الثأر المفتعل // بقلم المهندسة مهى سروجي

  ⚘الثأر المفتعل⚘

*****************

جلست تروي قصتها فقالت :

كانت ليلة حالكة الظلام عندما تمكنا أنا و زوجي و أولادي الصغار و لدي ولدين و بنتاً عندما غادرنا القرية خلسة تحت جنح الظلام و قد تملكني الخوف حتى وصلنا الى المدينة و تنفسنا الصعداء جميعنا القصة جرت كمايلي اذكر تفاصيلها :

جاءتنا دعوة لحضور حفل زفاف ابن عم لزوجي و لم يكن هناك اية مشاكل بيننا فقرر زوجي ان نسافر لحضور الحفلة من جهة و لزيارة الأهل من جهة ثانية وصلنا القرية وسط ترحيب من والدي زوجي و إخوته و أبناء عمومته و باقي أفراد عائلته و ايضاً ممن تبقى من عائلتي فانا من أهالي نفس القرية و كان من بين إخوة العريس لا يحب زوجي و يغار منه بشدة و حضرنا الحفلة و كانت بمزرعتي العم والد العريس  بالمزرعة الأولى حفل الرجال و بالثانية النساء حيث فيها مظلة تحميها من نظرات المراقبين على بعد أوصلونا لمكان الحفل لي و لأم زوجي و أخته و كان معنا عماته الثلاثة و كنا أول من وصل بعد ام العريس و أخواته و زوجات إخوته الثلاثة و ذهب زوجي و هناك لما بدأت الحفلة بالهواء الطلق بدأ الشبان بإطلاق الأعيرة النارية من المسدسات و الرشاشات على عادة معظم الناس بأفراحهم تلك العادة السيئة لتستقر إحدى الأعيرة الطائشة بصدر أحد أخوة العريس و تقوم القيامة و يكثر اللغط و تحضر الشرطة و أسئلة و أجوبة ليتم توجيه الإتهام من قبل ابن عمه الغيور مشيراً بإصبع الإتهام الى زوجي و أنه متعمد و ليس عياراً طائشاً ليتمكن من شراء الأرض التي كان زوجي يرغب بها ليبني عليها معمله كونها أنسب ارض للمعمل و الأرض بالأساس ملك للمتوفى من الطلق الناري و بدأت التحقيقات لكن زوجي لم يكن يحمل أي نوع من السلاح و مع أن جميع التحقيقات اثبتت براءة زوجي مما نسب له إلا أن ابن عمه مصمم على أنه الجاني و أنه متفق مع من أطلق النار و الذي ولى هارباً قبل أن تصل إليه يد العدالة و لسوء الطالع صادفته سيارة على الطريق و هو يهرب لترديه قتيلاً حتى لا يعرف الجميع سر إطلاقه النار على الضحية و طبعاً لم يوجه التحقيق أية تهمة لزوجي و أفرجوا عنه حيث حزمنا أغراضنا و غادرنا القرية ليلا بعد أن وصلنا أن أخ المجني عليه سيقتل زوجي أخذاً بثأر أخيه و مشت أشهر و سارت الأمور على طبيعتها بعدما غيرنا سكننا القديم بالمدينة و توجهنا إلى منطقة لا تثير انتباه ابن عمه لأنه سيفكر أننا توجهنا إلى منطقة مع الطبقة الثرية كوننا من عائلة غنية جداً إلى أن جاءت عطلة المدارس حيث قرر زوجي أن يأخذنا إلى مصيف قريب و ذهبنا و قد تناسينا أمر الثأر و التهديد و اذ و نحن خارجين من الفندق ذاهبين إلى مكان الإصطياف تنطلق أعيرة باتجاه زوجي ليستدير أحد العمال و يتلقاها بدلاً من زوجي و يسقط قتيلا و تسرع فرقة الأمن و يتمكنوا من إلقاء القبض و يكون الجاني رجل مستأجر من ابن عم زوجي اللئيم و يفتح ملف القضية من جديد و بعد التحقيقات المشددة تظهر الجريمة عارية ليراها الجميع و التي كانت بالأساس مدبرة من ابن عمه اللئيم و قد استأجر رجلاً من ذوي الحاجة بمبلغ من المال ليطلق النار على أخيه ثم يهرب بمساعدة ذلك المجرم الذي سيلقي التهمة على زوجي بسبب الأرض و بالتالي يتخلص من زوجي و من أخيه المتزوج من محبوبته لأنها لم تكن تحبه هو إنما تحب أخاه و هكذا ينتقم منها فيحرمها من زوجها حتى و إن كان أخوه فهو يغار من الجميع ليس هذا فقط إنما يستأجر شخصاً ثانياً ليقود سيارة تضرب من اطلق النار و بالتالي تضيع معالم الجريمة فإذا أقسم أن يثأر لأخيه يكون الوضع طبيعياً ثم يدبر حادثة اغتيال لزوجي و يفلت من قبضة العدالة و المفارقة أن العامل الذي لاقى حتفه إنما هو ابن من ضرب النار على ابن عم زوجي يوم الزفاف و هرب 

و طبعاً أخذت العدالة مجراها و ذهب ابن العم اللئيم إلى السجن بعد أن فضحت نواياه كلها و أنه كان يريد فتح جبهة قتال تحت مسمى الثأر بين عائلتي زوجي و عمه و يكون سلسال دم لا ينقطع لولا أن الله كان له بالمرصاد و سلمت العائلتان من قضايا الثأر و آلامه و نجا زوجي بحمد الله و فضله .

القصة من نسج خيال :

#مهى سروجي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة كورونا // بقلم المهندسة مهى سروجي

لحن حزين // بقلم المهندسة مهى سروجي

بالإبتسام تكرمي // المهندسة مهى سروجي