الذي تفصل بين حارتيه جزيرة متوسطة على طول الشارع و بانهماكه بالرد و مع انتشار رائحة الموت التي لم يشتمها سواه و أثناء عبور الشارع لم تعد رائحة الموت تعبق بالمكان إنما رفرف الموت حين أقبلت سيارة أيضاً صاحبها قد شغلته مكالمته عبر جواله فأرسلت عبق الموت لصاحبنا في شكل ضربة أدت إلى وفاته و غرقه في بركة من دمائه و لكن رائحة الموت لا تزال بالمكان و سيشتمها سائقنا بعد أن ضرب الرجل و أرداه قتيلاً انتبه للخطر فراح يتراجع قليلاً لينعطف إلى شارع فرعي و يزيد سرعته ليتمكن من الهرب لم يكن يدري أنه يشتم رائحة الموت لما رأى نفسه أمام شاحنة كبيرة كانت في الشارع الفرعي و نظرا لقضاء الله تم اصطدام السيارة  مع الشاحنة أدت و بالحال إلى ارتطام رأس سائقنا بشكل قوي بمقود سيارته وبدل أن يهرب من وجه العدالة استقبل الموت الذي اشتم رائحته و هكذا أدى الاستهتار و التغافل و انعدام التقدير إلى نهاية مؤسفة أربكت بقية السيارات و احتشد المارة يتأسفون و قد راعهم منظر الدماء التي ملأت المكان و أدهشتهم هذه الفاجعة المرعبة كيف حدثت و ما هي مسبباتها ؟

إذا نعود هل هو القدر أم أنه ظلمنا لأنفسنا الذي قادنا إلى قدرنا المحتوم  ؟

#مهى سروجي 

تم كتابة القصة على خلفية منظر شاهدته بأم عيني في شارع عام  مكتظ فأحببت أن أنقل خطورة ما رأيته للجميع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي