عزيمة // بقلم المهندسة مهى سروجي

عزيمة

******
فقد الأب الشاب عمله بسبب خلاف بينه و بين صاحب الشركة فراح يبحث عن عمل ليلبي حاجيات زوجته و ابنه الصغير و صار يطرق أبواب الشركات عله يجد عملا يناسب اختصاصه كميكانيكي يعرف خصائص الماكينات و كيفية اصلاحها و تشغيلها ، كاد يفقد الأمل في إيجاد فرصة عمل و انتابه اليأس بعد أن رفضت شركتا نسيج توظيفه لديها لكفاية عدد العمال لديها عاد إلى البيت و الحزن يعتصر فؤاده كان طول الوقت شاردا ، أكل بضعة لقيمات و جلس على الأريكة و أثناء شروده استرعاه منظر طفله الذي كان في سنته الأولى كيف كان جالسا على الأرض و أراد أن ينهض و كانت محاولة النهوض فاشلة و ما هي إلا برهة صغيرة كرر المحاولة و أعادها عدة مرات متتاليات رغم أنه في كل مرة يقع و يتألم و يعاود المحاولة من جديد مستندا على الأرض تارة و على الجدار تارة أخرى و بعد محاولات وصل عددها خمس عشرة محاولة تمكن أخيرا أن يقف على رجليه الصغيرتين و في كل محاولة يقف لحظة و يهم بالمشي فيقع و آخر محاولة تمكن فيها أن يخطو عدة خطوات و الأب يراقبه حينما خطا بضعة خطوات ارتسم الفرح على محياه و حينها جلس على الأرض قليلا ليرتاح و عاود وقوفه و سيره حينما جاءت أمه لتراه يخطو خطواته الأولى فركضت إليه و احتضنته ،
هنا كأن شيئا جعل الأب الشاب ينتبه إليه فحدث نفسه قائلا :
بعد كل محاولات التكرار استطاع طفلي أن يخطو و يقف دون مساعدة منا و أنا من أول شركة و ثانية انهارت آمالي و انتابني اليأس من طفلي كان يجب علي أن أتعلم الصبر و العزيمة و غدا إن شاء الله سأذهب لأجمع عددا من قطع الغيار لأصنع بها آلة تفيد في أعمال الزراعة ثم أذهب و أعرضها على المزارعين و قبلها أسجلها باسمي لأنال عليها شهادة الإبداع و فعلا ذهب و اشترى المستلزمات و بأسعار مناسبة و عاد إلى عمله بجدية و نشاط ليبتكر آلة تشبه الحصادة و بمواصفات فنية رائعة و سجلها باسمه ليصبح صناعيا يشار له بالبنان و يتراكض إليه أصحاب الثروات و الشركات ليعمل لديهم كخبير صناعي و براتب جيد
هنا استوثق أن الأمل ضروري بالحياة و الصبر و العزيمة أيضا و قام بأداء واجبه أمام زوجته و طفله كأحسن أداء .
#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي