قصة شهد و عائلتها // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘قصة شهد و عائلتها⚘
********************
في بداية الأحداث في سنة اثنتي عشرة بعد الألفين لما عصفت بمدينة حلب الشهباء عواصف القذائف حينها توشحها السواد من شدة الحزن ، مع هذا كانت الأم و الأب يظللان على أبنائهم الثلاثة الصغرى شهد ابنة العشر سنوات طفلةٌ بريئةُ في عمر برعم الزهر الشذي حلوة الطلة شقراء الشعر لها بسمة تذوب على شفتيها كالعسل
و أختها وعد ابنة الثانية عشر و أخوهما سعد الفتى اليافع ابن الرابعة عشر سنة .
و كلما سمعوا صوت انفجار يحتضنونهم ليمتصوا خوفهم و في كل آونة يبتهلون إلى الله : رباه الأمن و الأمان .
لكن الأحداث تصاعدت إلى ان أتى ذلك اليوم المشؤوم عندما كانت طفلتنا تلاعب لعبتها الصغيرة لما دوى ذلك الانفجار و كأنها لم تعد ترى شيئاً صرخت نادت : ماما بابا و لا أحد يجيب فجأة رأت نفسها بين أنقاض مبنى كان يضم عائلتها و عوائل أخرى و تحول إلى أكوامٍ من الحجارة رأت بعينيها الدماء هنا و هناك رأت أشلاء و أيادياً مقطوعة كأن الجميع قد مات و اختفى .
راعها هول المظهر و هاهي سيارات الإسعاف تتوافد و الفرق المنقذة تحاول رفع الأنقاض ليرصدوا إن كان يوجد ناجون بعد هذه الضربة القوية التي تلقاها المبنى ليتحول إلى أكوامٍ من الحجارة .
لمحوها جالسة تستند إلى بقايا حائط ترتعد من خوفها تبكي وصلوا إليها حملوها وضعوها بإحدى السيارات ليفحصها الفريق الطبي المرافق إنها سليمة و الحمد لله هكذا قال رئيس الفريق غير بعض الكدمات ثم راح يسألها عن اسمها و ابنة من و هي تجيب و بقايا الدموع في عينيها جلبوا لها لفافة لتأكلها يقول أحد أعضاء الفريق :
سبحان الذي خلقها ما أحلاها من طفلة أسأل الله ان نلقى أفراد عائلتها سالمين .
و استمر البحث عن الناجين بين أنقاض المبنى الذي تلقى أعنف ضربة أودت به و حولته إلى بقايا مبنى مع أكوام من الحجارة .
بعدها حضرت الخالة لإستلامها و قد أخبرتهم هي عنها سألتهم فيما إذا تم إنتشال ناجين تحت الأنقاض وإن كان بينهم أحد أفراد عائلة أختها و قد جلبت معها بناء على طلبهم صورة لعائلة أختها أخذ الشرطي منها الصورة تفحص الوجوه ثم قال :
للأسف هناك جثة رجل يشبه زوج أختك إذا كان هناك من يتعرف على أشلائه .
سأخبر أحدا من طرفه هكذا أجابت الشرطي ،
ثم أخذت ابنة أختها لتعيش معها ضمن أسرتها هي وزوجها و ابنتاها الصغرى بنفس عمر بطلتنا شهد أسمتها حلا لشدة حلاوتها كانتا تشبهان بعضهما .
المفارقة أن العائلة ككل كان مزمعاً أن تتوجه للسكن مع جدتها لأبيها وقتها جمعت أمها الأوراق الثبوتية الهامة مع سند تمليك البيت و المبلغ المتواضع المدخر لأوقات أزمة طارئة مع بعض الملابس لكل فرد من العائلة مع بعض البطانيات و الوسائد في حقيبة سفرٍ كبيرة و كذلك جمعت بعض الأثريات مع كمية من أدوات المطبخ كطقم فناجين الشاي و القهوة مما غلا ثمنه و مجموعة من الصحون الزجاجية و قدر و مقلاة للطبخ و ما إلى ذلك وضعتها بصندوق و أودعت الحقيبة و الصندوق عند والدتها .
بطلتنا كانت بالصف الخامس
و أيضا حلا كانتا صديقتين
و ببليغ الأسف صارت خالتها تعاملها بقسوة شديدة منذ الصباح الباكر تطلب منها تنظيف الأراضي و ترتيب الأشياء في العاشرة و نراها تقف على كرسي لتصل إلى المجلى فتنظف الصحون و كاسات الشاي و حتى قدور الطهي كانت ترجو خالتها أن تأخذ قسطاً من الراحة فتعنفها و تهددها ان تكسر لعبتها الوحيدة التي كانت بصحبتها و التي تعتبرها من رائحة الغوالي فترضخ و تسكت و اقترب العام الدراسي فسألت خالتها : إلى أي مدرسة ساذهب للدراسة ضحكت الخالة بوحشية و من قال أنك ستذهبين أنت ستبقين معي تساعديني أنت شطورة بشغل البيت كانت بالليل تنام في غرفة ابنتي خالتها و لكن على بطانية تمدها على الارض و في اول يوم دراسي ذهبت ابنة الخالة إلى المدرسة و لما عادت لحقت بها رجتها أن تطلب من أمها كي تسمح لها بالذهاب معها حزنت ابنة الخالة و اقتربت منها : أنت صديقتي و لكن امي لن ترضى تعالي نتفق على شيء تنهين ما تطلبه منك و لما أعود اقول لها ستبقى معي لمساعدتي عندها سأشرح لك ما تعلمته و انت لا تقولي هذا أمام أمي و هكذا حتى تنتهي السنة لعل أمي ترأف بحالك و اتفقت الصغيرتان و تعاهدتا على ذلك
فصارت تستيقظ باكرا ترتب و تنظف الأرض ثم المطبخ و تفعل كل ما تطلبه خالتها و لما تحضر ابنة الخالة و يتناولون الطعام تطلب من أمها أن تسمح لها بمرافقتها لأنها معتادة عليها تقبل الخالة و تقول أمري إلى الله سارفع الأطباق و أنظفها هي في قرارة نفسها تعرف حجم العمل الذي تقوم به المسكينة .
رغم تعبها تصغي باهتمام لما تقوله ابنة خالتها فتحفظ كل كلمة و مشت الأيام على هذا النسق
كانت الصغيرتان خير نموذج للصداقة باسمى معانيها و حتى ابنة خالتها الثانية لما علمت ما اتفقتا عليه آزرتهما و أبدت استعداداً في تقديم أية مساعدة ، و ذهبت إلى أبيها تحدثه أن ترأف أمها بحال ابنة خالتها .
زوج الخالة رجل طيب القلب لكنه لا يستطيع أن يخالف زوجته قال لابنته : يا ابنتي أمك شديدة القسوة و قد تحدثت معها بهذا الموضوع فردت : أنا أدرى بمصلحة ابنة أختي .
لا أدري لو علمت جدتكم بهذا الأمر هل سيهون عليها كل هذا التعذيب لابنة ابنتها هي وافقت على أن تجلس معنا لأننا لدينا فقط أنت و أختك أما عندها فبيتها صغير يقاسمها العيش خالكم و عنده ثلاثة من الذكور .
تقول له : على الأقل تقبل بذهابها الى المدرسة إنها ذكية و مجدة جداً .
قال لها : حاولت لكنها امتنعت قالت لي و ما الفائدة لذهابها سأقوم بتزويجها فور بلوغها الخامسة عشر سنة لابد أن نجد لها زوجاً غنياً فالطبقة الغنية تعشق الجميلات .
حزنت ابنة الخالة و ذكرت لأبيها أن يقدم لها العون سألها : كيف ؟
قالت : نعلمها نحن هنا بالبيت فقط اجلب لها دفاتراً وأقلاماً كي تكتب عليها و لا تخبر أمي بذلك يبقى هذا سر بيننا .
وافق و مشى الحال هكذا و المسكينة تعمل من الصباح الباكر بلا كلل منتظرة بشغف حضور صديقتها لتنال أقساطاً من العلم و انتهت السنة الدراسية و نجحت بتفوق مع ابنتي خالتها .
إنهن النموذج الجميل للصداقة حتى النوم ما عادت تنام مفترشة الأرض إنما بجانب إحدى ابنتي خالتها رغم أن سريرهما صغير تتقاسماه معها عند كل واحدة بالتناوب .
بعد مرور ما يقارب ثلاثة سنوات صارت ثلاثتهم من أجمل الصبايا و قد وضعوا أقدامهن على بداية الصبا كان ذلك لما أنهتا الصف الثاني الإعدادي بتفوق منقطع النظير و هما في العطلة الصيفية التي تفصلهما عن الشهادة الإعدادية و لازالت الخالة على عنادها بألا تسجلها مع قوائم المتقدمين للشهادة .
و ما زاد الطين بلة أن تقدمت لها إحدى العائلات تخطبها لابنها المدلل بكت المسكينة كثيرا و بكت معها صديقتيها الوحيدتين و زاد انفعال زوج الخالة فعلا صوته مهدداً أنه سيخبر الجدة و الخال بذلك فضحكت الخالة قائلة : هذا العريس قد جلبه أخي لابنة أختي إنه صديق ابنه و أما عن أمي فسيسكتها أخي و يشرح لها أنه الزوج الأمثل لشهد
هدد أن يخبر جدتها لأبيها فأجابته : هي بعد فقد ابنها و انقطاع معرفتها بمصير بقية العائلة انهارت و أصابها شلل أفقدها المشي و معها الآن ابنتها الكبرى ترعاها بعد فقدها زوجها و من الممكن اذا رأت شهداً أن تطمع بتزويجها لابنها الوحيد و تكون عروسة جميلة و رخيصة أصلا من أهل والدها لم نعد نعلم أي أرض تقلهم و أي سماء تظلهم فقط عمتها الفقيرة الآن تعيش مع أمها المريضة بهذا ستتحول شهد لخادمة لدى عمتها و جدتها فأنصحك ألا تفعل هذا ،
صحيح أني قسوت عليها إلا أني الآن أبحث عما يريحها .
سكت زوج الخالة على أمل أن يلقى الحل الأمثل كي لا يضيع مستقبل شهدنا هذه .
و حضر العريس مع أهله لرؤيتها و تمت الخطوبة وسط دموع شهد الغوالي و تهديدات الخالة المتسلطة كان يكفي أن تهدد بتحطيم لعبتها التي تربطها بأغلى الغوالي لتُسْكِتَ بكاءها وتنفرد في الغرفة وقت صلاتها تجلس على سجادتها بعد الصلاة تبتهل وهي تبكي ضارعة إلى الله أن يكون معها بعد صبرها على فقدان الأب و جهل مصير البقية كل ما تذكره أن امها ذهبت مع أختها وأخيها في الصباح لتوصل أخاها ليقدم آخر يوم في امتحان الشهادة الاعدادية و تجلب جلاء أختها من مدرستها كما رافقتها وأحضرت جلاءها قبيل ذلك اليوم ثم تنتظر ابنها حتى يفرغ و تعود أدراجها لتلم بقية أشيائها ليغادروا البيت فالمنطقة غير آمنة من غدر الإرهاب .
مع أنه تم نقل كل ما يحتاجونه إلى بيت جدتهم لأبيهم كونها كانت تعيش بمفردها و كان يعولها هو و أخوه اما اخته فهي فقيرة الحال مع زوجها المريض وابنها الوحيد .
و بعد تضرعها وسط دموعها و هي تهم بمغادرة الغرفة حضر زوج خالتها ربت على كتفها قائلا بصوت منخفض : سأذهب و أتحدث مع والد العريس كي يصرفوا النظر عن زواج ابنهم منك سأحاول اقناعه بعدم المساهمة في قتل طموح انسانة يتيمة فقدت كل شيء .
انتابها الفرح و لكن حدث ما أنساها كل همومها دق جرس الباب و راحت ترى من الطارق جاءها من خلف الباب صوتٌ تعشقه إنه صوت أمها فتحت على عجالة لترى نفسها أمام أمها و أختها و أخيها رمت بنفسها في حضن أمها و انهمرت دموعها .
دهشت الخالة و كذلك زوجها و هرع الجميع ملتفين حول الأم و أبنائها
ماهذا أين كنت طيلة هذه الفترة ؟
هكذا بدأت الخالة الكلام بعد السلام
و تحدثت الأم : بعد استلامي جلاء وعد وقفت أنتظر ابني ثم نتوجه كلنا إلى بيت حماتي بعد أن نقلنا كل حوائحنا و رتبنا البيت كان فقط انتظارنا أن ينهي سعد امتحانه وقتها مع خروج سعد من المدرسة وإذ بصوت انفجار مريع ما عرفت مصدره ضممت ابني و بنتي ثم أسرعنا المشي و عند مشارف شارع بيتنا كأن الحجارة تتطاير و كانت قوة من الجيش منعتنا من الاقتراب أكثر لقد رأيت مبنانا صار بقايا مبنى رأيت شرفة البيت معظمها متهدم ما لفت نظري زوجي كيف سقطت كتلة من الطوابق العليا شاهدته يهوي منظر مريع صرخت لهوله و وقعت مغشياً علي لما أفقت سألت أين نحن أجابت جارة لي بالحارة كنت أخشاها لان سيرتها غير محمودة :
في تركيا
..... و كيف حدث هذا ماذا جرى لي ؟
..... مرت سيارتنا فوجدناك مرمية على الأرض و الولدان يبكيان في حالة ذعر شديد حملناك إلى السيارة لأننا كنا متوجهين للسفر إلى تركيأ لم يكن لدينا وقت لأي تفكير أصلاً سفرنا كان عن طريق البر صار من الصعب المكوث بحارتنا
عبرنا الحدود بفضلك كنت مغشياً عليك و الولدين يبكيان قلنا معنا حالة إسعاف فحصوك و وضعوا لك سيروماً و سمحوا لنا أن ندخل تركيا
جلسنا في غرفة معهم و كانت أحوالهم غريبة كانوا من تجار الرقيق عرضوا علي أن أعمل كغانية في ملهى ليلي يمتلكونه على أن أقوم بإرضاء نزوات الزبائن مهما كانت جنسياتهم رفضت بشدة قلت لهم : أنا امرأة أخاف الله و هذا عمل حرمه الله
سخروا و صاروا يتضاحكون
ما هذا الشرف الذي تتحدثين عنه و التقوى و الدين
يا ماما هذه أمور أكل الزمان عليها و شرب
لم ارضخ هددوني بقتل الطفلين خفت على أولادي قلت لهم سأفكر أعطوني مهلة كي أنسى ما جرى لي .
كان كل تفكيري أن اجد فيهم من يتعاطف معي و يؤازرني كان عندهم جار من أصول عربية يصعد دائماً ليطلب منهم خفض صوت الموسيقا و إلا سيشكوهم لما رأته من العين السحرية طلبت مني أن أفتح الباب و أقول له : أمرك حاضر
و دخلت غرفتها هنا أسرعت إلى قصاصة ورقٍ و القلم الموجود جانب جهاز الهاتف كتبت له على عجالة : أنجدني أنا بورطة سأكتب لك كل شيء و بعد ساعة تحضر لأي سبب فأعطيك الورقة متمنية أن تساعدني و لك الأجر و الثواب .
فتحت الباب فعلا طلب إخفاض الصوت بلكنة مغاربية أعطيته القصاصة و رجوته أن يقرأها بالهمس اخذها و انصرف و بعد ساعة أرسل ابنه الصغير بحجة جلب غرض وقع على شرفتنا فصاحت بي أعطه ما يريد فهمت أنها خطة ليقرأ ما كتبته و تفهم الرجل الموقف و بعد يومين كدت أفقد الأمل و قد شارفت المهلة التي منحوني إياها على الإنتهاء حضر الجار الطيب استغربت هي ما كانت أصوات الموسيقى عالية قالت له : خيراً
قال : اريد منكم طلباً اريد خادمة حسناء تخدمنا و تخدمني في أوقات خاصة و غمز بعينه بطريقة كأنه يقول : فهمكم كفاية
قالت له : لم أفهم أوضح لي
قال : سأعطيكم مبلغاً كبيراً مقابل تأمين خادمة شريطة أن تكون حسناء و همس لها مثل التي فتحت لي الباب لا أخفيك زوجتي تسافر كثيراً و تغيب عن البيت و أنا أشتهي أن أقضي وقتاً ممتعاً مع انسانة تخلص لي كعشيق و أمام زوجتي تعاملني كسيد
أجابته : و هل ستنطلي هذه القصة على زوجتك اللهم إلا إذا كانت معتوهة
قال لها : بل ستنطلي لأن زوجتي عمياء إن طلبت مني وصفها فسأقول لها قبيحة جداً
.... ما هذا الهراء لعل أحد أولادك أو الزائرين شرح لها أنها آية بالجمال
.... أنا ليس عندي أولاد و لا يزورني أحد فنحن من المغرب و عملي كله أنجزه بمكتبي أو عن طريق الهاتف و أنا غني جداً
.... و أولادها لديها بنت و صبي
.... إذا أسعدتني فسأقوم على تربيتهما و تعليمهما و إلا فسأجعل من الصبي خادماً و أستغني عن الخادم الذي ارسلته لكم ليحضر الأغراض التي وقعت عندكم قبل يومين
اقتنعت و فاوضته على المبلغ مع أنه كبير دفعه و اقتادني مع أولادي تعرفت على زوجته لم تكن عمياء كما قال أعطوني غرفة و سألني ماذا أنوي فعله طلبت منه أن أعود إلى بلدي حلب قال : حسناً سأسأل لك عسى يكون خيراً الآن اذهبي و ارتاحي يا بنيتي
شكرته جزيل الشكر و صرت أعمل عنده بالبيت قلت لنفسي أعمل لقاء ما دفعه لأجل إنقاذي و هو يسأل و يسأل و مرت السنوات الثلاثة كان خلالها قد انتقل الى منزل جديد حتى ينهي علاقته بجيرانه قال لي مرة : المبنى كله موبوء سأغيره حتى لا يساوموني عليك
و ذات يوم حضر مستبشراً قد انحلت مشكلتك يا ابنتي
لقيت أشخاصاً سيوصلونك إلى حلب على أنك زوجتي الحلبية و تريدين زيارة أهلك أخبروني أنهم يوصلونك مع أولادك و لكنهم غير مسؤولين عن إرجاعك قبلت قالوا الدفع مقدماً فدفعت لهم : احزمي أشياءك لتذهبي معهم غداً من الصباح الباكر .
وصلت إلى حلب مع مخاطر الطريق و متاعبه و الخوف أن نلقى من المنظمات الارهابية كالدواعش مثلاً فتبوء مساعينا بالخيبة و الفشل كنت طول الطريق أغطي وجهي بالطريقة المغربية حتى لا يلفت نظرهم جمال وجهي
قبل اسبوع وصلت إلى هنا رحت عتد حماتي لأراها مشلولة على كرسي تركت الأولاد عندها و فتشت على بيت صغير و توجهت إلى الرجل الذي قال لي عنه كان قد أوصاه بي أوكل لي عملاّ في محل للألبسة الجاهزة مقابل مرتب مناسب و أعطاني غرفة على سطح مبنى بيته مع منافعها واعتبر آجاره جزء من أجرتي رحت لحماتي أخبرها و أحضر من عندها أشيائي صارت ابنتها تمنعني و أخيراً و مع تهديد أمها رضخت نقلت أغراضي و ذهبت البارحة عند أمي لأراها تخبرني أن ابنتي شهد عندكم كم كانت فرحتي أنا و أبنائي أننا سنجتمع بعد هذا الفراق و الآن سآخذها مع ودائعي عند أمي لألُمَّ شمل عائلتي أربيهم كما لو كان زوجي رحمه الله يعيش معنا و اغرورقت عيناها بالدموع ثم أخذت أبناءها و أغراضها لتبدأ من غرفتها مشوار بناء أسرتها بالمحبة و الود و الرحمة
و الآن في سنة عشرين بعد الألفين شهدنا هذه صبية في السنة الأولى بالطب البشري مع صديقتها الصدوق أبنة خالتها حلا و أختها وعد بالسنة الثالثة بينما أخوها سعد هو على أعتاب تخرجه من كلية الهندسة المعلوماتية .
#مهى سروجي
( القصة من خيالي المطلق أرجو أن تنال إعجابكم ).
لكم تحياتي و تقديري
تعليقات
إرسال تعليق