قصة التدبيك // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘قصة التدبيك⚘ ****************** لما كنت في الصف السادس كنا نصطف لتحية العلم و تأتي الصفوف متسلسلة تبدأ بالسادس شعبة ثانية ثم شعبة أولى فالخامس ثم الرابع و هكذا بأحد الأيام و كان شديد البرودة و بعد تحية العلم بدأت المعلمة بالاشارة لطالبات الصف السادس الشعبة الثانية بالذهاب الى صفهم ثم جاء دورتا كنا نحن بالطليعة و صعدنا الدرج و لما وصلت الطالبات اللواتي يقفن آخر الصف و هن من طوال القامة و كان عددهن لا يقل عن ستة صرن يصعدن و يضربن الارض بأقدامهن كأنهن يدبكن تدبيكاً رج الصوت رجاً سمعته المديرة وكانت بغاية الانتظام و الدقة فطلبت من المعلمات السكوت حتى يفرغن من اصعاد باقي الطالبات لصفوفهن ثم طلبت من معلمة الرياضة أن تنزلنا إلى الباحة و كل طالبة بلا استثناء تضربها على كل يد ضربتين من العصا قالت لها بالحرف الواحد : أريد سماع بكائهن لعندي مثلما سمعت صوت تدبيكهن أريد أن تنفر الدمعة من عيونهن من الألم حتى تكون لهن العقوبة رادعة فلا يعدن لمثل ما فعلن و ذهبت الى غرفة الادارة كنت أنا أولهن يا ويلي و كانت يديَّ مجمدتين من البرد و لم يسبق لي أن نلت عقوبة قبل هذا الوقت و جاءني الفرج اقتربت مني معلمة الرياضة و وشوشتني : سأرفع العصا ثم أمثل اني اضربك و لكني سأمسح على كفك مسحاً فأنا اعلم أنك بريئة و لكنك تظاهري بالبكاء و كأنك تتألمين و فعلاً رفعت يدها بالعصا متظاهرة أنها ستضربني و نجوت و كانت بعض الطالبات ممن جاءهم العقاب قوياً من أول ضربة و الدمع ملأ وجهها ناهيك عن الألم الذي كان واضحاً عليها و بعد انتهاء معاقبتنا صعدنا الدرج الى صفنا و لما دخلت المعلمة طلبت منهن السكوت و قالت لنا هذا جزاء الهمجية في المشي . من ملفاتي #مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي