مقالة في ليلة شتوية بقلم الكاتبة مهى سروجي
بسم الله الرحمن الرحيم
⚘في ليلة شتوية ⚘
أيام مرت بنا
رياح تزمجر عالية الصراخ بصفير يهز أركان المكان بأسره يرافق هذا الصفير رعد له زمجرة كأنها جبل اقتلع من مكانه و هبط على الارض متفتتاً إلى حجارة صغيرة و تشق صفحة السماء وسط الغيوم أشعة البرق بضياء يخطف الابصار لينهمر المطر غزيراً تسمع لصوت تساقطه موسيقا تعزف لحن الخير الوفير
و تنبعث من الارض الطيبة رائحة ذكية من ثراها الطاهر .
الهواء بارد في الخارج والامطار تهطل بغزارة و أنا في الغرفة ترتجف أوصالي ليس عندي ما أستدفئ به و تطول ساعات هذه الليلة المدلهمة بالسواد في ظلمة كظلمة القبور تحادثني نفسي لو كانت الكهرباء موصولة لكنت أشعلت المدفأة الكهربائية لكنت استمعت إلى التلفاز فخف ثقل الوقت لكنها انقطعت حتى إشعار طويل المدى أحضرت دثارين تدثرت بهما لعل الدفء يملؤ كياني وضعت رأسي على الوسادة و بدأت بتلاوة الأذكار ثم بالتسابيح و الحمد والتكبير و الحوقلة والاحتساب و الصلاة على المصطفى عليه السلام و فعلاً تغلغلت الحرارة و بدأ النعاس يزحف لأجفاني و إذ ذاك يأتيني صوت المؤذن ينادي بآذان الفجر قمت للوضوء والماء كالثلج و أنهيت فريضة الفجر و تذكرت أناساً راحت بيوتهم فهاجروا و تفرقوا و تفرقت بهم السبل ومنهم من خيموا بالعراء الارض مضجعهم والسماء تظلهم و كم من المآسي التي سمعناها بسبب البرد القارس قلاع ألقت بها الرياح رمتها جانباً و بقى أصحابها يتكبدون من آلام الجوع والبرد تدمع عيني و تتساقط الدموع غزيرة ليست كما المياه التي ذاق الجميع الأمرين من انقطاعها .
آه يا بلادي الحبيبة كم مرت بك مآسي هل يأتي زمن نراك في أمان الله ترفلين و يعود الإزدهار بسواعد أبناءك الأوفياء
كالذي مر على قرية خاوية قال أنى يحيي هذه الله فأماته الله مئة عام ثم بعثه ليرى هذه المدينة وهي مدينة القدس عامرة تذخر بالحياة - ولكنها الآن مكلومة تئن هي الأخرى من جراحها في ظل أسوإ مستعمر و ألعن الناس الصهاينة أحفاد الخنازير -
سلام الله عليك يا سيدي عزير .
و سلام الله على بلاد الشام التي بارك الله بها و بيمننا السعيد
أعاد الله السعادة و التألق لبلادنا العربية و لربوعها و نقول :
⚘بلادُ العُربِ أوطـــــــــــــــاني مــــنَ الشّـــــــــــــامِ لبغدان
⚘ومن نجدٍ إلى يَمَــــــــــــــــنٍ إلى مِصــــــــــــــرَ فتطوانِ
⚘فلا حدٌّ يباعدُنا ولا ديــــــــنٌ يفرّقنا
لسان الضَّـــــادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانِ
⚘لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
⚘فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق