مقالة أمي كتبتها الأديبة مهى سروجي
⚘أمي ⚘
إن أردت الحديث عن المرأة فيبرز أمامي الحديث عن مخلوقة هي في حياتنا المنبع الصافي للحنان والنبراس الهادي لحياتنا كلها من أول يوم أتينا به إلى وجه الدنيا إلى أن يوارينا التراب حتى لو أن الله توفاها فتبقى ذكراها بلسمنا الشافي لبقية أيامنا .
أمي نبع الحنان الصافي و نبع العطاء الذي لا يجف كنت لي ملاذي و أمني و الروح التي أحيا بها .
لأتحدث عنك قليلا و أصفك بما أنت أهل له كنت امرأة شديدة الذكاء قلما يجود الزمان بمثلها هادئة الطباع قليلة الكلام شديدة الحساسية مرهفة الحس معطاءة سخية أمينة
كنت اعشقها و كانت عندي القدوة التي أقتدي بها في دراستي و في عملي و بكل تفاصيل حياتي
هي جنتي كان أحلى مجلس لي عند قدميها الطاهرتين .
و لما جاء موعد الفراق و غادرت أمي إلى الرفيق الأعلى كان يوماً ملأه السواد جلست طول ليلتي قرب جثمانها الطاهر أمسك يدها البيضاء و دموعي تنزل دونما عناء لوحدها دمعاً مدراراً و بالصباح عندما أتوا ليحملوها لمثواها الاخير و بعد إجراءات الغسيل والتكفين وضعوها في نعشها وددت لو اقتلعت قلبي وأرسلته معها فما وجوده يعنيني
بعد رحيل أنبل و أشرف وأذكى مخلوقة
والآن افتقدتك غاليتي ما عادت عيناي تراك لكنك في قلبي وروحي
حملتك مع من أحب مع أبي و أختي الغالية لأضعكم في سويداء قلبي وأغلق عليكم تبقون حتى إذا حانت المنية و انتقلت إلى جوار ربي كنتم معي في قبري لعلكم تضيئون قبري كما أضأتم حياتي .
الرحمة والسكينة تنزل عليكم من عند الله الواحد الأحد أسأله أن يتغمدكم بوافر رحمته و يجعل قبوركم رياضاً من رياض ربي و يدخلكم الجنة دونما حساب بكل ذرة من كياني أقول : آمين .
#مهى سروجي
تعليقات
إرسال تعليق