ذكرى شذية // بقلم المهندسة مهى سروجي

 ⚘ذكرى شذية ⚘

***************

أيا نظرةً من حسراتِ قلبٍ تطلقُها

من وراءِ أنفاسِ أسفٍ بزفراتٍ تُقلقُها

ترى زهوراً ذابلةً ضاعَ أريجُها 

ترى أوراداً جفتْ ضاعَ رونقُها

تناجي و المناجاةُ حديثُ الروحِ 

ترويه بسرِّها لتُبلسِمَ أنينَ الجروحِ

فتبني لها بالخيالِ أتقنَ الصروحِ

لتغردَ فيه ضاحكةً بوجهِها الصبوحِ

فإن هبتْ نسمةُ واقعِها بآيِ الحنانِ

أيقظتْ رقيقَ مشاعِرِها معَ الأمانِ إذا بها زهرةٌ شذيةٌ مُدَغْدِغَةٌ للوجدانِ

تنشرُ أريجَ عطرِها بكلِ زمانٍ و مكانِ

عندَها تنسى أحزانَها دون وجلِ 

تروي حكايةَ النقاءِ دون خجلِ

بنظرةٍ فيها البراءةُ تنطقُ بلا عللِ

ببسمةٍ معَ الأناقةِ تزيحُ الهمَ بلا كللِ

مجنونٌ أيها الثغرُ الباسمُ فيكَ التمني

موكولٌ لقلبٍ دقاتُه لحنُ شعرِ التغني

همسٌ عذبٌ يرضي الفقيرَ قبلَ الغني

له وقعُ سحرٍ بالقلوبِ فتطمئنَ بالأمنِ

ترفعُ يداً تدعو مع إيمانٍ قويٍ بالقضا

و يداً تمسحُ الوجهَ بإكليلٍ منَ الرضا

لتتحولَ ليمامةِ سلامٍ تطيرُ بالفضا

توزعُ بنقائِها البياضَ بجفونِ الغضا

تحلقُ في بساتينِ السعادةِ و الهنا

لتكسبَ وداً تنزع من ذاتها حبَ الأنا

فالحياةُ غدت ضحكةَ قناعةٍ و غنى

بنفسٍ راضيةٍ بشموخِ عزةٍ معَ الثنا

لتحطَ على عتبةِ واقعٍ امتلأ بالشرورِ

أهلوهُ ينتزعونَ كلَّ الآمالِ مع السرورِ

لطفاً لا تُحيلوا الضياءَ  لظلمةِ القبورِ

فعيشُنا مهما طالَ فهو إلى القُصورِ

لنصيرَ ذكرى في تاريخِ أيامٍ يقولُ :

هذا ظالمٌ غاشمٌ مع ظلمِهِ جهولُ

و ذاكَ غبيٌ وآخرَ ذكيٌ لذكائِه أصولُ

فكنْ ذكرى شذاها سباقٌ ماهوَ ملولُ

#مهى سروجي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي