جولات // بقلم المهندسة مهى سروجي

 💐جولات💐

★★★★★★

الجولة الأولى :

==========

لاحت أمامي فكرة تراقصت فوق تلافيف الدماغ فاحتار المخ هل ينفذها أم يدعها تتلاشى بلامبالاة 

تداولها في غضون دقائق قليلة ثم أصدر أوامره بالتنفيذ الفوري بعدما أيقن بفعاليتها ، الفكرة كانت أن يستدعي من كتب التاريخ شخصيات نسائية يحاورها ، 

فمن كتب الغزل أختار الأميرة المدللة ولادة بنت المستكفي و الصديقة ليلى حبيبة قيس ،

و من كتب الشعر أختار ذات البصمة الخالدة الخنساء 

من كتب الأدب أختار مي زيادة

من كتب التاريخ أختار الملكة زنوبيا و الملكة كليوباترة

من كتب المقاومة أختار نسيبة المازنية و أختار جميلة بوحيرد

و أخيرا و أهم الشخصيات من كتب الدين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و السيدة مريم العذراء ،

و سأفتح معهن باب الحوار من خلال تساؤلات لكل واحدة منهن و لننطلق باتجاه الجولة الثانية 

الجولة الثانية

========

اليوم سيبدأ انطلاقنا هكذا أعلن الدماغ و أصدر بهذا الأوامر ،

نادى القلب : هلم أحضروا أميرتنا ولادة للمحاورة 

و ما إن سمعت ليلى هذا النداء وقفت حائرة تقول : 

حتى هنا في هذا المحفل الأدبي تمييز ألأنها أميرة ناديتها 

يا قلب يا مقر التعقل و الأناة يا صاحب الصبر و الثبات 

نظر القلب إليها نظرة الود :

أي صديقتي قد أعلنت صداقتك منذ القدم لكن لا تلوميني ما ناديتها لأنها أميرة ، بل لأني ما أردت أن تنتابها الغيرة و يتملكها الغرور و لها في هذا سابق عهد فترفض محاورتي 

تقول ليلى : 

أحتى بعد الموت يبقى التعالي ؟

نحن في عالم الأموات في تساوي 

يجيب القلب : 

أي بنية أما سمعت حين جاء الموت أبا جهل أعلن بملء فيه غرورا أنه خصم لدود حتى بعد الموت ، إنها ولادة تخلت عن حب من تحب لأجل أنه غازل جارية لها كان هدفه إثارة غيرتها ليس إلا ،

أما أنت فصديقتي التي كنت أسعى إليها بين حين و ٱخر ، فلا تلوميني

تقول ليلى : حسناً يا صديقي

و بعد لأي حضرت ولادتنا و هي تقول :

هل بدأت محاكمتي ؟ 

القلب : لا بل بدأت محادثتك

يا ولادة كيف لك أن تصفي عشقك لابن زيدون هل كان فيه الإخلاص و الوفاء ؟

ولادة : أخلصت له و هل يمكن لأنثى أحبت ألا تكون صادقة في حبها و لكني كنت لا أريد تجاوز كرامتي و لا أن أضعها في مهب الضياع انتصارا للحب كانت فكرتي أن الحب عليه أن يدعم الكرامة و يقويها لا أن يهينها و يلغيها ،

القلب : أخبرينا كيف امتهن ابن زيدون كرامة حبك له ؟

ولادة : راح يغازل جارية لي و يمدح صوتها و طلب منها أن تعيد الغناء فأصابتني الغيرة و قمت إليها و ضربتها

و قلت له :

لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا

لم تهوٓ جاريتي ولم تتخيري


و تركت غصنا مثمرا بجماله

و جنحت للغصن الذي لم يثمر


و لقد علمت بأنني بدر السما

لكن دهيت لشقوتي بالمشتري 

و بهذا لم تسمح كرامتي أن أسامحه و افترقنا إلى نهاية العمر .

القلب :

لا أدري إن كان ما صار هو الصواب

أم قدر كتبه الله كان دونه العتاب

ولادة انعمي بالكرامة و إن طال الغياب

تخيرتِ طريق الذهاب تاه عنك الإياب


و إلى جولة ثالثة ألتقيكم على الأمن و السلام

الجولة الثالثة 

==========

و نادى القلب : إليك ليلى هلمي إلينا

تجيب ليلى و الثغر مبتسم :

أتيتك صديقي ، و كان كتاب أشعار قيس مفتوحاً فأطل قيس حائر العينين :

ليلى هل بعد الموت انطفأ وهج الحب ؟

ترد ليلى : قيس لِمَ قلت هذا ؟

قيس : من صديقك هذا يا ليلى ؟

ليلى : إنه قلب صديقتي فهل في هذا عتب ؟

قيس : إذا لهيب الحب لا زال مشتعلا

ليلى : قد عاهدتك و منحتك قلبي لن أستطيع حب غيرك و قلبي ليس ملكي

و تدخل القلب قائلا :

أي ليلى أما تزوجت غير قيس فما هي أقوالك ؟

ليلى : قد زوجوني مرغمة فأخلصت لزوجي لكني عشت بلا قلبي

القلب :

لله حكمة في أقداره فلا تلوموا إنسانا

كونوا مع الله بحسن ثقة و اتقوه ايمانا

أحسنوا جزاء الإحسان أن تنالوا إحسانا

و تنالوا من الله عفوا و مغفرة و رضوانا

سيتجدد اللقاء و نحن نرجو أمنا و أمانا


الجولة الرابعة
===========

و تطلع القلب يمنة و يسرة و إذ بإنسانة تقطر الهيبة من جبينها يبدو عليها الوقار
كأنه رأى نجمة ليست ككل النجوم ، ترى في وجهها علائم الذكاء و تشع عيونها بالثقة و الهدوء ترى كتلة من الحنان ، تشعر بها إنسانة صابرة ، صامدة ، تخطف القلوب بهيبتها إنها الخنساء
تماضر بنت عمرو السلمية تلك التي رثت أخويها صخرا و معاوية و جاء رثاؤها لأخيها صخرا قويا مميزا أخذ حيزا كبيرا من حياتها ( و إن صخرا .....)
ناضلت ليتم الإعتراف بها كشاعرة لتكون من أصحاب المعلقات لكن النابغة الذبياني قد استبعدها لأنه سمع قصيدة الأعشى و أقرها  و يقال أن قصائدها لم تستوف شروط تعليقها على أستار الكعبة 

( لأن عدد أبياتها أقل من ألف بيت )
ناداها القلب :
يا ملكة الشعر و الأشعار يا من تربعت على عرش الرثاء هلم أخبرينا عن سر عدم رثائك لأبنائك الأربعة بعد استشهادهم بمعركة القادسية ؟
تقول الخنساء بنفس شامخة هادئة :
أي بني بعد أن دخلت الإسلام وجدته دين حق و عدل و علمت أن الله لا يضيع مثقال ذرة إن خيرا فخير و إن شرا فشر ، و أيقنت برحمة الله أيما يقين إن هم الإنسان بالخير نال الثواب و إن فعل الخير قد يضاعف الله لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف ، و إن هم بالشر لا يكتبها في صحيفته ، و إن فعل الشر فيكون بالمثل لا يتضاعف
لذلك أقلعت عن الشعر و ربيت أبنائي على الفضيلة و التقى , و لما جاءني نبأ استشهادهم لم أقل سوى :
"الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته"
كنت نموذجا حيا للأم الصابرة المحتسبة ،
هنا أعلن القلب بنبضه احترامها و كان ينبض باسمها رحمك الله يا أيتها الصبورة و جمعنا الله بك و بفضليات النساء في مستقر رحمته .

الجولة الخامسة
===========

و تطلع القلب يمنة و يسرة ثم فتح كتاب أدب حديث و إذ يمر أمام بصيرته اسم لمع في بداية العصر الحديث إلى جانب جبران خليل جبران و العقاد و ولي الدين يكن و مصطفى عبدالرازق إنها فراشة الأدب الكاتبة الأديبة مي زيادة

ناداها القلب : أن هلمي تعالي
فتحت عينيها و تطلعت : من يناديني ؟
أجابها القلب : أستدعيتك كي تجيبيني ؟
- و هل أنا في محاكمة ؟
- بل أنت في استجواب و أنا من يستجوبك
يا مي بماذا تفسرين لنا حبك الصارخ لجبران خليل جبران و الذي تألق على أوراق رسائل كنتما ترسلانها لبعضكما رغم أنك ما التقيت بجبران مطلقا و أنك في صالونك الأدبي جمعت عددا من الشعراء و الأدباء ممن تعلقوا بك شغفا منهم من أعلن عن حبه و أظهره كالعقاد
و منهم من راسلك و اعترف لك بالحب مثل مصطفى عبدالرازق و إن نسينا فلن ننسى تعلق ولي الدين يكن بك
رغم أنك تعتنقين غير ديانتهم هل كان ما يمنعك من محبة أحدهم دون جبران
- أيها القلب الطيب أما علمت أن للقلب أحكام و له من يهوى و قد تعلق قلبي بجبران رأيته كتوأم روحي و كياني و راسلته عشرين سنة متواصلة حتى وافته المنية و أدرجت رسائلنا في أدب الرسائل أنا التي أتقنت تسع لغات كانت :
العربية، والفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية
لم أتمكن اتقان التقائي بمن أحب و هذا كان قدري لكني أخلصت في حبي فلن أمنح قلبي لغيره و هذا كان قانون قلبي و مبدئي و لا أدري إن كنت على صواب أم أني أسأت تقدير الأمور و ربما لأني كنت أدين بالديانة المسيحية كان قلبي بحسب فطرته يميل لمن كان يدين مثلي المسيحية و لم يتعلق بأديب أو شاعر غيره حتى و إن كنت أستلطفه .
و هنا  توقفت عن الكلام و سارعت إلى كتاب الأدب لتدفن نفسها بالقرب من صورة حبيبها جبران حتى قبل أن أوجه لها سؤالاً آخراً فاحترمت رغبتها و انصرفت منهياً حديثي معها بقولي :
نامي قرب حبيبك لعلك تكونين ابنة الحقل حين يسكن الليل يخاطبها جبران أن تعالي علنا نزور كرمة العشاق
ثم يعترف أنه عاشق يقول :
و مليك الجن إن إن مر يروح و الهوى يثنيه
فهو مثلي عاشق كيف يبوح بالذي يضنيه .

الجولة السادسة :
============

و يصيح القلب مزمجراً :
هيا بنا إلى قصور الملكات عبر كتب التاريخ القديمة ليمنعنا حراس هذه القصور بحجة أنهم سيطلبون إذن مليكاتهم و من هن المليكات إنهن ملكة تدمر زنوبيا و الملكة الفرعونية كليوباترا
و يناديهما القلب أن أقبلا بعيداً عن كل الحراس بل و بعيداً عن كبير مستشاري الملكة زنوبيا الفيلسوف والأديب الشهير كاسيوس لونجينوس الحمصي
الذي تتلمذت على يديه و بعيداً عن زوجها الملك أذينة الذي أغتيل و هي في العشرين من عمرها و كانت ترافقه دائماً في حروبه و كانت مستشارة له لذلك سهل عليها أن تتقلد مقاليد الحكم بعد مقتل زوجها لتعمل جاهدة بالثأر من قاتله
و بعيداً عن ماركوس أنطونيوس حبيب  كليوباترة و التي أنجبت منه يوليوس قيصر رغم أنها لم تنجب من زواجها الأول من شقيقها بطليموس الثالث عشر و لا من زوجها الثاني شقيقها بطليموس الرابع عشر إذ كان الزواج من الأشقاء مسموح عند الفراعنة ٌ،
أقبلت كلتا الملكتان و ظهرت عليهما علائم الاستياء و التبرم سألتا :
ماذا هناك ؟
- هناك سؤال لكما أنتما الإثنتين
- هات اطرحه علينا
- هل صحيح أنكما انتحرتما كما جاء في كتب التاريخ أم أن التاريخ جاءنا مشوهاً و ما هو سبب الإنتحار ؟
تجيب زنوبيا :
ما نقلته كتب التاريخ عني لكم رواية أني قد انتحرت حين أسرني الرومان و اقتادوني و في الطريق تجرعت السم كي لا أمنحهم فرصة التشفي بي بعد غدر احد المقربين مني و سلمني لقمة سائغة لهم ، لكني لن أهرب كما نصحوني و قلت لهم : إن كأس الموت أسهل بالنسبة لي من الهرب ،
لا أذكر إن كانت هذه هي نهايتي فقد مضى زمن طويل و بعض كتب التاريخ تقول : أني حين التحقت بروما تزوجت أحد
حكام الولايات الرومانية، وعشت في قصر قرب منطقة تيڤولي وأنجبت منه بنات ، ومن سلالتي تحدر الراهب «زنوبيوس» و لكم هاتين النهايتين اختاروا ما تشاؤون لأبقى أنا :
الملكة الجميلة زنوبيا صاحية الراي و الصولجان في كتب التاريخ و أضمحل و أختفي في زوايا قبر مظلم و لا اعتبار لجمالي و لا صولجاني اللذين صارا في عداد الموتى مثلي .
و يتحدث القلب الطيب :
صحيح و الآن جاء دورك كليوباترا لتخبرينا فهيا كلنا آذان صاغية :
تجيب الملكة الفرعونية تقول :
انتحر حبيبي أنطونيوس بعد هزيمته أمام اوكتافيوس فانتابني الذعر فتجرعت السم كيما أقع بالأسر و يصيبني الذل و الهوان و لألحق بحبيبي بالعالم الآخر فأنا الملكة الفرعونية الأقوى شخصية بين الفراعنة و الأكثر تأثيراً على كل من حولي ،
ثم تغمض عينيها و تعود إلى كتب التاريخ تحديداً إلى مسرحية مصرع كليوباترا لشاعر مصر الكبير أحمد شوقي
فيتمتم القلب : اذهبا فلن أوافق يوماً على الإنتحار
فهو محرم أن ينهي حياة جسد لا يملكه  باقتدار .

الجولة السابعة :
============

و نادى القلب و العين دامعة :
يا نسيبة رضوان ربي عليك هيا أقبلي تعالي لنرى نور الإيمان و هو يشع من وجهك الذي تدل قسماته على الطيبة و الإخلاص على المحبة و المودة أخبرينا عن وقوفك إلى جانب الحبيب محمد صلوات ربي عليه و سلامه كيف جاهدت جهاد الأبطال يوم أحد دفاعاّ عن رسول الله لإعلاء كلمة الحق و الدين ،
تتحدث المجاهدة الصابرة و المؤمنة صاحبة الوجه السموح التي تدل قسماته على مقدار تقواها و طيبة قلبها و رسوخ إيمانها بالله جل و علا تقول :
يوم أحد كنت مع بقية النسوة نضمد الجراح و نسعف المصابين و كان أن أعلن جيش الكفار انسحابهم و بالتالي كنا قد انتصرنا قام عدد من الرماة بمغادرة أماكنهم متجهين نحو رسول الله لينالوا نصيبهم من الغنائم مخالفين بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بألا يغادروا إلا بأمر من الرسول فحسب لما ابتعدوا عن أماكنهم التف جيش قريش بقيادة خالد بن الوليد ولم يكن قد اعتنق الإسلام بعد و استولوا على هذه الأماكن و عاودوا الهجوم لتنقلب كغة ميزان النصر إلى خسارة مما اضطرنا أن نسارع و نلتف حول رسول الله صلى الله عليه و سلم خوفاً أن يصيبه مكروه و قد أصبت بجروح كثيرة و بعد الإنتهاء من الغزوة أثنى الرسول علي و على عائلتي فطلبت منه أن يدعو الله لنا أن نرافقه بالجنة و لبى طلبي بالموافقة مما أراح قلبي ؤ أثلج صدري و نسيت آلامي و جروحي
ثم توالت مشاركاتي و لكنه لما أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولدي حبيب بن زيد بن عاصم إلى مسليمة الكذاب فقطعه و رمى بأجزاء جسده بالزيت الحار حتى استشهد فأقسمت أن أثأر لولدي فالتحقت بالجيش الذي جهزه خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه  لكني في معركة اليمامة أصيبت يدي و صارت معلقة مما اضطرني أن أقطعها لأواصل القتال لكني ما تمكنت من قتل مسليمة الكذاب فنظرت لأرى من هو القاتل ؟ و إذ به ولدي عبدالله فشكرت الله و سجدت له أن ولدي أخذ بثأر أخيه و بهذه المعركة فقدت يدي و أصبت بجراح كثيرة 

و أفضل ما أذكره عندما بشرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة نسيت وقتها آلام جراحي و صرت لا أبالي شيئاً

و أحمد الله و أشكره أني كنت المجاهدة الصابرة و الآن سأعود حيث أرقد منتظرة أن ألقى وجه ربي و هو راضٍ عني ، هنا يقف القلب إجلالاً لهذه المجاهدة الصابرة و يقول :

رضي الله عنك و رسوله 

بخير مرافقة له في الجنة

و رضي الله عن زوجك و أبنائه

كنتم لرسول الله من أفضل الصحبة 

هنيئاً لكم تلكم الصحبة

الجولة الثامنة

===========

و يستدير القلب ليرى بين المدعوات فتاة ذاع صيتها إنها المحاربة الجزائرية جميلة بوحيرد

ينادي : أيتها الجميلة تعالي حدثينا عنك لنتعرف جميعنا على قصة نضالك ضد المستعمر الفرنسي فترة سيطرته على البلاد بصفة انتداب ،

تنهض جميلة لتقول :

كنت صبية تربت على العلم و الفن و اللياقة من أب مثقف لم يقبل أن ترزخ الجزائر تحت حكم فرنسا التي نصبت نفسها وصية علينا لما رفضت و التحقت بالمقاومة اعتقلوني حاولت الهروب فأصبت بطلق ناري تم نقلي إلى المستشفى و مع هذا  لم يشفع وضعي  أنه كان قد أجري لي عمل جراحي لإستخراج الطلق الناري الذي تعرضت له و تم تعذيبي بكل وحشية و قسوة بالضرب  و الإهانة و الكهرباء بأماكن عديدة بجسدي حتى أعطيهم أسماء رفاقي بالمقاومة و لن أفعل هذا  و رغم أنهم عينوا لي محامياً للدفاع عني و هو جاك فيرجيس اتهموه بالخيانة و تعرض لمحاولة قتل و قد هدد أن يقدم ملفي لمنظمة حقوق الإنسان و أخيرا حاكموني و كان الحكم هو الإعدام ، و تمكن المحامي جاك بتأجيل الحكم وقتها نالت بلدي استقلالها و خرجت من سجني و تزوجت من المحامي و لا أدري كيف تم تبرير زواجي وقتها لأنه ساعدني و دافع عني كعرفان بالجميل لست أدري ؟

و صمتت أيقونة الثورة الجزائرية بل عادت إلى كتب تاريخها 

ليقول القلب :

ليس سهلاً أن يستوعب البشر كل شيء لا بد من خفايا لا يعلمها إلا الله 

سبحان الله و جل في علاه .


الجولة التاسعة

===========

و يمضي القلب قدماً نحو سيدة عظيمة الشأن لا يناديها بل يسير هو باتجاهها هي سيدة نساء أهل الجنة إنها السيدة التي ساندت زوجها و كانت له نعم الزوجة و نعم الأم لأبنائها إنها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم

يقف القلب تعظيماً لها و يسلم عليها :

السلام عليك يا أماه يا سيدة نساء أهل الجنة ماذا عساي أن أسألك هل أسألك عن وقوفك الذي لا مثيل له تناصرين فيه الحبيب محمد و تقدمين له كل الدعم بالمال و الجاه كنت له نعم الزوجة و كنت السراج المضيء في تاريخنا الإسلامي و ستبقين إلى أن يرث الله الأرض و من عليها 

كنت تستحقين البشرى التي حملها لك الروح الأمين جبريل عليه السلام لينقل رسول الله هذه البشرى لك 

بأن الله يبشرك ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه و لا نصب ،

و القصب هنا يعني اللؤلؤ المجوف 

و رغم أنك كنت بالأربعين من عمرك عندما تزوجك رسول الله صلى الله عليه و سلم و مع هذا أنجبت له من البنين ولدين و من البنات أربعة و أحسنت تربية البنات هنيئاً لك قصرك في الجنة مع الحبيب محمد و نرجو من الله أن يجمعنا معك في مستقر رحمته 

لن أوجه لك أي نوع من الإستفسارات إنما سأتوجه إلى النساء قاطبة أن يتخذن من سيرتك العطرة العبرة و العظة الحسنة في كيفية معاملة أزواجهن و كيفية تربية بناتهن أن تكونين لكل النساء المثل الأعلى و القدوة الحسنة جزاك الله عنا كل خير .


الجولة العاشرة 

===========

و يقول القلب : 

و آخر جولاتي ستكون مع سيدة ثانية من سيدات أهل الجنة إنها الصديقة مريم عليها السلام إنها أم نبي الله عيسى صلى الله عليه و سلم إنها العذراء الطاهرة التي نذرتها أمها لله عز و جل :

يقول الله في كتابه العزيز : 

﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾

فتقبلها ربها بقبول حسن حين وضعتها أنثى يقول رب العزة :

﴿ فَلَمَّا وَضَعَتۡهَا قَالَتۡ رَبِّ إِنِّي وَضَعۡتُهَآ أُنثَىٰ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا وَضَعَتۡ وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ كَٱلۡأُنثَىٰۖ وَإِنِّي سَمَّيۡتُهَا مَرۡيَمَ وَإِنِّيٓ أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ  *

فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ 

بِغَيۡرِ حِسَابٍ  ﴾

الآيتين ( 36  - 37) من سورة آل عمران

و يكفيك فخراً سيدتي أن الله عز  و جل قد اختصك بسورة في القرآن الكريم تحمل اسمك سورة  مريم و أنه اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين

يا معشر النساء خذوا من سير النساء الفضليات عبراً

و اجعلن من سيرتكن سطوراً

تحمل عبق الياسمين عطراً

و هكذا أنهيت جولاتي و كانت عشراً

و ليعلم الجميع أننا نملك في تاريخنا كنوزاً من العبر و كماً هائلاً من الحكم

فلنعتبر و لنكون جميعنا من الحكماء

هو ذا قلبي يحدثكم حديث صدق و أمانة إنه :

قلب محدثتكم : م . مهى سروجي

#مهى سروجي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي