فاعتبروا يا أولي الألباب // مقالة بقلم المهندسة مهى سروجي
فاعتبروا يا أولي الألباب
*********************
هاهي ذي السنة تلملم آخر أيامها لتغادرنا و ترحل بلا عودة هكذا الرحيل و هكذا نطوي الأيام طياً ، ترحل تاركة لنا الذكرى بآلامها بالمعاناة و الصبر الشديد ترحل و هي تهمس لنا : فذكر إن نفعت الذكرى .
تقول لنا : رحلت عنكم مخلفة ورائي أوجاع قلوب تحطمت ، آمال نفوس تبعثرت ، دموعاً انسكبت إما فرحاً أو أحزاناً فهل قد وعيتم هل صحا وجدانكم أم لا زلتم في غفلة من أمركم .
صحيح أن الدروس في أيامي كانت قاسية مليئة بالعبرة هذا ليس ذنبي صدقوني إنما رسائل من الله جل جلاله لكم معاشر البشر هل فيكم من يتساءل : لماذا أرسلها لكم
سأجيبكم : إنها تخبركم أن الظلم قد تفشى بينكم إلى جانب الغش و الخداع و النميمة و الإعتداء على الحقوق و صم الآذان و السكوت عن الحق ألا زلتم تتساءلون سأزيدكم إذاً :
*** هل سمعتم صرخة طفولة معذبة
*** بكاء أم فقدت فلذة كبدها
*** ماذا فعلتم لتلك البطون الخاوية التي طواها الجوع
*** كيف تراكضتم نحو الرذيلة و الإنفلات و ماتت أخلاقكم و ضمائركم
*** كيف تخليتم عن إنسانيتكم أليست هي أمانة في أعناقكم قطعتم على أنفسكم أن تحملوها و كان الإنسان ظلوماً جهولا
و أخيراً فها أنا سأرحل و ستأتي بعدي اعوام لا يعلم عددها إلا عالم الغيب و الشهادة و إليكم نصيحتي قبل رحيلي :
الطريق إلى الله و الحق المبين لا زالت مفتوحة أمامكم لعل الذكرى تنفعكم احملوا راية و لئن شكرتم لأزيدنكم كونوا مع الله و من يتق الله يجعل له من كل أمر فرجاً و من كل ضيق مفترجا .
و آخر كلماتي : سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق