حوار // بقلم المهندسة مهى سروجي

 ⚘حوار⚘

*********
و فتحت باب حواراتي لألتقيكِ يا ليلى بانتظاري ، تطلين عليَّ بجمال طلتكِ التي يشوبها الأسى و الحزن
فهيا بنا ليلى للحوار .
رمقتني بعينيها الحزينتين و قالت :
ألا زلت تعشقين محاورتي ؟
ألا زلت تضعين نقاط تشابهنا في إحدى كفتي ميزان عدلِكِ
و نقاط تباعدنا في الكفة المقابلة ؟
أجبتها :
ليس لهذا أدعوكِ ليلاي للحوار فلن تشغل هذه الأمور بعد اللحظة تفكيري
ردت ليلى : إذا بماذا تريدين محاورتي ؟
جاوبتها : سأطرح عليكِ تساؤلاتي تلك التي شغلتني بالآونة الأحيرة
قالت : هات ما عندك !
قلت :
بالبداية أتخيلُكِ ليلى بيننا فما مصير درب الحب الذي سلكتيه آنفاً في حب قيسكِ هل ستعاودين السير فيه مجدداً أم ستسلكين دروباً بالحياة غيره
قالت : أحسبني ساعيد الكرة كرات عديدة
قلت  : أنتِ قد أخطأتِ الجواب قد زل تفكيرك و ضللت عن عين الصواب
قالت : رويدكِ من أول تساؤلٍ بدأتِ بمهاجمتي
قلت : نعم هو ذاك
قالت : و لمَ هذا الهجوم ؟
قلت  : لأنك عندما ستكونين بيننا ستلتقين بأنثياتٍ كثيرات
أنثى حرموها طفولتها سلبوها ضحكتها قطعوها أشلاء إنها طفلة الحروب التي سرقوا منها كل شيء حتى تمشيط شعر لعبتها رموها في مياتم الحرمان حتى أنسوها معنى الابتسام أدخلوها كهوف الحزن و التشريد
و تلتقين بأنثى النضال تلك التي ترعى و تربي أجيالاً و إن لم تكن أماً تحمل في قلبها عطر العطاء و روح النقاء حنونة كالنسيم العليل رقيقة كعطر الياسمين
و تلتقين بأنثى دمرتها الرذيلة و لاكتها دروب الهوى الرخيص
و أنثى السيطرة التي حملت كل اساليب القمع و الطغيان لتتربع على عرش الظلم و الإستبداد
و أخيراً و ليس بآخر تلتقين بانثى الصمت تلك التي تعيش في ظل الردهات و بين أسطر النسيان تعطي دون أن تطلب مقابلاً ربما التقت بصفاتها بأنثى النضال و الفارق بينهما تألق الأولى من خلال إحساس من حولها بها و صمت الثانية مع ظلم كل من حولها فإن رزقها الله رزقاً حسناً تفتحت العيون و بدت نظرات الشك بها و ليس فقط بالنظرات إنما تحكي شفاههم لتقول لها : أنت سارقة ... أنت كاذبة ...
و يبتغون من وراء هذا نهب ما لديها لأنه ليس من حقها و تعيش طيلة حياتها إما مظلومة مقهورة أو تتدارك أمرها لتحول نفسها إلى أنثى السيطرة فتطرد كل متطاول عليها لكنها تحيا وحيدة ليس لها سوى خالقها و كفى به وكيلا .
فنظرت ليلى و أطالت نظرتها ثم قالت :
تعرضتُ لظلم ذوي القربى و أبعدوني قسراً عن قيس لكني بعد الذي سمعته أناشدك أن تتركيني بين صفحات التاريخ أعاني حرماني لكني أمتلك كياني و ذاتي دعيني أرقد بأمان في أشعار قيس تذكركم بالحب العذري لعلكم تجعلون قصصه نبراس ضياء يرشدكم إلى الحب الحقيقي ليس حب البشر للبشر  إنما حب الذات الإلهية التي بيدها قلوب العالمين تقلبها وفق المشيئة الربانية
و ليعلم الجميع أن الحب عطاء ، نقاء ، و دعوة للبقاء
فتمسكوا به و لا تجعلوا قلوبكم كالصخرة الصماء التي تنكسر عليها الخواطر و تنجرح القلوب
بكل البساطة : كونوا دعاة خير ...
كونوا دعاة خير
من حوارات مهى سروجي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي