قصة المعلم // بقلم المهندسة مهى سروجي
⚘قصة المعلم ⚘
============
كان قوي الشخصية يحبه طلابه لجمال شرحه لمادة اللغة العربية و لكنه طالب من بين الطلاب كان يمقت العربية و مع هذا ظل هذا المعلم يشرح له و يعيد قواعدها و يقرب له و يجلب له الأمثلة حتى صار يتفهم اللغة و قواعدها و تحسن وضعه كثيرا لكنه كان شديد التجبر لا يعترف بفضل اي شخص عليه و مرة كان مع عدد من رفقائه بالصف و راحوا يمدحون ذلك المعلم و كيف يساعدهم كلهم قال له أحدهم : و أنت بالذات كم تعب معك و هو يشرح لك قواعد اللغة حتى صرت تعرف الصفة من الحال و الفاعل من المفعول فلم يجبه انما دحجه بنظرة قاسية و كبر الطلاب و صاروا بالجامعة و كبر المعلم بالسن و وصل لسن التقاعد لكنه لم يصل الى مرحلة الشيخوخة المفرطة و ذات يوم اضطر لركوب الحافلة التي تقله الى البيت بعد تسوقه بعض الحاجيات التي كان يحملها و لما صعد لمح تلميذه جالساً على أحد المقاعد القريبة كان متعباً و انتظر منه ان ينهض و يجلسه مكانه لكن هذا الأمر لم يتم فاقترب منه قائلاً له : ألايمكنك يا ولدي أن تعطي مكانك لعجوز مثلي حتى لو لم اكن يوماً ما معلماً لك و لا وقفت فوق رأسك لتتعلم و تفهم دروسك اعتبرني عابر سبيل تمنحه كرسيك كي يرتاح كونه عجوز و أنت شاب قوي
ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
فما رد و لا استجاب
بينما كانت سيدة في منتصف عمرها نهضت و نادته : عماه تعال اجلس فأنا عرفتك المعلم الذي درس ابني فكيف لا اعطيك كرسيا و انت اعطيت ابني علما و ثقافة و خلقا .
و بقي الطالب مكانه غير آبه لمعلمه مما اضطر المعلم أن يجلس مكان السيدة التي توجهت لذلك الطالب الناكر لجميل معلمه و صفعته على وجهه قائلة له :
انهض عن الكرسي لأجلس مكانك يا جاحدا لفضل من هم أكبر منك سناً
فقام خجلاً أمام الناس و أعطاها مكانه و لما نزلت و نزل هو بنفس الموقف لأنه كان صديق ابنها و هي تعرفه جيدا قالت له : لا تعد تأتي الى بيتنا لأن ابني لا يشرفه صداقة أمثالك .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق