إنسانية // بقلم المهندسة مهى سروجي

 إنسانية :

*******
حقاً ما أروع الإنسانية حين تتجسد بوقفتها الرائعة لتعلن على لسان أصحابها كيف ترجموا حزنهم على طفل بريء لم يتجاوز الخامسة من عمره حين ضج نبأ سقوطه في بئر عميقة ، كيف خفقت له قلوبنا و جفت ألسنتنا و نحن ندعو له نكتب بأيدينا الأدعية و تبتهل قلوبنا و ترتفع أكف الضراعة في كل أنحاء الوطن العربي أن يكتب له السلامة و النجاة من محنة أذابت القلوب و أدمعت العيون و هي تأمل له أن يصل إلى بر الأمان دونما أية أذية ، رأينا ابن المشرق العربي يدعو و ابن الشمال العربي و كذلك ابن الجنوب ، بصراحة مثل هكذا وقفات عربية أصيلة تشعرنا بأن الدنيا لازال فيها من الخير الكثير ، إنما هناك مفارقة لا أدري إن كانت في نظر الجميع بسيطة تعالوا سوياً نناقش وضع شعب بأكمله أين تعاطفكم إزاء ما حدث في سوريا و الذي لايزال قائماً
أين أنتم و أطفال سوريا في معاناة حقيقية يكابدون التشرد ، الجوع ، الألم
و الأمر ينطبق ليس على الأطفال إنما على الشعب بأسره بعدما كانت سوريا منارة من يقصدها تفتح لهم أبوابها تستقبلهم أروع استقبال الآن صار السوريون و هم أصحاب النخوة ، أهل الكرم و الشجاعة صاروا منبوذين ، مضطهدين في بلاد عربية صاروا لأجل شخص ثارت كرامته بعدما رأى بأم عينه الإهانة و المذلة كان في بلده سوريا إنسانا يشار له بالبنان قد يكون صاحب علم او مهنة شريفة انقلب إلى لاجىء يلقى الذل ما ذنبه إن ضاقت به و بعائلته الحال في بلده إن فقد المنزل و صار تحت خطر القذائف و الصواريخ يطلقها إرهابيون جاؤوا إلى سوريا لهدف وضيع ما ذنبه إن لجأ لكم طالباً قسطاً من الأمن و السكينة أسفي كيف صحت الإنسانية جمعاء من العرب و غير العرب في حالة الطفل البريء رحمه الله و كيف نامت بل ماتت في حالة شعب بأكمله ، هذا الشعب كان يأمل منكم وقفة حق و عدل سواء من هم خارج بلدهم أو من هم بداخلها ممن يتعرضون لنقص شديد حتى بالدواء بسبب حصار خانق مفروض من قبل أعداء الإنسانية جمعاء من الذين يتعاملون من خلال مصالحهم الشخصية فقط و يبيحون لأنفسهم كل السبل حتى غير الشرعية في سبيل السيطرة المطلقة ،
سؤالي أخيراً :
هل ماتت الإنسانية عفواً أقصد نامت لتستيقظ عدة أيام تعلن وجودها ثم تعود إلى مثواها عفواً أقصد مكان نومها أجيبوني يرحمكم الله  .

و مع صحوة العرب في أقصاع الوطن العربي و الوقفة الرائعة لجميع الأخوة في المشرق العربي و مغربها شمالها و جنوبها لمصيبة وقعت في مغربنا العربي و التي أودت بحياة طفل بريء لم يتجاوز الخامسة من عمره و كانت ميتته كأعظم حالة جمعت و ألفت بين قلوب البشرية لذلك نرفع الأكف ترحماً عليك أيها الطفل البريء 

           " ريان " 

لنتذكر أطفال الحجارة بفلسطين ، أطفال سوريا و العراق ، أطفال اليمن و سائر الوطن العربي ، أمنياتنا أن تشمل الصحوة ليس فقط الشعوب العربية بل الحكام في وطننا العربي و تصحو الضمائر التي صدئت من شدة الفساد فراحت في نومة قاربت نومة أهل الكهف ليس بمغزاها إنما بمدتها ،

آن آن لنا جميعاً أن تصحو ضمائرنا و نلم شعث شتاتنا 

و إذا :

اذا المت بوادي النيل نازلة         

باتت لها راسيات الشام تضطرب

كما قالها شاعر النيل حافظ ابراهيم 

#مهى سروجي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي