الأخوة الثلاثة // بقلم المهندسة مهى سروجي

 ⚘الأخوة الثلاثة⚘

*****************

جلست الأم تحكي لأبنائها قصة ابن الملك مع ابنة الراعي فتقول لهم :

طلب الملك من ابنه الوحيد أن يختار زوجة مناسبة له فصار يقيم الولائم و يستدعي بنات الوزراء و الأمراء و ملوك البلاد الصديقة التي بالجوار لكنه لم يصل إلى طلبه و بينما كان يوماً في رحلة صيد يرفه فيها عن نفسه من عناء البحث و التنقيب التقى براعي غنم فطلب منه بعض الحليب ليشرب فقامت ابنة الراعي فحلبت له كمية و سكبتها في كأس و ناولته إياها ما إن رآها حتى دخل حبها إلى قلبه و لما عاد أخبر والده فجاء موكب ليستدعي الراعي وابنته إلى القصر و خطبها لابنه الأمير من أبيها فسأل الراعي ابنته :

هل تقبلين بالأمير زوجاً لك

فأجابت الفتاة : 

و لكن يجب أن يخبرني أولاً إن كان يتقن صنعة أو عملا

تحير الأمير  : و ما حاجتي لما تقولين

ردت الفتاة : إن لم يكن لديك صنعة فلا أقبل بك مطلقاً

و لأنه أحبها وعدها أن يتقن صناعة السجاد و فعلاً تعلمها و تمت الخطوبة و قبيل حفلة الزفاف كان في رحلة صيد فوقع بالأسر هو و من معه أسروه مع جهلهم أنهم الأمير و لم يتمكن الملك معرفة الجهة الآسرة لابنه و في أثناء هذا طلب الأمير أن يحضروا له الخيوط الصوفية لينسج لهم سجادة ستدر عليهم بالخير الوفير إذا باعوها لابنة الراعي  و فعلاً جلبوا له الخيوط و بدأ النسج كما تعلم و كتب عليها عن موقعه و من أسروه و عددهم فلما جاؤوا و قابلوا ابنة الراعي و أعطوها السجادة قالت  لهم : ما أجملها سأقوم بإهدائها للملك فهو يحب مثل هذه الأشياء و سيجزل لكم بالعطاء

و لما اجتمعت بالملك أخبرته أنه مأسور و يطلب النجدة و فعلا ذهبت فرقة من الجيش و تم انقاذه و رده إلى أهله و فرح الأمير أنه سمع مشورة ابنة الراعي بدل أن يبقى كسولاً خاملا لا يتقن عمل شيء و كيف أفادته في انقاذه هو و من معه

و تختتم الأم بنصيحة لأبنائها في أن يتقنوا عملا أو صنعة بدل حالة الكسل التي يعيشونها في اعتمادهم على والدهم فاقتنع الابن الأوسط و عمل بنصيحة أمه بينما رفض الأخوين الأكبر و الأصغر و بعد موت والدهم بعد إفلاسه بسببهما كان الأوسط قد فتح له والده محلا ليمارس صنعته في صياغة الحلي و من خلالها تعرف على ابنة تاجر كبير و تزوجها و صار ثرياً جدا و راح يتصدق على أخويه اللذين عاشا على هذه الصدقة و لم يتمكنا من  الزواج لأنهما لا زالا  يرفضان أي عمل و كانا مثالاً لكل متخاذل كسول .

#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي