بين الغياب و الهجر // بقلم المهندسة مهى سروجي

⚘بين الغياب و الهجر⚘

**********************

و تساءلوا : أي فرق بين الغياب و الهجر ؟

أجبتهم الفرق شاسع كبعد السماء عن الأرض

و كيف ذلك ؟ 

سنرى معاً : 

الهجر يعني الترك و الإبتعاد و الهجر يأتي مصحوباً بالألم بالعذاب و لنستعرض نماذجاً للهجر معاً :

١ - أصعب و أخطر أنواعه أن يهجر الإنسان دينه و تعاليم الإسلام و هنا سيظهر أمامه مبدأ إن لم تستحِ فافعل ماشئت .

٢ - أن يهجر الإنسان والديه كليهما أو أحدهما هنا سيكون تحت طائلة عقوق الوالدين و سيناله عقاب الله بالدنيا و الآخرة إن لم يتب و يثب إلى رشده .

٣ - هجران الإنسان لأرحامه فلا يسأل عن أخت أو عمة أو خالة و هنا سيحضرنا حديث رسولنا عليه الصلاة و السلام

رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ” رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

٤ - أن يهجر حبيب حبيبه و غالباً ما يصحب هذا الهجر كسراً لخاطر المهجور و يترك أثراً في الروح قبل القلب و المؤسف لو كان مدعياً للحب تمشياً مع مصلحة أو تسلية يبتغيها هنا يتحول هذا الإنسان إلى صخر جلمودي يتبع هواه و الأنا التي يمجدها .

٥ - و كل هذه الأنواع ستجعله ممن يهجرون أوطانهم بلا وازع و لا رادع .

و لننتقل إلى الغياب و له أيضاً أنواع : 

١ - أصعب أنواعه غياب بسبب انتهاء الأجل لقريب أو حبيب 

و هذا لا ناقة لنا فيه و لا جمل و تبقى لنا ذكراهم التي لا تمحى .

٢ - بتغيب الإنسان عن بلاده لدراسة أو عمل فإذا كان تغيبه سيفصله عن بلده و أصوله العائلية فهنا سيتحول إلى هجر و تحجر وقسوة .

٣ - غياب بسبب سفر لفترة وجيزة عن الأهل بسبب ظروف عملٍ ، أو بسبب ما مر بنا من ظروف في وطننا العربي جعل العديد من العوائل يرحلون طلباً للأمان بسبب الإرهاب و جرائم العنف المرافقة سيرافق هذا الغياب اشتياق و لوعة و حنين .

٤ - غياب عن حبيب يرافقه شوق أو يتحول مع الأيام إلى هجر و الغائب عن العين غائب عن القلب كما بعضهم يقول .

٥ - زبدة القول أن الغياب اشمل من الهجر و بعض أنواعه قد يتحول إلى هجران و الهجر كله ألم و قسوة فإذا كان تهجيراً بالإرغام فسيصحبه القهر و الحرمان .

أبعد الله عنا هجر الحرمان و أعاذنا من غياب أبدي تتحرق منه الأكباد و يبقى الله هو خير حافظاً و هو أرحم الراحمين .

أختكم بنور الله : 

#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي