قصة المسلمية // بقلم المهندسة مهى سروجي

 قصة المسلمية :

حدثنا والدي رحمه الله أنها قصة قرية المسلمية التابعة لريف حلب  الشهباء هي قصة حقيقية تحمل في  طياتها القوة في الاتحاد و مضاعفة الأجر في الإيثار تقول القصة   :

كانا أخوين الأكبر متزوج و الثاني غير متزوج مات والدهما مخلفاً لهما قطعة أرض مزروعة بالحنطة و كان الأصغر آنذاك ينتظر الموسم كي يتزوج و قبيل وفاة الوالد أوصاهما ألا يفترقا و قاما بالعمل في ارضهما و الإشراف الكامل عليها و جاء موسم الحصاد و بناء على توصية الأب قررا توزيع المحصول بالتساوي فيما بينهما و تم ذلك و وضع كل واحد حصته في مستودع  له و ذهب كل الى منزله كانا يعيشان في منزلين بناهما الاب لكل واحد منهما و ما إن انتصف الليل و شعر الأخ الأكبر بأن أخيه قد نام ذهب خلسة الى مستودعه و أخرج عشرة أكياس من المحصول و اضافهما لحصة أخيه ثم عاد الى منزله سألته عن سبب خروجه فحكى لها  و طلب منها أن تبقي الأمر سراً بينهما قائلاً لها : أخي عنده مسؤولية زواجه و تاسيس منزله فلا بأس أن يأخذ من حصتي ما يعينه 

الزوجة أيضاً إنسانة صالحة باركت الموقف لكن الأخ الأصغر قام قبيل الفجر ليصلي قيام الليل لكنه توجه لمستودعه أخرج منه عشرة أكياس و أضافها لمستودع أخيه قائلاً لنفسه : أنا ليست لدي التزامات في حين أخي صاحب عيال و لديه التزامات فليأخذ حصة أكبر من حصتي و ذهب لمنزله صلى الفجر و نام

في اليوم التالي جاء التاجر الذي يشتري المحصول منهما فأخرج عماله حصة الأخ الأكبر ثم الأصغر و حملوها ليعودوا للتاجر و قالوا له الحصتان متساويتان في عدد الأكياس فانبهر الأخوان و صار يقول كل واحد مستحيل العد خاطئ تعجب التاجر و سألهما : لم أنتما غير موافقين على العدد أليس المفروض لكل منكما النصف ما المشكلة ؟ 

فما كان من الأخ الأكبر الا ان اعترف بما فعل و جاء دور الأصغر ليعترف كيف أعاد الأكياس دون أن يعلم بما فعله أخوه لهذا لما طرح التاجر محصولهما على بقية التجار تم بيعه بمئة أضعاف ثمنه أولا لجودته ثانيا للبركة التي حلت عليه و صار المثل بمئة مثل و مع الأيام صار اسم القرية مثل مية ثم جمعوا الكلمتين بكلمة لتصير مسلمية

#مهى سروجي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي