التفريط و الإهمال // قصة بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘التفريط و الإهمال ⚘
********************
نشأ شاباً وسيماً جميلاً تعشقه الصبايا و تتعلق قلوبهن به حتى رائحة عطره إذا مر بمكان تبقى ملازمة المكان و لما بلغ من العمر خمس و عشرون عاماً و كان مدللاً جداً فهو وحيد أبويه و أبوه من الأثرياء فأي هم له إن بالغ في تدليل وحيده
بهذه الأثناء تعرف بمجموعة شبان مثله في الاستهتار فأهمل دراسته و هجر كليته التي كان فيها يأخذ السنة بسنتين و يا ليته اكتفى بهذا إنما راح معهم فعلموه أن يرتاد موائد القمار و والده يكاد لا يعرف عنه شيئاً إلا كلمة أعطني و هو لا يبخل و لا يرفض له طلباً لكنه مع الأسف الشديد انتبه بعد فوات الأوان عندما طلب منه مبلغاً خيالياً و رأى وجهه يكسوه الذبول و الاصفرار هجر الولد أناقته و عطره و راح يصرف كل ما يصل إليه من نقود على موائد القمار و كاسات الخمور و زاد الإهمال كثيراً لدرجة صار دائناً بمبلغ خيالي عندما رآه مصفراً هزيلاً تبدلت رائحة عطوره برائحة الخمور راح يستجوبه و الولد يتلعثم بإجاباته إلى أن أصابه إغماء مفاجئ فوقع مغمى عليه نقله إلى المستشفى ليراه قد أصابه الوباء من تصرفاته المستهترة و إهماله و صار الأب يبكي بحرقة و يدعو بلهفة أن يشافي وحيده الذي هو الآخر أهمل تربيته و أهمل مراقبته حتى خسر مستقبله و أخلاقياته و الأخطر أن يخسر الآن حياته و راح يتصدق و يطلب ممن يتصدق عليهم أن يدعو لولده الوحيد أن يشافيه الله و مضت أيام من أصعب و اسود الأيام عليه و أخيراً و بعد ان رجع إلى طريق الحق و قدم الكثير من التبرعات بدأ الولد يتماثل للشفاء هو الآخر و بعد آلامه و عذاباته التجأ إلى الله و أعلن توبته و لازم الإستغفار و ذِكْرَ الله فشافاه الله و عاد إلى بيته سليماً لكنه هزيل و استقبله والداه و هما يبكيان من الفرح و بدأت الأم سلسلة تغذيته بشكل جيد و صار يرافق والده إلى عمله و الآن يعمل بجدية و أعاد وسامته و أناقته و بوقت قصير تعلم من أبيه الكثير من اسرار نجاحه بعمله و عادت السعادة ترفرف بسماء هذا الشاب عندما تمت خطوبته على ابنة صديق والده و دامت أفراحكم جميعاً
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق