اقصوصة واقعية : نصيب // من ملفات المهندسة مهى سروجي

⚘اقصوصة واقعية : نصيب⚘
********************
أحبها من أول لحظة تعرف عليها كان التعارف في إحدى دوائر الدولة حيث كانت تعمل بها إنها فتاة من النوع المميز عندها فراسة بمعرفة من حولها ، في قرارة ذاتها علمت أنه معجب بها و يميل لها ميلاً شديداً إلا أنها لم يكن بإمكانها الإتيان بأي تصرف فهناك جانب من شخصيتها يتسم بالخجل و عدم المقدرة على المصارحة فهي تحترم دينها و حجابها و تحترم أنها من عائلة تربت فيها على الفضيلة و الأدب و السمعة الحسنة فآثرت السكوت و الإنتظار فيما لو أن الله كتب له أن يخطو بإيجابية أو استمر بالتزام الصمت عندها ستدرك أنه إنسان غير ملتزم و ليس لديه من القيم و الخلق القويم ما يجعله يتقدم و بجسارة و شكل رسمي ، ذات يومٍ كان تكلفت بدراسة في عملها و كان يلزم لإتمام هذه الدراسة تحديد البنود المطلوب دراستها فأرسله نائب المدير لإعطائها البنود المطلوبة منها في الدراسة و جاء كان الوقت قبيل موعد الإنصراف و كانت هي و زميلة لها بالغرفة لوحدهما دخل الغرفة و ألقى السلام عليها ثم أتبعه بضحكة غريبة ردت السلام ثم اقترب واقفاً أمام طاولتها و هي تجلس خلفها و صار كالتلميذ الخائف يتحرك بطريقة أوحت لها أنه محتار بأمره طلبت منه أن يوافيها بالبنود فصار كلما ذكر بنداً أتبعه بضحكة و لا زال كبندول الساعة يخطو بخطوة نحو اليمين ثم يعود ثم بخطوة نحو اليسار و يعود و استمر هكذا إلى أن أنهى ذكر البنود و عددها ستة ثم استأذن و انصرف و إذ بزميلتها تقول لها :
ما هذا أهو مجنون ؟ قد أزعجني و لو كنت مكانك أ
إما كنت ألكمه على صدغه كي يقف و يعتدل أو أوبخه و أطلب منه أن يقف كما يجب .
بعد أيام حدث أن انتقل إلى قسم آخر و ما هي فترة و يعلن خطبته على إحدى الموظفات معه بالقسم الجديد هي اعتبرت أنها أخطأت في فراستها إلا أنها بالصدفة انتقلت لذلك القسم بعد أن تركه هو و زوجته باعتبار أن فترة الخطوبة كانت قصيرة جداً و تم زواجهما ، و بإحدى المرات كان بينها و بين إحدى الموظفات بالقسم الجديد حديث و إذ تخبرها أنه يوجد من كان يحبها إلا أنه لم يتقدم بسبب الخوف لم تقل طبعاً من يكون ، ثم تأتي على ذكر قصته و كيف تعرف بزوجته و صارحها فالمسألة بدت واضحة أمامها علمت بقرارة نفسها أنه المقصود ، و راحت الأيام ليلتقيها في مقر النقابة التي تتبع لها بعد أن استقالت من وظيفتها و امتهنت عملاً حراً مستقلاً لما رآها ألقى السلام عليها و راح يستفسر عنها ما جعلها تجزم أنه كان يميل لها فأكثر من مرة ذكر أنها القسمة علماً أن زوجته انسانة جيدة بل و رائعة و ذكر لها بسياق الحديث أنها تكبره وقد رزقا بطفلة و بعد كل عبارة يقول حسبي الله ، لم تجب سوى بعبارة : وفقكما الله استأذنت منصرفة و هي تحدث نفسها : لا معنى لأي كلام فمشيئة الله هي ما سيكون و أهم مانقول في كل الأحوال : الحمد لله .
من ملفات
 #مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي